سباحة/مونديال: مشاركة مليح, صيود وسحنون في موعد سنغافورة    العاب القوى/البطولة الافريقية لأقل من 18 و20 سنة: تنقل المجموعة الأولى للوفد الجزائري إلى أبيوكيتا    حوادث المرور: وفاة 40 شخصا وإصابة 1910 آخرين خلال أسبوع    سكن: انطلاق أشغال الجمعية العامة ال44 لبنك التنمية "شيلتر إفريقيا" بالجزائر    مستوى الموت والدمار بغزة في الآونة الأخيرة "لا مثيل له"    كأس أمم إفريقيا للسيدات 2024 (المؤجلة إلى 2025): المنتخب الجزائري يواجه نظيره الغاني في ربع النهائي    مترو الجزائر: إطلاق أشغال التهيئة ووضع النظام الكلي لخطي الحراش-المطار وعين النعجة-براقي    سيدي بلعباس: اختتام فعاليات الطبعة 15 للمهرجان الثقافي الدولي للرقص الشعبي    سطيف: افتتاح الطبعة الأولى للأيام الوطنية للوان مان شو    وزير الاتصال يزور الإعلامي علي ذراع    الرهان اليوم يتمثل في الدفاع عن استقرار بلادنا و وحدتها    نقص الغذاء يدفع الأطفال في قطاع غزة إلى حافة الهاوية    تأكيد على أهمية وحيوية شبكة الطرق في تعزيز التنمية    حساسية تجاه الصوت وشعور مستمر بالقلق    رمز الأناقة والهوية ونضال المرأة الجزائرية    استقبال رسمي يعكس متانة العلاقات الأخوية    ال 22 و 26 جويلية سيكون موعد التسجيل الأولي لحاملي البكالوريا    الجزائر أختارت أن تكون صوتا للمظلومين لا صدى للظالمين    بلادنا تضم قراب نصف مصانع إنتاج الأدوية بإفريقيا    الجزائر تستضيف الألعاب المدرسية الإفريقية    ما حقيقة وشم محرز؟    تشلسي يكمل سجلّه الذهبي    مدير الأمن العام السعودي في الجزائر    عطاف يستقبل نظيره البلجيكي    بوجمعة يردّ على انشغالات رؤساء المجموعات البرلمانية    كوبرنيكوس يُنصف الصحراء الغربية    36 ألف شرطي لتأمين الشواطئ    ماذا قال أبو عبيدة عن الضيف؟    تسديد إلكتروني لفواتير الكهرباء    اتفاقية مع البنوك لمنح قروض للفلاحين    لاناب حاضرة في سيتاف    منصات رقمية لاستقطاب السواح    المكونات الثقافية للجزائر عامل هام في الترويج السياحي    الجزائر الجديدة لن تُبنى إلا بشبابها    نص قانون معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي يهدف الى الانخراط في المسعى الدولي للتعاون القضائي    مخطّط استراتيجي وطني لدعم الصحة المدرسية قريبا    تيزي وزو: الطبعة السادسة للصالون الوطني للفخار "آث خير" من 17 الى 20 يوليو الجاري    الجزائر لا تتلقى أي مساعدات للتنمية من باريس    المغرب يمضي في مشاريع توسّعية غير قانونية على أرض محتلّة    مولودية الجزائر : الجنوب إفريقي رولاني موكوينا مدربا جديدا    خطة التسوية الأممية الإفريقية هي الحل الوحيد    ناصري يشيد بدور المجلس الإسلامي الأعلى في حماية المرجعية الوطنية    تدعيم الطريق السيّار بمحطات خدمات جديدة    إصلاح شامل للاستعجالات الطبية قريبا    ماستر مزدوج بين جامعة هواري بومدين وجامعة نواكشوط    المشيخة العامة للصلح في إفريقيا : إشادة بمواقف الثابتة للجزائر في نصرة القضايا العادلة    شرطان لا يصح الإيمان إلا بهما    شايبي يلتحق بتدريبات إنتراخت فرانكفورت    وزارة الصحة تحيي اليوم العالمي للسكان    وضع حجر أساس مشروع إنجاز وحدة لإنتاج المادة الأولية لصناعة الأدوية المضادة للسرطان بسطيف    العرض الأولي لفيلم "دنيا" بالجزائر العاصمة    ملتقى فكري حول مسرحية الممثل الواحد في نوفمبر    فضائل ذهبية للحياء    تلمسان ستصبح قطباً صحّياً جهوياً بامتيازّ    نجاح موسم الحجّ بفضل الأداء الجماعي المتميّز    من اندر الاسماء العربية    هذا نصاب الزكاة بالجزائر    جامع الجزائر : ندوة علميّة تاريخيّة حول دروس عاشوراء وذكرى الاستقلال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نور الدين قرميط يتحدى إعاقته ويبدع في صناعة السروج
عازم على حماية إرث «الفانتازيا»
نشر في المساء يوم 18 - 12 - 2016

تحدى السيد نور الدين قرميط، حرفي في صناعة الجلود، إعاقته وتمكن من الإبداع في عالم صناعة السروج الذي تألق فيه رغم إعاقته على مستوى رجله، حيث فاق طموحه إعاقته ودام تخصصه في المجال أكثر من 20 سنة، ساعدته في البروز وسط كبار صناع الجلود في غرب الوطن المشهور بصناعة مستلزمات «الفانتازيا».
