قال الفنان ورئيس جمعية "الجاحظية" عبد الحميد صحراوي ل"المساء"، إنه تم تخصيص 50 ٪ من برنامج الجمعية للأطفال؛ لتشجيعهم على تعلّم الرسم والمسرح والموسيقى والشعر، في حين تعود 50 ٪ المتبقية، للكبار، مع تخصيص الصدارة للناشئة. وتابع عبد الحميد صحراوي أن جمعية "الجاحظية" غيّرت سياستها. والدليل تسطير برنامج يضم العديد من الورشات المخصصة للطفل؛ من مسرح، وشعر، وموسيقى، وكتابة، ورسم، مضيفا أنه جرى تنظيم ورشة للرسم من تأطير الفنان المعروف شعايبني إبراهيم، الأسبوع الماضي. والنتيجة لوحة حول موضوع فلسطين، كلّ جزء منها رسمه ثلاثة أطفال لا تتجاوز أعمارهم عشر سنوات. وعن فلسطين، وتحديدا غزة، تحدّث صحراوي عن المعرض الذي تنظمه جمعية "الجاحظية"، التي كشف عن تجديدها بعد سنوات عجاف، بما يفوق 12 مليون دينار بعدما كانت خزينتها تضم مبلغ 7 آلاف دينار لا غير. وقال إنه يضم 40 صورة استخرجها نائب رئيس الجمعية عمر خضرون، من الأنترنت بعد بحث دقيق، تعبّر عن مأساة سكان غزة، ترافقها أبيات شعرية لفطاحل الشعر العربي، كتبوا عن فلسطين؛ مثل محمود درويش، ومحمد العيد آل خليفة، ومحمد الأخضر السائحي، والشاعر العراقي الجواهري، والشاعر الفلسطيني الشهيد عبد الرحيم محمود. أما عن معرض اللوحات التشكيلية الذي تحتضنه الجمعية، فيدوم إلى غاية 24 فيفري تاريخ تنظيم معرض ثان حول نفس الموضوع "غزة" . ويعرف مشاركة كل من عبد الحميد صحراوي، وعمر خيثر، ولمين دكمان، وليندة شندو، ومحمد خير الدين قلوش، ورابح محجوبي ومجيد قمرود وغيرهم. وفي هذا تحدّث صحراوي عن لوحاته التي يشارك بها في هذا المعرض الذي ينظَّم دعما لغزة، ومن بينها لوحة استلهمها من رواية "البؤساء" لفيكتور هيغو، والتي عبّر فيها عن مأساة الإنسان. ولوحة عن السجن المفتوح الذي يعيش فيه سكان غزة. كما يعرض صحراوي لوحات استلهمها من صحرائنا الجميلة، وبالأخص من منطقة الطاسيلي؛ حيث رسم في أكثر من لوحة، النقوشات الصخرية التي أبهرت العالم، وأكدت أن الجزائري فنان بالفطرة، ليس من اللحظة، بل منذ ملايين السنين. ورسم صحراوي لوحة عن سقوط برجي نيويورك عام 2001. وقصَد بها المؤامرة التي تعرّضت لها دول مثل العراق وأفغانستان بعد هذه الأحداث المدبَّرة. ودائما في الأسلوب شبه التجريدي، لوحة عن وجه من ثقافتنا المتمثل في الزوايا من خلال رسم قبة، في حين ألصق زهرة بلاستيكية وسط لوحة أخرى، ثم أكمل الرسمة. وبما أن صحراوي فيزيائي وخريج جامعة باب الزوار، فقد رسم أكثر من لوحة عن تخصصه؛ مثل رسمه للإلكترونات، بينما رسم في لوحة أخرى سور غرداية، وغيرها من اللوحات المعروضة. وتحدّث الفنان إلى "المساء" عن عرض فيلم "أطفال نوفمبر" بمقر الجمعية؛ حتى يتعرف الأطفال الذين حضروا، على معاناة نظرائهم من أبناء جلدتهم أثناء الثورة التحريرية؛ مثل معاناة أطفال غزة في الفترة الحالية. وقد نشّط النقاش بعد انتهاء أحداث الفيلم المخرج السينمائي خالد كبيش، والناقد عمر خضرون. وبالمقابل، تم، بالمناسبة، عرض مجموعة من الكاريكاتورات من طرف الكاريكاتور علي، دائما حول موضوع فلسطين. للإشارة، تُعرض بالجاحظية لوحات مختلفة، أغلبها تحاكي معاناة الإنسان عموما، والفلسطيني على وجه التحديد؛ مثل لوحة لقلوش التي رسم فيها يدا مغلولة تمسك بعلم فلسطين. أما شعايبني فقد رسم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وسط صدر هيئة شيطانية، مرسوم في جبهتها علم الكيان الصهيوني.
