توفر غابات سرايدي بعنابة الظل الوافر خلال فصل الصيف، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة هذه الأيام، والتي فاقت معدلها الصيفي، حيث تفر العائلات إلى الأشجار العالية التي تستغلها لقضاء بعض الوقت هروبا من لفح الشمس والرطوبة العالية، وما يميز مدينة سرايدي السياحية؛ اعتدال طقسها وهوائها المنعش ولطافة الجو حتى في عز الصيف، وهو ما يجعل سكان المدينة يتخلون عن المكيفات ويعتبرونها أكسسوارا إضافيا يدخل ضمن ديكور المنزل، ويهتم الكثير منهم به بفضل برودة المكان الذي تغطيه الأشجار الكثيفة والغابات المتداخلة التي شكلت هي الأخرى فسيفساء مدروسة من صنع الخالق، أعطت للمدينة لوحة جمالية رائعة تتباهى بها عنابة خلال موسم الاصطياف. وفي سياق متصل، أكدت مديرية السياحة بعنابة، توافد نحو 5 آلاف زائر وسائح إلى مدينة سرايدي، منذ دخول فصل الصيف والعدد في ارتفاع، خاصة مع اختناق المدينة التي ضاقت بقاطنيها خلال السنوات الأخيرة، ولإنجاح موسم الاصطياف الحالي، تمت تهيئة بعض الغابات المفتوحة على البحر، إلى جانب تنصيب بعض الطاولات والكراسي ولواحق أخرى تتناسب وفصل الصيف من طرف بعض البطالين بسرايدي، والذين يجدون هذه الفترة مناسبة للاستثمار وتوفير أرباح طائلة، خاصة أن كراء طاولة بالكراسي تحت ظلال غابات السنديان والجوز التي تبعد بمترين عن الشاطئ، قد يفوق 3 آلاف دين في أحسن الأحوال، حسب المكان ونوعية الخدمة المقدمة التي تروق السائح، خاصة المغتربين منهم. من جهة أخرى، تتوفر مدينة سرايدي وأعالي جبال الإيدوغ، على المياه المعدنية التي تنبعث من المنابع الصافية، حيث تجد العائلات والمارة يتسابقون عشية كل مساء صيفي لاقتناء قارورات الماء العذب الذي يساعد على شفاء بعض الأمراض، منها حصى الكلى حسب سكان المنطقة، بالإضافة إلى تواجده بالقرب من أشجار الريحان والزيتون، وهو ما يساعد على الحفاظ على درجة برودتها ونقاوتها. وفي هذا السياق، سيتم إنشاء منبع كبير لتجميع المياه والاستفادة منها، وهو المشروع الذي وضعته مصالح بلدية سرايدي بعين الاعتبار لتوفير الماء الشروب للسياح والمصطافين، لأته يعتبر من المشاكل الكبيرة التي تعاني منها البلديات الساحلية خلال فصل الصيف.