* email * facebook * twitter * linkedin أعرب سفير جمهورية الصين الشعبية، لي ليان خه، عن ثقته في أن يبدي "الأصدقاء الجزائريون" الفهم والتأييد إزاء إجراءات مكافحة الإرهاب والتطرف، التي اتخذتها الحكومة الصينية، مشيرا إلى أن الجزائر اكتسبت الخبرات الوافرة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف أثناء العشرية السوداء، مما يجعل بكين حريصة على تعزيز التواصل والاستفادة المتبادلة مع الجانب الجزائري لمواجهة الآفة وغيرها من الأخطار المشتركة للمجتمع الإنساني. وقال سفير الصين في مأدبة عشاء نظمها نهاية الأسبوع على شرف الإعلاميين الجزائريين، إن بعض الدول الغربية ووسائل إعلامها شوهت حالة حقوق الإنسان في إدارة شينجيانغ الصينية، حيث توجه اتهامات للحكومة الصينية لا أساس لها من الصحة، مضيفا أن القضايا المتعلقة بهذه المقاطعة ليس لها علاقة بمسائل قومية أو دينية أو قضايا الديمقراطية أو حقوق الإنسان، بل إن لذلك علاقة بمكافحة الإرهاب والتطرف، منذ تسعينيات القرن الماضي في ظل تصاعد الإرهاب الدولي. واستشهد الدبلوماسي الصيني في هذا السياق بما شهدته شينجيانغ من 1991 إلى أواخر 2016، مشيرا إلى "أن القوى الإرهابية نفذت ما يقدر بألف نشاط إجرامي، مما أدى إلى مقتل ما يقارب ألف شخص وإصابة آلاف المدنيين، فضلا عن تنقل بعض الإرهابيين من شينجيانغ إلى المناطق الصينية الأخرى لارتكاب الجرائم الإرهابية الأخرى". وأوضح لي ليان خه أنه، في ظل مواجهة انتشار أفكار الإرهاب والتطرف في شينجيانغ، عززت الحكومة الصينية جهودها لمكافحة الإرهاب والتطرف، مشيرا إلى استفادة بلاده من المجتمع الدولي ومن ضمنه الجزائر، مؤكدا أن إنشاء مراكز التعليم وتدريب المهارات المهنية في شينجيانغ إجراء مهم، كونه يهدف بالأساس إلى المكافحة والوقاية من الإرهاب والتطرف بشكل جذري، وأنه لا يتفق مع القانون الصيني فقط، بل هو مفهوم مشترك ينادي به المجتمع الدولي أيضا. وفي هذا الصدد، شدد السفير الصيني على أن هذه المراكز هي مدارس للتكوين المهني، يتمكن فيها الطالب من تعلم اللغة والمعلومات القانونية والتجارة الإلكترونية وإصلاح السيارات وفن البستنة والحلاقة والتجميل والطبخ وغيرها من المهارات الفنية، وأنه خلال الدراسة، سيتسنى للطالب فهم ما هو السلم الحقيقي ومن ثم القضاء على الأفكار المتطرفة. وقال السفير إن القوميات المختلفة في شينجيانغ باتت تتعايش تعايشا منسجما بما فيها الويغور، مشيرا إلى وجود أكثر من 10 ملايين مسلم و24.4 ألف مسجد، بما يعني أن لكل 530 مسلما مسجد، مما يعني "احترام كامل لحرية المعتقد". على الصعيد الثنائي، قال السيد لي ليان خه إن عام 2020 يصادف الذكرى ال62 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مضيفا أن البلدين ظلا يتمسكان بالسياسة الخارجية المستقلة وبمبادئ الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة والتعاون المشترك، فضلا عن التزامهما بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مع التمسك بتسوية النزاعات الدولية سلميا. وأوضح أنه في عام 2019 حققت العلاقات الصينيةالجزائرية تطورات جديدة في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، تجلى ذلك على الصعيد السياسي من خلال تواصل الزيارات المتبادلة على مختلف المستويات وتنسيق المواقف على الساحة الدولية بهدف حماية المصالح المشتركة للدول النامية. أما على الصعيد الاقتصادي، فقد حقق حجم التبادل التجاري بين البلدين تزايدا في ظل الانكماش المستمر للاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أنه حسب إحصائيات الجمارك الجزائرية، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 7.5 مليار دولار في الأرباع الثلاثة الأولى من العام الماضي. كما زاد حجم استيراد الصين من الجزائر بنسبة 36 بالمائة عما كان عليه في عام 2018، لتصبح الصين بالتالي أسرع دولة في زيادة حجم الاستيراد من الجزائر من شركائها التجاريين الرئيسيين. كما أكد على مواصلة المؤسسات الصينية تنفيذ مشاريع جارية البناء بجودة عالية، مع استمرار تقديم المساهمات بشكل ناشط في تنمية الاقتصاد والمجتمع الجزائري. على الصعيد الإنساني والثقافي، ذكر الدبلوماسي الصيني بتوقيع البلدين على البروتوكول الجديد القاضي بإرسال فريق طبي صيني إلى الجزائر، علاوة على استمرار إرسال الفرق العديدة إلى الجزائر للمشاركة في النشاطات الثقافية الجزائرية الهامة مثل مهرجان السيمفونية الدولية ومعرض الكتاب الدولي وقيامه بعروض "عيد الربيع الصيني السعيد" وغيرها من الأنشطة الثقافية في الجزائر، بالإضافة إلى المشاريع التعاونية الأخرى بما فيها بعثة متبادلة للطلبة والتكوين المهني وغيرها، مما يعني أن عام 2019 يعد عام حصاد للتعاون الصينيالجزائري.