أشغال عمومية: رخروخ يستقبل نوابا من المجلس الشعبي الوطني عن ولاية بني عباس    رئيس المجلس الشعبي الوطني يجري محادثات مع نظيره الماليزي بجاكرتا    لوجيستيكال 2025 : أكثر من 70 عارضا منتظرا في الطبعة ال8 المقررة من 18 إلى 20 مايو بالجزائر العاصمة    سوناطراك: عقد الغاز مع جيوبلين, خطوة إضافية نحو تعزيز الروابط الطاقوية بين الجزائر وسلوفينيا    تواصل تساقط أمطار رعدية على عدة ولايات من الوطن    وزير الصحة يتحادث مع نظيره الإيفواري    فلسطين: الاحتلال الصهيوني يواصل عدوانه على طولكرم لليوم ال108على التوالي    وفاة رئيس الأوروغواي الأسبق خوسيه موخيكا عن عمر يناهز 89 سنة    رئيس الجمهورية يواصل زيارة دولة إلى جمهورية سلوفينيا    الجوية الجزائرية: اضطرابات في الرحلات من وإلى فرنسا بسبب إضراب مراقبي الملاحة الجوية الفرنسية    الأغواط: إفتتاح الطبعة ال11 من المهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي    المفوض العام ل "الأونروا" يصف استخدام الكيان الصهيوني الغذاء كسلاح في غزة ب"جريمة حرب"    الجزائر تعرب عن قلقها إزاء تجدد الإشتباكات في طرابلس    سيتم تفعيل خدمة التجوال الوطني لرقم الاستعجالات قريبا    التوقيع على اتفاقية تعاون لتأطير التلاميذ خلال أوقات الفراغ    مستشفى جديد ب500 سرير يرى النور في البوني    وفاة شخصين و إصابة 06 بجروح    المجال مفتوح من أجل علاقات قوية ونموذجية بين الجزائر وسلوفينيا    وفرنا أكثر من 700 مليون دولار كانت توجه حصريا للإستيراد    تنصيب لجنة متابعة موسم حج 1446ه/2025 م    الوضع في غزة بلغ مستويات "كارثية غير مسبوقة"    5,5 مليون دولار لخفض غازات التبريد المضرّة بالأوزون    الحجاج الجزائريون في مزارات المدينة المنورة    الجزائر تدعو الأشقاء الليبيين إلى الحوار لفض الخلافات    تعاون ممتاز يجمع بلدينا    2500 قرار لتسجيل الأدوية وتسويق المستلزمات الطبية    لا مساس بالمرجعية الدينية الوطنية عند الحجاج الجزائريين    إعادة هيكلة مصالح الاستعجالات الطبية والجراحية    مؤتمر دولي حول الحلول الخضراء في صناعة النفط والغاز    قانون الإجراءات الجزائية مكسب يثري المنظومة التشريعية    مرافقة قوية تشجيعا للإنتاج المحلي    وفرة في سمك التونة الحمراء وتوقع انخفاض الأسعار    معرض "فيلونيون" : الرصيد الحضري والمعماري الجزائري ضمن رؤية فنية إبداعية معاصرة    الطبعة ال13 للمهرجان الثقافي الدولي للخط العربي : عرض 100 لوحة خطية لأكثر من 63 مشارك    عطال: بيتكوفيتش قدَّم الإضافة ل"الخضر" وهدفنا التأهل للمونديال    زينباور يشيد بلاعبيه ويؤكد أفضلية المولودية حسابيّاً    بيت الذكريات والجراح الصامتة    افتتاح قاعة ما قبل التاريخ وفق قراءة زمنية علمية حديثة    ريان آيت نوري يغيّر وكيل أعماله    حملات لمحاربة ظاهرة تمزيق الكتب المدرسية أمام المؤسسات    41 قتيلا و1584 جريح خلال أسبوع    التقيد بالنظام الصحي لا يعني تجاهل طقوس عيد الأضحى    سيدي بلعباس: الشروع قريبا في تجسيد مشاريع مهيكلة لتحسين التزويد بالماء الشروب    مؤتمر حول جرائم فرنسا الاستعمارية في أفريقيا:نداء للاعتراف بمجازر 8 ماي 45    سوناطراك تجدّد اتفاقية رعاية الفاف    من أجل جزائر رقمية 2030    بللو يؤكّد ضرورة استشراف سبل استغلال الذكاء الاصطناعي    بلمهدي يبرز ضرورة مساهمة الجامعة أكثر    زكري.. على خطى الإنتر    جيدو /ذوو الهمم/ بطولة العالم-2025 ( اليوم الاول): الجزائري عبد القادر بوعامر يحرز الميدالية الفضية    مقرّرة إفريقية تؤكد ضرورة إيجاد حل دائم للاجئين الصحراويين    دراجات/ البطولة الافريقية للمضمار: الجزائرية هند بن صالح ضمن طاقم التحكيم    الأغواط تفتح قلبها للسماع الصوفي    كرة القدم: وفاة الرئيس الأسبق لفريق رائد القبة موساوي جرمان عن عمر 79 عاما    هذه رسالة الرئيس للحجّاج    هل على المسلم أن يضحي كل عام أم تكفيه مرة واحدة؟    يوم تصرخ الحجارة كالنساء    أخي المسلم…من صلاة الفجر نبدأ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لعبة القدر المميتة
"عرس الدم" للمخرج زياني شريف عياد
نشر في المساء يوم 20 - 02 - 2015

تمضي مسرحية "عرس الدم" للمخرج زياني شريف عياد والنص من روائع كلاسيكيات المسرح العالمي للاسباني فدريكو غارسيا لوركا، في سياق درامي متفاوت، لتروي قصة جرح الأم في فقدان الزوج والأبناء وتبخر أحلامها بسبب الانتقام والحب، حاول المخرج أن تسكن ملامح الجزائرية في العمل الإسباني، غير أن ذلك لم يكن منسجما تماما، بيد أن الخيال الواسع جعل العمل جميلا بفضل الديكور المنوّع بالأشكال والألوان.