لا تزال «فنتازيا» الخيول التي هي تقليد جزائري قديم تثير حماسة وإعجابا كبيرين في الوطن، لاسيما غربه، تقاليد خلدتها بعض اللوحات الزيتية الفنية لكبار الرسامين خلال الثورة الجزائرية. حاول اليوم عدد من الحرفيين تخليدها على طريقتهم، بالعمل في صناعة كل لواحقها الخصخصة للفرس، كالسرج، الأحذية الجلدية، مع أحزمة وحاملات البارود وغيرها. طريقة يراها الحرفي نور الدين قرميط فعالة لحماية هذا الموروث الشعبي الذي تهدده «الحداثة» بالزوال.
يتفرغ الحرفي منذ 20 سنة لصناعة السروج التقليدية، تتميز بالجانب الفني الأصيل الذي اعتاد أجدادنا مشاهدته على الخيول العربية، مما يزيدها جمالا وروعة ويزيدها هيبة وتألقا.
التقينا السيد قرميط، رجل يقارب العقد الرابع من العمر، من ولاية تيارت خلال مشاركته في معرض اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي نظم مؤخرا بالعاصمة، حيث أكد لنا أن إعاقته لم تمنعه من مزاولة حرفته التي يعشقها منذ صغر سنه، فإعجابه بالخيول وحبه لها دفعه إلى الاختصاص في هذا المجال.
أشار الحرفي إلى أنه منذ سنوات عديدة، اشتهر الغرب الجزائري بصناعة سروج الخيول التقليدية، حيث جمعت هذه المنطقة أشهر الحرفيين الذين كان عددهم لا يحصى، إلا أنه اليوم لم يصمد إلا حوالي 20 حرفيا في ذلك التخصص، مما يجعل علية القوم من الفرسان الباحثين عن أحسن السروج التقليدية يتوافدون على هؤلاء الحرفيين لاقتناء مستلزمات خيولهم.
وصف الحرفي منتجاته بالملكية، نظرا لجمال قطعه التي يميزها طابع «السلاطين» بفضل عملها المتقن كونها مصنوعة باليد، عن طريق «المجبود» باللون الفضي أو الذهبي على حسب طلب الزبون. ووفق تصاميم مستجدة يبحر الحرفي قبل صناعته في خياله الواسع للبحث عن تصاميم جديدة تميز كل قطعة عن سابقتها.
وقد أمنت روعة وفرادة تلك السروج التقليدية حظوة لدى المولوعيين بالسروج التقليدية التي رغم وجود سروج صناعية حديثة مستوردة إلا أنها لم تتمكن من زعزعة هذه الأنواع التقليدية.
يتنوع زبائن نور الدين بين فرسان الفانتازيا من محبي «المجبود» الأبيض الفضي والمحبين للأصفر الذهبي، حيث تستهويهم السروج كلمسات فنية على خيولهم، يضمن التناغم الرمزي بين الفارس وفَرَسه لتأكيد النخوة والهيبة التي تتكامل بين الفارس وخيله، تعكس قيم الأصالة والفروسية العربية.
وعن أسعار تلك الأنواع، يقول الحرفي الذي أبدى من خلال حديثه تشبثه بهذه الحرفة التي لم يعد يهتم بها اليوم سوى قلة من الحرفيين، أن أسعار تلك السروج التقليدية تتراوح بين 10 و15 مليون سنتيم، في حين يصل سعر أغلى الأنواع إلى 100 مليون سنتيم، وهي مصنوعة من الفضة الخالصة والجلد، وخيوط الحرير، وكذا الخشب النادر الخاص بصناعة هيكل السرج المسمى بالعظم، يحاول مقتنوها التعبير عن انتمائهم إلى عالم الفروسية الأصيل، واعتزازهم بعالم الفانتازيا، تكسى تلك الخيول بالثوب ولا توضع على ظهر الفَرس مباشرة، بل تثبت منها سبع طبقات تحول دون إنهاك الخيل والفارس، فيكون كلاهما في وضع مريح.
يروي نور الدين أنه بدأ يرتاد ورشة صناعة السروج وهو شاب، لم تمنعه إعاقته منذ الولادة من المثابرة والعمل بجد، تناسى خلالها إعاقته التي لم تؤثر بأي شكل من الأشكال على حرفته وعمله الذي أتقنه كغيره من الحرفيين، كان التنافس قبل سنوات بين الحرفيين جد حاد، في المرحلة التي كان يلي اهتماما أكبر بعالم الفانتازيا مقارنة بالسنوات الأخيرة، بعدما تراجع بشكل كبير التخصص في هذه الحرفة نظرا لإغراءات صناعة تداخلت فيها التكنولوجيا.
يقول الحرفي صاحب ورشة كبيرة بمدينة تيارت، إن صناعة السرج تتطلب الكثير من الوقت، الصبر والإتقان، ينقسم العمل بين عدد من الحرفين من الرجال والنساء؛ الرجل يهتم بالعظم، والنسوة بالطرز الذي تتقنه بشكل خاص، وتؤخذ مقاسات السرج طبقا لحجم الفرس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.