بدأ العد التنازلي لمونديال كرة القدم المتواصلة فعالياته بالعاصمة القطريةالدوحة، مع إجراء مباريات المربع الذهبي، حيث سيكون عشاق الكرة المستديرة، اليوم الثلاثاء، على موعد مع المباراة الأولى لذات الدور، والتي تجمع الأرجنتينوكرواتيا على ملعب "لوسيل" في حدود الساعة الثامنة ليلا (20:00 سا)؛ في مواجهة ثأرية بعد الخسارة أمام المنافس نفسه في دور المجموعات من النسخة الماضية 2018 بنتيجة (0 - 3)، وهي الخسارة التي حكمت على المنتخب الأرجنتيني بأن يعاني الأمرّين قبل التأهل، ثانيا، إلى ربع النهائي، لكن المصير كان الخروج على يد المنتخب الفرنسي، الذي مضى ليتوَّج بطلا، وعليه ستكون الإثارة مضمونة في لقاء اليوم؛ لرغبة كل منتخب في مواصلة مغامرته المونديالية، لكتابة اسمه في السجل الكروي العالمي. الأرجنتين... توجُّس من سيناريو البرازيل أمام كرواتيا عقب تأهلهما المثير للمربع الذهبي في نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة، حاليا في قطر، يتطلع منتخبا الأرجنتينوكرواتيا لبلوغ المباراة النهائية للمونديال، ومواصلة حلمهما باقتناص اللقب. ويلتقي منتخب الأرجنتين نظيره الكرواتي اليوم (الثلاثاء) على ملعب "لوسيل" في الدور قبل النهائي للمونديال القطري، بعدما أطاحا بمنتخبي هولنداوالبرازيل، على الترتيب، بركلات الترجيح في دور الثمانية للبطولة. وفي لقاء حافل بالإثارة والمتعة، اقتنص منتخب الأرجنتين الفائز بكأس العالم عامي 1978 و1986، بطاقة التأهل للدور قبل النهائي للمونديال للمرة السادسة في تاريخه، والثانية خلال النسخ الثلاث الأخيرة، عقب فوزه (4- 3) على منتخب هولندا بركلات الترجيح، التي احتكم إليها المنتخبان عقب تعادلهما (2- 2) في الوقتين الأصلي والإضافي يوم الجمعة الماضي. وفي المقابل، واصل منتخب كرواتيا مغامرته في المونديال، بعدما أطاح بمنتخب البرازيل من البطولة، حيث تعادلا بدون أهداف خلال الوقت الأصلي في مبارتهما يوم الجمعة الماضي، قبل أن تتواصل الإثارة في الوقت الإضافي، الذي انتزع خلاله منتخب كرواتيا تعادلا إيجابيا (1-1) في الدقائق الأخيرة، ليلجأ المنتخبان إلى ركلات الترجيح، التي ابتسمت في النهاية لرفاق النجم المخضرم لوكا مودريتش. وسيكون هذا هو اللقاء الثالث بين المنتخبين في كأس العالم، والأول في الأدوار الإقصائية؛ حيث سبق أن لعبا بمرحلة المجموعات في نسختي 1998 بفرنسا، والمونديال الماضي في روسيا عام 2018. وتبادل المنتخبان الفوز في مبارتيهما السابقتين، حيث فاز منتخب الأرجنتين (1-0) في اللقاء الأول، في حين حقق منتخب كرواتيا انتصارا كبيرا (3-0) في المباراة الأخرى. ويأمل زلاتكو داليتش، مدرب منتخب كرواتيا، قيادة فريقه لتكرار هذا الانتصار التاريخي للنسخة الثانية على التوالي، مشددا على أنه ينوي تكرار الأسلوب الذي اتبعه خلال المباراة السابقة، لإيقاف الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي. وقال داليتش الذي قاد المنتخب الكرواتي لوصافة المونديال الماضي قبل 4 أعوام، "لن نراقب ميسي.. لم نقم بذلك في المباراة الأخيرة أيضا ضد الأرجنتين.. نحن، فقط، بحاجة إلى التأكد من أنه لن يحصل على الكرة بسهولة، أو أن يكون لديه مساحة". وواصل ليونيل ميسي (35 عاما) إبداعه في المونديال بعدما قاد منتخب بلاده للدور قبل النهائي، ليتقدم خطوة جديدة نحو تحقيق أمله المنشود، بالحصول على كأس العالم. ومارس ميسي هوايته في هز الشباك في البطولة، بعدما أحرز هدفا من ركلة جزاء في شباك هولندا، ليتقاسم صدارة قائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب