عام 2013 ظهر الالمان.. فاكتسحوا

لن ينسى عشاق الكرة الألمانية سنة 2013 أبدًا، لأنها حملت مسيرة رائعة لناديين استطاعا أن يعيدا أمجاد بلادهما في بطولة دوري أبطال أوروبا، والحديث هنا عن طرفي النهائي، البطل بايرن ميونخ والوصيف بوروسيا دورتموند.
المميز في مسيرة الفريقين هي أنهما استطاعا الوصول للنهائي من خلال اجتياز خصوم كانوا على مستويات كبيرة من التنافس والقوة، وهو ما جعل التفوق الأوروبي ذو طعم مبهج رائع أكثر من المتوقع.
البداية هي مع مسيرة دورتموند، فالفريق الذي خرج من مسابقة موسم 2011-2012 من دور المجموعات، استطاع تحقيق أمر لم يكن أحد يتخيله في الموسم الماضي، بداية بتصدره للمجموعة الصعبة على حساب أندية كانت مرشحة ربما أكثر منه، مثل ريال مدريد ومانشستر سيتي، وأكمل هذا الموسم الرائع بالوصول للنهائي.
في سنة 2013، استطاع دورتموند أوروبيًا أن يقهر شاختار الأوكراني بدور ال16 بعد فوزه في ملعبه بنتجة 3-0 ليتأهل، كون الفريقين تعادلا 2-2 في أوكرانيا، ثم يواجه ملقا الإسباني، وبعد التعادل السلبي في إسبانيا، تأهل دورتموند بأعجوبة في ملعبه، وذلك بعد أن قلب النتيجة من خسارة 2-1 إلى فوز 3-2 في آخر اللحظات وعن طريق مدافعه البرازيلي فيليبي سانتانا.
النتيجة الأكثر إسعادا لعشاق دورتموند كانت في نصف النهائي، ولنا أن نتخيل أنه قبل مواجهة الذهاب أمام ريال مدريد تم الإعلان عن إنتقال نجم الفريق (ماريو غوتزه) إلى بايرن ميونخ الألماني بدءا من يوليو 2013 وهو ما صدم الجميع، ولكن الفريق كان في الموعد، والمهاجم البولندي ليفاندوفيسكي تحديدا استطاع قيادة الفريق لإكتساح خصمه الإسباني بنتيجة 4-1، برباعيته التي لن ينساها عشاق النادي الملكي أبدا، ورغم خسارة دورتموند في سانتياغو برنابيو بنتيجة 2-0، إلا أنه وصل للنهائي.
بالمقابل استطاع بايرن ميونخ الوصول للنهائي بمسيرة مذهلة ومبهرة بحق، فهو فاز في خمس لقاءات من أصل ستة، وحافظ على نظافة شباكه في أربع منها، وفوق ذلك هو واجه بطل الدوريين الإيطالي والإسباني، ورابع الإنجليزي.
بدأ بايرن ميونخ أدوار خروج المغلوب بالفوز في ملعب الإمارات بنتيجة 3-1 على آرسنال، وكاد الفريق أن يخرج من البطولة بعد أن خسر بغرابة بنتيجة 2-0 على ملعبه، وتأهل بنظام التسجيل خارج الملعب، ليواجه يوفينتوس ويتمكن من الفوز عليه بمجموع 4-0، موزعة بالتساوي على المباراتين.
وكما فعل دورتموند، تمكن بايرن ميونخ من اكتساح خصم إسباني آخر في نصف النهائي، ويكفي القول بأنه هزم برشلونة بمجموع 7-0 لتكون أعلى نتيجة في تاريخ البطولة بهذا الدور.
تفوق الألمان على الكبار في أوروبا استمر بعض الشيء في بداية الموسم الحالي، فاستطاع بايرن ميونخ اكتساح مانشستر سيتي في إنجلترا بنتيجة 3-1 لكنه خسر بنتيجة 3-2 على ملعبه في نهاية دور المجموعات، وتصدر المجموعة بالنهاية.
أما دورتموند فتلقى هزيمتين من نابولي الإيطالي وآرسنال الإنجليزي، لكنه فاز عليها أيضًا، كما انه استطاع تصدر مجموعته رغم التساوي بالنقاط.
الأمور لم تكن جيدة بالنسبة لشالكه وليفركوزن، فالإثنان خسرا من تشيلسي ومانشستر يونايتد، على التوالي، ذهابا وإيابا، ولكنهما استطاعا التأهل كوصيفين للمجموعة، وتنتظرهما مواجهات صعبة في دور ال16.
وبالتأكيد يتمنى عشاق الكرة الألمانية تكرار سنة 2013 قريبا، وهو ما قد يكون متوقعا من بايرن ميونخ ثم دورتموند بنسبة أقل، أما البقية فلا ينتظر منهم الشيء الكثير.