تربية وطنية: سعداوي يعطي من البويرة إشارة انطلاق امتحانات إثبات المستوى    الخطوط الجوية الجزائرية: إلغاء رحلتين على خط الجزائر-تولوز بسبب إضراب في فرنسا    حادث انزلاق التربة بوهران : اعادة اسكان 243 عائلة متضررة    حج 2025: شراء سندات الهدي بالبقاع المقدسة من الجهات الرسمية والمعتمدة فقط    جازي يستثمر 4600 مليار    تحسينات جديدة في سكنات عدل    عدة شركات أبدت اهتمامها بالدخول إلى السوق المالية    المدية تحيي ذكرى استشهاد العقيد أحمد بوقارة    الحوثيون يعلنون بداية الانتقام الكبير من بني صهيون    استشهاد 11 فلسطينيا في قصف للاحتلال الصهيوني على مناطق متفرقة بقطاع غزة    غويري يواصل تألقه    هذه مواعيد اختبارات الفصل الثالث    800 نقطة بيع للأضاحي المستوردة    حالة طوارئ عبر محلات بيع مواد التجميل    المسيلة: 19 جريح في حادث مرورببلدية ولتام    ندوة حول حرية التعبير في عصر الذكاء الاصطناعي    السلطان يترحّم على شهداء الجزائر    بوغالي يدعو لحماية مصالح الأمّة    فلسطين : اغتيالات الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني    ندوة حول دور الصحافة في تعزيز الوحدة الوطنية    رئيس الجمهورية يودع أخاه جلالة السلطان هيثم بن طارق    رفض أممي ودولي لخطة الاحتلال الصهيوني    دعوة للتحقيق في الانتهاكات المغربية    إنشاء الفضاء العربي الأمريكي اللاتيني للحوار البرلماني    تعزيز آليات التكفّل بالفئات الاجتماعية الهشّة    تثمين دور الفواعل الجمعوية للجالية الوطنية بالخارج    البويرة: إحياء ذكرى استشهاد بطل المقاومة الشعبية "الشيخ المقراني"    تجديد وثائق الاستفادة من منحة ومعاش تقاعد للمولودين في ماي    13900 مترشح موزعين على 54 مركز إجراء    المجلس الولائي يُعد تقريرا حول الآبار الرعوية    كرة القدم/ الرابطة الثانية هواة: مباراتا ج.الخروب-م.الرويسات, ه.شلغوم العيد-إ.الحراش بدون جمهور    إطلاق أوّل شبكة اجتماعية عربية مخصصة للسياحة والثقافة الجزائرية    عبد الحميد بورايو.. أكاديمي لا يكلّ ولا يملّ    إبراز أهمية الثقافة في صناعة الوعي والردّ على الآخر    الإعلان عن الفائزين يومي 10 و11 ماي    برامج ضخمة تجسدت وأخرى قيد الإنجاز    "الخضر" يواصلون التحضير بسيدي موسى    الانتقادات تحاصر بن ناصر في أولمبيك مرسيليا    كيليا نمور تحقّق أعلى تنقيط بالعارضتين    مشاركون في ندوة فكرية:النهضة الديبلوماسية والاقتصادية والتنموية تتطلب مواكبة إعلامية    دعوة لتعزيز الروح الوطنية لدى الشباب    علامة جزائرية لزيت الزيتون تتألق دولياً    دورة وهران أحسن من الطبعات السابقة    ملاكمة: رابطتي تيزي وزو و تيارات تتوجن باللقب    طلبة من جامعة قسنطينة 3 في زيارة إلى مدينة ميلة القديمة    مسؤول صحراوي يدعو إلى التحقيق في انتهاكات ذات صلة بالتعذيب    تصفيات بطولة افريقيا للمحلين 2025: الخضر يستأنفون التدريبات بسيدي موسى    على المعنيين تفعيل الحسابات وتحميل الملفات    فضل قراءة سورة الكهف    أحاديث في فضل صلاة الضحى    المقصد الإسلامي من السيرة النبوية الشريفة    مكسب هام للحفاظ على تراث المنطقة    قبس من نور النبوة    تأكيد على أهمية تعزيز التنسيق و التشاور بين أعضاء البعثة    حج 1446ه: انطلاق أول رحلة للحجاج السبت المقبل    وزارة الصحة تحيي اليوم العالمي للملاريا: تجديد الالتزام بالحفاظ على الجزائر خالية من المرض    تواصل عملية الحجز الإلكتروني بفنادق مكة المكرمة    ماذا يحدث يوم القيامة للظالم؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نور الدين قرميط يتحدى إعاقته ويبدع في صناعة السروج
عازم على حماية إرث «الفانتازيا»
نشر في المساء يوم 18 - 12 - 2016

تحدى السيد نور الدين قرميط، حرفي في صناعة الجلود، إعاقته وتمكن من الإبداع في عالم صناعة السروج الذي تألق فيه رغم إعاقته على مستوى رجله، حيث فاق طموحه إعاقته ودام تخصصه في المجال أكثر من 20 سنة، ساعدته في البروز وسط كبار صناع الجلود في غرب الوطن المشهور بصناعة مستلزمات «الفانتازيا».
