دعا الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول، الى تكثيف التعاون بين الجزائروفرنسا عبر أوروبا، بمراعاة مسألتي التحول الرقمي والتحول الطاقوي اللتين تخدمان مصلحة الجانبين اللذين عليهما العمل ضمن رؤية مشتركة لمستقبلهما من أجل المساهمة معا في الاستقرار الإقليمي. واعتبر الخبير في مساهمة حول مستقبل العلاقات الجزائرية – الفرنسية، ان الرؤية المشتركة للمستقبل لا تعني طمس الذاكرة التي اعتبرها "ضرورية" لتوطيد العلاقات الدائمة بين البلدين، وانما شدد على أهمية التقدم إلى الأمام والاحترام المتبادل وتفضيل الشراكة المربحة للجانبين بعيدا عن النظرة التي ترى في الجزائر مجرد سوق. في هذا الاطار يرى الخبير مستقبل العلاقات بين الجانبين، مع امكانية أن تشمل العديد من المجالات غير الاقتصادية بعيدًا عن "التحيز وروح الهيمنة". وقال في السياق، إن عمل الذاكرة ضروري لتوطيد العلاقات الدائمة بين الجزائروفرنسا "الشريكان الاستراتيجيان"، وفقا لوصفه. ولاحظ أنه على الرغم من التراجع الكبير في العلاقات التجارية خاصة مع وباء فيروس كورونا الذي أدى إلى تباطؤ التجارة، تظل أوروبا "عبر فرنسا" شريكًا رئيسيًا للجزائر. وهو ما يتضح من هيكل التجارة الخارجية، حيث تعد فرنسا الممون والزبون الثاني للجزائر. لكنه بالمقابل يعترف بأن العلاقات الاقتصادية بين الجزائروفرنسا، وعلى الرغم من "خطابات النوايا الحسنة"، بعيدة كل البعد عن طموحات البلدين، لأنها لحد الان تقتصر بشكل أساسي على المحروقات من الجانب الجزائري ، والخدمات المالية (المصرفية على وجه الخصوص) والمنتجات الغذائية والمنتجات الصيدلانية والسيارات، من الجانب الفرنسي، في حين أن الإمكانات هائلة، مثلما أوضح. وبالنسبة للخبير مبتول، فإن هناك "جوانب سياسية" تعيق تطوير هذه المبادلات، التي تبقى ضعيفة مقارنة بإجمالي مبادلاتهما التجارية. واعتبر أن الجزائر لديها القدرة على الانتقال الى اقتصاد لا يعتمد على المحروقات، لتصبح دولة محورية في الفضاء الأورومتوسطي والأفريقي، معربا عن إقتناعه بأن الجالية الجزائرية في المهجر، ولاسيما المقيمون بفرنسا من ذوي الاصول الجزائرية "عنصر أساسي" في التقارب بين الجزائروفرنسا، مبررا ذلك بكون هذه الفئة لديها "إمكانات فكرية واقتصادية ومالية كبيرة".