يجد المتفرّج نفسه في قصة تجري أطوارها في مدينة تقع في جنوب إسبانيا، لكنه سرعان ما يعيده المخرج إلى الجزائر من خلال بعض الطقوس الاحتفالية المتعلّقة بالأعراس والغناء، فمن غير المعقول سماع زغاريد في الكنيسة، مثلا، ورغم الترجمة المحكمة للنص الذي عكف عليه نور الدين سعودي، إلاّ أنّ إدخال الطبوع الفنية الجزائرية في بعض المشاهد لم يعزز من قوة العرض، ورغم أن القصة تدور أحداثها في بيئة إسبانية، فإن المخرج لم يعتمد على موسيقى الفلامنكو أو رقصته التي كان من شأنها أن تثير الجمهور، خاصة في مشهد لقاء العروسة بليوناردو الذي كان خطيبها الأول، ثم تزوج وأنجب من امرأة أخرى.
وزاد العمل السينوغرافي من قيمة المسرحية، حيث اعتمد المخرج على العديد من اللوحات التشكيلية، وتغيير الديكور في كلّ مرة أثرى المسرح بصور بديعة، كما استعان بعدد من الشخصيات تلبس الأسود وتقوم بعدّة أدوارو كأن تواكب الكلام بالفعل وتحضر الأكسسوارات المتعلّقة بالمشهد، ثم تشارك في لعب الأدواء وتقدّم الشخصيات الأخرى بلمسة إبداعية دقيقة، وتفادى المخرج استعمال الموسيقى واكتفى بالغناء الفردي والجماعي، ومن حيث الإضاءة، لم يوفّق المخرج في جعلها دعامة جيدة للمشاهد، وكانت فيه بعض الأخطاء.
في مسرحية "عرس الدم"، شخصية الأم هي الرئيسية ومحركها، أكثر من الخطيبين والغريم العاشق ليوناردو، رغم أنّها شخصيات مهيمنة على العمل، والأحداث كلّها مبنية على العلاقات المعقدة بينهم، لكن الأم، هي التي تحمل عبء روح المسرحية، لأنّها في نهاية التحليل هي التي تمثّل يد القدر.
وتدور أحداث المسرحية، التي عرضت سهرة يوم الأربعاء في المسرح الوطني "محي الدين بشطارزي" بالعاصمة، في منطقة ريفية جبلية أندلسية، وفي يوم عرس فتاة حسناء لرجل يعشقها، وأم هذا الرجل التي تُفتتح المسرحية عليها، هي أرملة سبق لزوجها وابنها الأكبر أن قتلا خلال اشتباكات ومعارك ثأر مع "آل فليكس"، تحضّر لعرس ابنها الوحيد المتبقي، وكلّها أمل في أن يتمكّن هذا من أن ينجب لها أحفاداً يملؤون عليها حياتها، تسعد الأم لابنها الذي يعيش حكاية حب عميقة مع عروسه القادمة.
لكن الأم سرعان ما ينتابها التشاؤم، لما تعلم أنّ الخطيبة كانت قبل فترة مخطوبة إلى ليوناردو وهو واحد من أفراد عائلة فليكس العدوة، ورغم أنّ ليوناردو متزوّج الآن، لكن هذا لا يمنع الأم من أن تسأل إذا لم يكن هناك أثر للغرام بينه وبين كنّتها، وفيما تكون الأم غارقة في شكوكها، يحدث أن تقوم، مع ابنها بزيارة للخطيبة، فتفاجأ بأن الفتاة ليست متحمسة للزواج، فيزداد تشاؤم الأم، وكان ليوناردو قد زارها سرا في الليلة الماضية، فهو لم ينس حبه لها.
وترفض الفتاة باسم الشرف، الانصياع لليوناردو والذهاب معه، مقرّرة استئناف مسارها في الزواج من خطيبها، ومع هذا، حينما تحلّ لحظة العرس يغلبها هواها، وقدرها بالتالي أن تهرب مع ليوناردو، وتبدأ الأم بتحريض ابنها الذي يشرع في مطاردة الهاربين عبر الغابات.
وتظهر وسط الغابة امرأة غامضة متشحة بالسواد تمثّل الموت، وخلال حديثها للقمر تكشف أن ليوناردو والخطيب سيمضيان إلى الموت معا، وبالفعل يُقتل الاثنان خلال العراك بينهما، وتعود الخطيبة إلى الأم باكية وهي تحمل صورة الخطيب لتقول لها بأنها على أي حال، بقيت عذراء على طهارتها، وأن تقتلها ولا يشك أحد في شرفها، فتجيبها الأم؛ "وما يجديني طهرك؟ وما ينفعني موتك؟"، ومن جهة أخرى يبرز العمل مأساة زوجة ليوناردو الذي قُتل وترك أبناءه يتامى، بسبب عشيقته السابقة ومضى مع حبه وقضى على حياته وحياة أسرته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.