أكد وزير الصحة عبد الحق سايحي، أمس، أن الاستراتيجية التي تعتمدها الجزائر في مكافحة داء السرطان تقوم على ثنائية العلاج والوقاية، مشيرا إلى أنه تم تعزيز المؤسسات الاستشفائية والهياكل الصحية بتجهيزات كبيرة بغية تخفيف معاناة المرضى، ما يعكس عزم الدولة على توفير كل الموارد للتكفل بهذا الداء. أبرز الوزير خلال الجلسات الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته، أن القطاع يضم 21 مركزا لمكافحة السرطان، فضلا عن توسيع العلاجات الكيميائية على مستوى مختلف الهياكل الصحية، مع تخصيص 50 بالمائة من ميزانية الصيدلية المركزية للمستشفيات لاقتناء المواد الصيدلانية الخاصة بمرضى السرطان. وفيما تعلق بالمسرعات أشار سايحي، إلى تسجيل 62 مسرعا لحد الآن، ما سيعزز المنظومة ب29 مسرعا إضافيا مع بداية السنة المقبلة، مبرزا أن القطاع عمل على تدارك الجانب الوقائي من خلال التطرق لمسببات هذا الداء على غرار النظام الغذائي والتلوث وغيرهما. بدوره كشف رئيس اللجنة الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته، البروفيسور عدة بونجار، عن وضع استراتيجية وطنية للوقاية ومكافحة السرطان في الفترة الممتدة ما بين 2025-2035، مشيرا إلى أن هذه الجلسات تتطرق إلى تقييم المخطط الوطني لمكافحة السرطان، فضلا عن عرض للوضعية الحالية والخروج بتوصيات، بالإضافة إلى عرض بعض التجارب الدولية في هذا المجال. وأبرز وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، فيصل بن طالب، من جانبه أن قطاعه يضطلع ب"دور محوري في التكفّل بمرضى السرطان من خلال تقديم الأداءات العينية والنقدية المرتبطة بالكشف والعلاج، إلى جانب الأنشطة التحسيسية والوقائية"، مشيرا إلى تمكين مرضى السرطان غير المؤمّن لهم اجتماعيا من بطاقة "الشفاء" والتي سمحت إلى غاية مارس 2025، بتغطية مجانية للأدوية لفائدة 2158 مريض، بتكلفة إجمالية بلغت قرابة 57 مليون دج. كما كشف عن تقدم أشغال إعداد مرسوم تنفيذي لتحديد الاتفاقية النموذجية بين هيئات الضمان الاجتماعي والمؤسسات الخاصة للعلاج الإشعاعي لفائدة الأطفال المصابين بالسرطان. بدوره أبرز وزير الصناعة الصيدلانية، وسيم قويدري، أن قطاعه سيأخذ مخرجات هذه الجلسات الوطنية بعين الاعتبار، لاسيما ما ارتبط بتطوير الأدوية المضادة للسرطان وتتبع توفرها، أما وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، فقد كشف أن القطاع يعتزم توقيع اتفاقية تعاون مع اللجنة الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته، من أجل بحث علمي موجه للوقاية والتشخيص وتطوير الأدوية لمرض السرطان، حيث ستكون لهذه الاتفاقية أهمية قصوى في التشخيص وتطوير الأدوية من أجل المساهمة في توفير العلاجات في هذا المجال. كما استعرض وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، جهود قطاعه في مجال "دعم التلاميذ المصابين بالسرطان بمرافقتهم وتكييف البرامج وفتح أقسام خاصة مدمجة داخل المستشفيات.