أكد خبراء بريطانيون عشية ندوة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) المزمع انعقادها بعد غد الخميس بفيينا أن الجزائر ستواصل الاضطلاع بدور أساسي في كل اتفاقات المنظمة البترولية. وأوضح كل من بيير كوران مدير بشركة تكوين في التجارة والمالية وانتوني تشونغ أستاذ بكلية إدارة الأعمال بنوتنغهام وبجامعة ترانت لندن أنه بالرغم من هيمنة بعض بلدان الأوبك من حيث الإنتاج على غرار المملكة العربية السعودية والعراق وايران، فإن الجزائر تبقى عاملا مؤثرا ضمن المنظمة البترولية. ويرى الخبيران أنه بإمكان الجزائر أن تفرض نفسها على المدى الطويل ضمن خريطة طاقوية ومعدنية جديدة بفضل قدراتها المعتبرة من حيث الطاقات المتجددة والحديد والفوسفات واليورانيوم، مؤكدين على ضرورة تطوير القطاع البترولي والغازي لضمان نجاح السياسة الاقتصادية للجزائر على المدى الطويل، علما أن المحروقات تمثل قطاعا هاما بالنسبة للناتج المحلي الخام للبلاد. من جهته، ذكر الخبير الياس بوكرامي مدير برامج البترول والغاز والمالية بكلية الأعمال والإدارة بجامعة ريجانت لندن، بأن الجزائر لعبت دورا هاما في التقريب بين منظمة الأوبك وروسيا، مما أثر إيجابيا على أسعار البترول. وأكد أنه يمكن أن يكون للجزائر دورا أهم، في المستقبل القريب بفضل موقعها الجيوستراتيجي وقدراتها الطاقوية، موضحا أن «مخزونات الجزائر من الغاز الصخري من بين الأهم في العالم وتتيح بديلا حقيقيا يمكن استغلاله في مجال الأمن الطاقوي لبلدان المنطقة. وفيما يتعلق بندوة فيينا المقبلة واستنادا إلى التصريحات الأخيرة لوزيري الطاقة الروسي والسعودي يرى كل من انتوني تشونغ وبيير كوران أنه سيتم تمديد اتفاق تخفيض الانتاج المبرم منذ 9 أشهر. ويعتبر الخبيران أنه في مصلحة الأوبك العمل من أجل الوصول إلى سعر مستقر بغية التخفيف من أثر انخفاض الأسعار على ميزانيات الدول الأعضاء. وأكدا أن «تخفيض الانتاج ضرورة وليس خيارا بالنسبة لمنتجي النفط». ومن جهته، أبرز السيد بوكرامي أن لقاء فيينا سيعقد في سياق موات يتميز بمنحى تصاعدي للأسعار، مشيرا إلى أن تعزيز الأسعار في 2017 يرجع جزئيا إلى تطابق الرؤى الاقتصادية لدول الأوبك ولروسيا التي فهمت بشكل سريع منذ الصدمة النفطية لعام 2014 بأن الانخفاض لم يكن ظرفيا». ويشاطر نفس الخبير رأي الخبيرين الآخرين، في توقع تمديد الاتفاق واحترام الحصص. من جهتها تعتبر كورنيليا ماير الخبيرة في الطاقة واطار سابق في المجمع النفطي «بريتيش بتروليوم» بأن التوقعات بالنسبة للسنة المقبلة قد تكون أقل تفاؤلا مما هو منتظر، مشيرة إلى أن منظمة الأوبك والمرصد التابع لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية وكذا الوكالة الدولية للطاقة أجمعت على أن الطلب على النفط سيستمر في الارتفاع خلال سنتي 2017 و2018 مع زيادات ب1,5 مليون برميل في اليوم و ب1,4 مليون برميل في اليوم على التوالي.