يتواصل الرد الإيراني على العدوان الصهيوني الذي دخل يومه التاسع على التوالي, حيث تمكن الحرس الثوري من تدمير أهداف محددة مسبقا, تكبد خلالها العدو المجرم خسائر معتبرة. وأعلن الحرس الثوري, فجر اليوم السبت, في بيان له, عن تنفيذ الموجة 18 من الرد على العدوان الصهيوني على الأراضي الإيرانية عبر استهداف مواقع عسكرية ومراكز دعم عملياتي لجيش الكيان الصهيوني, مبرزا أن هذه الموجة الجديدة تمكنت من تدمير الأهداف المحددة مسبقا بنجاح عبر استخدام طائرات انتحارية وهجومية بدون طيار وصواريخ دقيقة. وفي حصيلة جديدة للعدوان الصهيوني الغاشم, أعلن نائب وزير الصحة الإيراني, عبد الرحمن رستميان, في وقت سابق من نهار اليوم, عن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين إلى 430 شهيدا وأزيد من 3500 جريح منذ ال13 يونيو الجاري. وفي أعقاب استهداف الكيان الصهيوني لمفاعل "أراك" للماء الثقيل, طالب وزير الخارجية الإيراني, عباس عراقجي, أمس الجمعة, مجلس الأمن الدولي بتفعيل قراره رقم 487 وحماية النظام العالمي لمنع الانتشار النووي, موضحا أن "لغة هذا القرار لا لبس فيها, فأي هجوم عسكري على المنشآت النووية سوف يعتبر هجوما على نظام الضمانات التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأكمله, وفي نهاية المطاف هجوم على معاهدة منع الانتشار النووي". من جانب آخر, كشف قائد شرطة محافظة بوشهر, حيدر سوسني, أنه تم تحديد هوية 9 أشخاص واعتقالهم في المحافظة بتهمة الارتباط بأجهزة التجسس التابعة للكيان الصهيوني وإثارة الرأي العام ودعم هذا الكيان, فيما ذكر رئيس شرطة الاستخبارات والأمن العام في محافظة قم, نور علي, أنه تم اعتقال 22 شخصا في المحافظة لارتباطهم بأجهزة تجسس الكيان المجرم, منذ بداية العدوان على البلاد, حسب ما أوردته وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء. =مطالب بالعودة إلى مسار المفاوضات= وبعيدا عن المعركة الميدانية, أعرب عراقجي, خلال اجتماع عقده في جنيف مع وزراء خارجية ثلاث دول أوروبية, إضافة إلى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي, عن استعداد إيران للنظر في الحلول الدبلوماسية "حال وقف العدوان الصهيوني ومحاسبة المعتدي على الجرائم التي ارتكبها", مشددا على أن بلاده "ستواصل بقوة وحزم ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن النفس ضد الكيان الصهيوني بهدف وقف العدوان ومنع تكراره". من جهة أخرى, جدد الأمين العام للأمم المتحدة, أنطونيو غوتيريش, الدعوة إلى "تحرك سريع" لإنقاذ المنطقة من خطر الحرب على خلفية العدوان الصهيوني على إيران. وفي إحاطة بمجلس الأمن الدولي حول موضوع "الأخطار التي تهدد السلام", قال غوتيريش أن "اتساع رقعة هذا الصراع قد تشعل نارا لا يستطيع أحد السيطرة عليها. يجب ألا ندع هذا يحدث", داعيا إلى العودة للمفاوضات. وفي سياق السعي إلى إيجاد حلول لكبح جماح الكيان الصهيوني والحيلولة دون توسع رقعة الصراع إلى المنطقة برمتها, ستنظم - في إطار الدورة ال51 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي التي انطلقت أشغالها اليوم بمدينة اسطنبول في تركيا وتتواصل على مدار يومين - جلسة خاصة حول العدوان الصهيوني المتواصل على الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وفي كلمة له خلال افتتاح أشغال الدورة, قال الرئيس التركي, رجب طيب أردوغان, أن الأطماع الصهيونية لما يسمى "رئيس وزراء" الكيان الصهيوني, هدفها "جر العالم إلى كارثة", مشددا على أن العدوان الصهيوني على غزة ولبنان واليمن وسوريا ومؤخرا على إيران "لا يمكن وصفه إلا بأنه قرصنة", داعيا إلى ضرورة إيقافه. وكان مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري قد عقد أمس بإسطنبول اجتماعا طارئا خصص لمناقشة تطورات العدوان الصهيوني على إيران وتداعياته على المنطقة. وأجمع المشاركون على إدانة العدوان الصهيوني على إيران لما يشكله من خرق لميثاق الأممالمتحدة وتهديد للسلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط برمتها, مطالبين مجلس الأمن الأممي بالاضطلاع بالمسؤوليات المنوطة به في هذا الشأن. كما دعا وزراء الخارجية العرب إلى "خفض التصعيد ووقف إطلاق النار والعودة إلى مسار المفاوضات بغية إيجاد تسوية سلمية للملف النووي الإيراني". ويذكر أن الكيان الصهيوني يشن منذ يوم الجمعة الماضي عدوانا جويا واسعا على مواقع عسكرية ونووية ومدنية في إيران, أسفر عن استشهاد عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين البارزين في البلاد, إلى جانب سقوط شهداء وجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال, حسب ما أعلنت عنه السلطات الإيرانية. وردا على العدوان الذي يطال أراضيها, تطلق إيران موجات من الهجمات الصاروخية, مستهدفة عشرات الأهداف والمراكز العسكرية والقواعد الجوية التابعة للكيان الصهيوني.