لا تزال «فنتازيا» الخيول التي هي تقليد جزائري قديم تثير حماسة وإعجابا كبيرين في الوطن، لاسيما غربه، تقاليد خلدتها بعض اللوحات الزيتية الفنية لكبار الرسامين خلال الثورة الجزائرية. حاول اليوم عدد من الحرفيين تخليدها على طريقتهم، بالعمل في صناعة كل لواحقها الخصخصة للفرس، كالسرج، الأحذية الجلدية، مع أحزمة وحاملات البارود وغيرها. طريقة يراها الحرفي نور الدين قرميط فعالة لحماية هذا الموروث الشعبي الذي تهدده «الحداثة» بالزوال.
يتفرغ الحرفي منذ 20 سنة لصناعة السروج التقليدية، تتميز بالجانب الفني الأصيل الذي اعتاد أجدادنا مشاهدته على الخيول العربية، مما يزيدها جمالا وروعة ويزيدها هيبة وتألقا.
التقينا السيد قرميط، رجل يقارب العقد الرابع من العمر، من ولاية تيارت خلال مشاركته في معرض اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي نظم مؤخرا بالعاصمة، حيث أكد لنا أن إعاقته لم تمنعه من مزاولة حرفته التي يعشقها منذ صغر سنه، فإعجابه بالخيول وحبه لها دفعه إلى الاختصاص في هذا المجال.
أشار الحرفي إلى أنه منذ سنوات عديدة، اشتهر الغرب الجزائري بصناعة سروج الخيول التقليدية، حيث جمعت هذه المنطقة أشهر الحرفيين الذين كان عددهم لا يحصى، إلا أنه اليوم لم يصمد إلا حوالي 20 حرفيا في ذلك التخصص، مما يجعل علية القوم من الفرسان الباحثين عن أحسن السروج التقليدية يتوافدون على هؤلاء الحرفيين لاقتناء مستلزمات خيولهم.
وصف الحرفي منتجاته بالملكية، نظرا لجمال قطعه التي يميزها طابع «السلاطين» بفضل عملها المتقن كونها مصنوعة باليد، عن طريق «المجبود» باللون الفضي أو الذهبي على حسب طلب الزبون. ووفق تصاميم مستجدة يبحر الحرفي قبل صناعته في خياله الواسع للبحث عن تصاميم جديدة تميز كل قطعة عن سابقتها.
وقد أمنت روعة وفرادة تلك السروج التقليدية حظوة لدى المولوعيين بالسروج التقليدية التي رغم وجود سروج صناعية حديثة مستوردة إلا أنها لم تتمكن من زعزعة هذه الأنواع التقليدية.
يتنوع زبائن نور الدين بين فرسان الفانتازيا من محبي «المجبود» الأبيض الفضي والمحبين للأصفر الذهبي، حيث تستهويهم السروج كلمسات فنية على خيولهم، يضمن التناغم الرمزي بين الفارس وفَرَسه لتأكيد النخوة والهيبة التي تتكامل بين الفارس وخيله، تعكس قيم الأصالة والفروسية العربية.
وعن أسعار تلك الأنواع، يقول الحرفي الذي أبدى من خلال حديثه تشبثه بهذه الحرفة التي لم يعد يهتم بها اليوم سوى قلة من الحرفيين، أن أسعار تلك السروج التقليدية تتراوح بين 10 و15 مليون سنتيم، في حين يصل سعر أغلى الأنواع إلى 100 مليون سنتيم، وهي مصنوعة من الفضة الخالصة والجلد، وخيوط الحرير، وكذا الخشب النادر الخاص بصناعة هيكل السرج المسمى بالعظم، يحاول مقتنوها التعبير عن انتمائهم إلى عالم الفروسية الأصيل، واعتزازهم بعالم الفانتازيا، تكسى تلك الخيول بالثوب ولا توضع على ظهر الفَرس مباشرة، بل تثبت منها سبع طبقات تحول دون إنهاك الخيل والفارس، فيكون كلاهما في وضع مريح.
يروي نور الدين أنه بدأ يرتاد ورشة صناعة السروج وهو شاب، لم تمنعه إعاقته منذ الولادة من المثابرة والعمل بجد، تناسى خلالها إعاقته التي لم تؤثر بأي شكل من الأشكال على حرفته وعمله الذي أتقنه كغيره من الحرفيين، كان التنافس قبل سنوات بين الحرفيين جد حاد، في المرحلة التي كان يلي اهتماما أكبر بعالم الفانتازيا مقارنة بالسنوات الأخيرة، بعدما تراجع بشكل كبير التخصص في هذه الحرفة نظرا لإغراءات صناعة تداخلت فيها التكنولوجيا.
يقول الحرفي صاحب ورشة كبيرة بمدينة تيارت، إن صناعة السرج تتطلب الكثير من الوقت، الصبر والإتقان، ينقسم العمل بين عدد من الحرفين من الرجال والنساء؛ الرجل يهتم بالعظم، والنسوة بالطرز الذي تتقنه بشكل خاص، وتؤخذ مقاسات السرج طبقا لحجم الفرس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.