الأرجنتين في كأس العالم مع النجم السابق غابرييل باتيستوتا برصيد 10 أهداف لكل منهما. ورفع ميسي رصيده التهديفي في النسخة الحالية من المنافسة، إلى 4 أهداف، ليصبح في المركز الثاني بقائمة هدافي مونديال 2022 بالاشتراك مع الفرنسي أوليفييه جيرو، بفارق هدف خلف الفرنسي كيليان مبابي (المتصدر). وأصبح ميسي ثاني أرجنتيني يسجل 4 أهداف في نسختين مختلفتين من كأس العالم بعد باتيستوتا، بعدما سبق لنجم باريس سان جيرمان الفرنسي، إحراز نفس العدد من الأهداف في مونديال 2014 بالبرازيل. وبعدما أرسل التمريرة الحاسمة التي أحرز من خلالها ناهويل مولينا الهدف الأول للأرجنتين في مواجهة هولندا، بات ميسي أكثر اللاعبين صنعا للأهداف بالأدوار الإقصائية في تاريخ المونديال برصيد 5 تمريرات حاسمة، وبفارق تمريرة أمام أقرب ملاحقيه؛ الأسطورة البرازيلي بيليه. وتحدّث ميسي الذي يتطلع لقيادة الأرجنتين للصعود إلى نهائي المونديال للمرة الخامسة في تاريخها، عن المواجهة المرتقبة أمام كرواتيا؛ حيث قال: "إنهم فريق رائع! يمكننا القول إنهم لعبوا بشكل أفضل من البرازيل. ووصلوا إلى نصف النهائي. يستغلون حقيقة أن مدربهم يعرف الفريق جيدا". ويرغب منتخب كرواتيا الذي يشارك في المربع الذهبي للمونديال للمرة الثالثة في تاريخه بعد نسختي 1998 و2018، في إقصاء القطب الآخر لكرة القدم في أمريكا الجنوبية، بعد اجتيازه منتخب البرازيل. وخلال مبارياته الخمس السابقة التي خاضها في مونديال 2022، أحرز منتخب كرواتيا 6 أهداف، فيما سكنت شباكَه 3 أهداف، حيث يبدو هجومه أضعف نسبيا من المنتخب الأرجنتيني، الذي أحرز 9 أهداف في مسيرته بالمسابقة، لكن دفاعه أقوى من منتخب "راقصو التانغو"، الذي استقبل 5 أهداف. وبينما تخلو قائمة منتخب كرواتيا من غيابات بسبب الإيقاف في المباراة، يعاني منتخب الأرجنتين من غياب الثنائي ماركوس أكونيا وغونزالو مونتيل، بداعي تراكم البطاقات. وعكس لقاءي المنتخبين في كأس العالم، فقد سبق أن التقيا في 3 مباريات ودية، حيث فاز كل فريق على الآخر في مباراة، فيما فرض التعادل السلبي نفسه في لقاء وحيد. يُذكر أن الفائز من تلك المواجهة سيلتقي، يوم الأحد القادم، في المباراة النهائية على ملعب (لوسيل)، الفائز من لقاء الدور قبل النهائي الآخر بين منتخبي المغرب وفرنسا، الذي يقام غدا الأربعاء، في حين سيلتقي الخاسران من كلتا المواجهتين يوم السبت القادم، في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، على ملعب "خليفة الدولي". ميسي يفجّر "نسخته المدمرة" في مونديال قطر قدّم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، واحدة من أفضل نسخه بعمر 35 عاما، خلال مشاركته رفقة منتخب بلاده، في مونديال قطر الجاري. وإذا كان هناك شيء حرص ليو على القيام به في الأعوام 15 الماضية، فهو إعادة اكتشاف نفسه؛ كي يكون دائما الأفضل، ويحطم كل الأرقام التي تأتي في طريقه. وفي مونديال قطر 2022، ترك ميسي بصمة بصورة لا يمكن إنكارها. ونقل إلى أرض الملعب ولزملائه، القيادة والسعادة في كل مباراة، حتى ظهرت الأرجنتين بروح مميزة على الرغم من عدم امتلاكها الجيل الأبرز مقارنة بالنسخ الماضية من المونديال. ويدعم ذلك الأرقام؛ فميسي هو هداف الأرجنتين في المونديال الحالي برصيد 4 أهداف، ويبتعد بفارق هدف واحد عن متصدر القائمة المهاجم الفرنسي كيليان مبابي. كما عادل ميسي رقم غابريل باتيستوتا كأفضل هداف أرجنتيني في تاريخ كؤوس العالم برصيد 10 أهداف، وهو الرقم القابل للزيادة، خصوصا أن الأرجنتين من حكم