أكدت الحرفية في صناعة الحلي التقليدية زينة عسوس، أن نقص المادة الأولية ممثلة في الفضة وكذا قطع المرجان، من أهم العراقيل التي تواجه الحرفي في هذا التخصص، مشيرة إلى أنها تسعى جاهدة للحفاظ على حرفة صناعة الحلي التقليدي التي ورثتها أبا عن جد. المساء: حدثينا عن بدايتك مع حرفة صناعة الحلي التقليدية الفضية؟ زينة عسوس: ترعرعت في عائلة أفرادها يمتهنون حرفة صناعية الحلي التقليدية. ولكوني أنحدر من ولاية تيزي وزو فقد ورث أبي هذه المهنة عن أبيه، وأنا بدوري ورثتها عنه. وأتذكر أنني اندمجت في هذا الوسط الحرفي مذ كنت صغيرة، فلم يكن سني يتجاوز 20 سنة، وبالطبع أي موهبة تُصقل بالممارسة. ❊ علامَ تعتمدين في عملك؟ على التصاميم القديمة، أم أنك تبحثين عن الجديد؟ ❊❊ البحث عن تصاميم جديدة في مجال صناعة الحليّ التقليدية مطلوب؛ على اعتبار أن أي حرفة تحب التجديد والسير مع متطلبات العصر الجديد، لاسيما بالنسبة لبعض التصاميم التي يجب أن تتماشى مع أنواع خاصة من الألبسة التقليدية، وفي ذات الوقت شخصيا أسعى للتجديد في بعض التصاميم القديمة التي تخص "الأقراط" والخواتم، وفي أحيان أخرى أتبع ما يطلبه الزبون. ❊ حدثينا عن عملية صقل المشغولات الفضية؟ ❊❊ في الحقيقة هي عملية ليست صعبة وفي نفس الوقت ضرورية لتشكيل التصميم وتزيينه بقطع من المرجان، لاسيما ذو اللون الأحمر الذي يُعتبر الأكثر طلبا في منطقة القبائل. ❊ هل تواجهين صعوبات في اقتناء المادة الأولية؟ ❊❊ في الحقيقة المشكل في الحصول على المادة الأولية الممثلة في "خيط الفضة" وكذا قطع المرجان وحتى إن سعرها ليس ثابتا، فهو يتغير كل مرة، لذا أستغرق وقتا طويلا في الحصول عليها رغم أنني أسعى في طلبها دائما حتى لا يتوقف عملي. ❊ وبخصوص الأسعار هل تعتقدين أنها معقولة؟ ❊❊ الأسعار التي نعمل بها تستجيب للسوق، وفي كثير من الأحيان نقوم بالتخفيض لجلب الزبون، ففي النهاية هذه الحرفة هي مصدر زرق لنا، لذا نحاول دائما أن نوفَّق بين الزبون والحفاظ على الحرفة، وكذا كسب هامش ربح صغير. كما إن الأمر يتوقف على نوعية المادة الأولية المستعمَلة، فنحن نستعمل مادة ذات نوع رفيع، وهذا ينعكس على الأسعار المتّبعة، ومع ذلك فهي تبقى معقولة جدا. ❊ كلمة أخيرة؟ ❊❊ للأسف الشديد، الحرفي أصبح يتخبط في عدة مشاكل، بداية من نقص المادة الأولية وغلاء سعرها حتى وإن توفرت في السوق، وكذا غياب وسائل النقل، فكثيرا ما نكون مدعوين للمشاركة في معرض بإحدى البلديات، غير أن عدم توفر وسائل النقل يُجبرنا على كراء وسائل لنقل منتجاتنا، ناهيك عن كساد النشاط في كثير من الأحيان؛ كون المناسبات التي بات يُدعى إليها الحرفي قليلة جدا، وهي تقتصر على موسم الصيف لا غير، كما أن أغلب المحلات المهنية التي استفاد منها الحرفيون، تتواجد بمناطق معزولة، فمثلا المحل الذي استفدت منه ببلدية براقي بالعاصمة، يتواجد بمدخل البلدية بمنطقة معزولة جدا لا يتمكن الحرفي من عرض منتجه بشكل جيد، كما أن الزبون لن يصل إلى تلك المنطقة كونها معزولة.