المؤكد، أنها ستخوض مبارتين إضافيتين في نصف النهائي، وفي النهائي، أو مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع. وما يؤكد أن ميسي يقدم واحدة من أفضل نسخه بالفعل مع الأرجنتين، هو أنه سجل في العام الجاري 2022، أكبر حصيلة تهديفية له في عام واحد مع منتخب بلاده، برصيد 15 هدفا، متفوقا على حصيلته الأعلى سابقا، والتي وصلت إلى 12 هدفا في عام 2012. وبعد أن عزز ميسي مكانته كهداف تاريخي للأرجنتين برصيد 95 هدفا، لايزال أمامه أرقام أخرى، بإمكانه تحقيقها في هذا المونديال الاستثنائي له، فعندما يشارك في نصف النهائي أمام كرواتيا، سيعادل الرقم القياسي للألماني لوثار ماتيوس كأكثر اللاعبين مشاركة في تاريخ كأس العالم بواقع 25 مباراة. وسيكون بمقدوره الانفراد بالرقم في المباراة التالية. كما إن ميسي، بالفعل، هو أكثر أرجنتيني مشاركة في كأس العالم بواقع 5 نسخ، متفوقا على الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا وزميله أنخيل دي ماريا، اللذين شاركا في 4 نسخ. وشهد المونديال الحالي تسجيل ميسي للمرة الأولى في الأدوار الإقصائية لكأس العالم، وكان ذلك أمام أستراليا في ثمن النهائي، وأمام هولندا في ربع النهائي. وتعرّض ميسي لأكبر عدد من المخالفات في المونديال الجاري، بواقع 19 مخالفة، متفوقا بثلاث مخالفات على البرازيلي نيمار. وبالطبع يبدو هذا المونديال مختلفا لميسي عن كل البطولات السابقة، حيث يشارك بحالة من الاستمتاع في ظل تواجد أسرته والجماهير الأرجنتينية الغفيرة في قطر، ليتبقى، فقط، إنهاء هذا الحلم المنتظر له، وهو التتويج باللقب التاريخي الوحيد الغائب عن خزائنه. رسالة تحذير للأرجنتين قبل موقعة كرواتيا حذّرت صحيفة أرجنتينية من وقوع زملاء النجم ليونيل ميسي، في خطأ التعامل مع حكم موقعة كرواتيا، في نصف نهائي مونديال قطر اليوم (الثلاثاء). وسيتولى الإيطالي دانيلي أورساتو قيادة موقعة اليوم في أعقاب الانتقادات العنيفة التي وجهها لاعبو الأرجنتين، وعلى رأسهم ميسي، للحكم ماتيو لاهوز، الذي أدار مباراة ربع النهائي أمام هولندا. وقالت صحيفة "أوليه" الأرجنتينية، إن هناك خطأين يمكن لاعبي الأرجنتين الوقوع فيهما، الأول هو تكريس الكثير من الطاقة في التعامل مع الحكم بدلا من الأهداف الرئيسة، وهي التركيز في المباراة، والجوانب الخططية، والخصم، مشيرة إلى أن خصم الأرجنتين في مباراة غد هو كرواتيا وليس الحكَم. أما الخطأ الثاني فهو السقوط في وهم أن الضغط الذي وضعه ميسي في مهاجمه لاهوز، سيدفع الفيفا إلى تعيين حكَم يتميز بالطيبة، للّقاء المقبل. وأضافت "أوليه" أن أورساتو يتمتع بسمعة طيبة في القارة الأوروبية، وهي القارة التي أشرف حكامها على كل مباريات الأرجنتين في المونديال حتى الآن. ونوّهت بإسناد مباراة افتتاح المونديال لأورساتو، كما سبق أن أدار مباراة الأرجنتين والمكسيك في دور المجموعات، مؤكدة في الوقت ذاته، أن هذا لا يصب، بشكل قاطع، في مصلحة الأرجنتين، خاصة أن تصريحات ميسي الأخيرة لا تدفع الحكام الآخرين، إلى التعامل، بشكل جيد، مع الأرجنتين. كما أشارت الصحيفة الأرجنتينية إلى تحقيق الأرجنتين الانتصار في مونديال البرازيل 2014، على حساب كل من نيجيريا وبلجيكا، تحت قيادة الحكم نيكولا ريزولي. وختمت: "لم يكن تواجده في النهائي بمثابة الأمر الجيد؛ حيث تغاضى عن منح الأرجنتين ركلة جزاء في تدخل عنيف من مانويل نوير أمام غونزالو هيغواين، بل واحتسب تلك اللقطة بمخالفة لألمانيا. وفي بعض الأحيان، لا يفضل الحكام أن يفوز نفس الفريق معهم في كل المباريات".
