أكد أستاذ التاريخ والباحث في الذاكرة، فاروق بن عيسات، أنه أصبح أكثر من ضروري ترسيخ روح المواطنة لدى الأطفال والشباب، بتلقينهم القيم الوطنية وتعزيز وحدة الصف، مشيرا إلى أن الجزائر في ظل الظروف الراهنة امام أحد أكبر التحديات الأمنية، بسبب محاولات الأعداء غرس الفتن وحقن الكراهية، والعمل على زعزعة استقرار وأمن الوطن، مؤكدا وجود لوبيات خارجية تعمل على اثارة الفتنة بين الجزائريين، معتبرا أن تعزيز الروح الوطنية في المجتمع تكون من خلال تحصين الأطفال والشباب، الذين هم قوى المستقبل. وبعد الأحداث الاخيرة التي دفعت الجزائر إلى الرد على الأبواق المعادية للوطن، تفاعل الكثير من المواطنين لاسيما الشباب، في اثبات موقفهم من محاولات المساس بأمن الجزائر، حيث برزت مواقف في شكل "هاشتاغات" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما أكد استعداد الشباب وعزمهم على الوقوف في وجه محاولات التشكيك في هويته الوطنية، إذ لا مجال، حسبهم، لأية مزايدة في هذا الشأن. في هذا الصدد أكد الاستاذ في التاريخ، فاروق بن عيسات، أن الهوية الوطنية ووحدتها من مقدسات الدستور الجزائري، ولم يعد من الممكن أبدا المساس بها أو حتى محاولة فعل ذلك، لاسيما من خلال تعابير الكراهية، فالإسلام والعربية والامازيغية من الرموز الوطنية، وفخر كل جزائري، وهي أعمدة وشخصية الوطن، مشيرا إلى أن التنوع الثقافي في الجزائر، هو في حقيقة الأمر زخم ودليل واضح على شساعة الوطن وعظمته، وتقديس لمبدأ العيش المشترك وتقبل لاختلافات الغير. وشدد الاستاذ فاروق بن عيسات، على انه من المهم ترسيخ الروح الوطنية لدى الطفل، والحرص على تلك المفاهيم حرصا شديدا، خصوصا وأن الجزائر تقف اليوم أمام واحد من اكبر التحديات في التاريخ، اذ أن العدو يحاول جاهدا ومن كل جهة، زعزعة الاستقرار، والمساس بالوحدة التاريخية واللغوية والقيم الوطنية، فبعد محاولات خارجية فاشلة، يقول الاستاذ، "تحاول تلك الايادي السامة، زرع الفتن بين الشعب الواحد، في تجربة من شأنها قيام حرب أهلية بين الشعب الواحد"، وهذا أمر مستحيل يؤكد المتحدث، "نظرا لقناعة الشعب، ووعيه انه شعب واحد بل وكيان واحد، من يمس طرفا منه، كأنه مس المجتمع كافة". أوضح الأستاذ أن "الجزائر حكومة وشعبا، لا تساوم أبدا في تلك المسلّمات، وإن كانت الخيانة أمر محتمل، إلا انها ممارسات شاذة من بعض الاطياف التي تحركها أياد خارجية، لكن الجزائر بالمرصاد ولا تسامح في الأمر". أكد الباحث في التاريخ، أن "ثقافة الدفاع عن الوطن، التي نلمسها بين الشباب وحتى الاطفال، دليل على الوعي الكبير الذي يميز الجزائري، خاصة بعد كل ما عاشه من أحداث، من جهة عمق تاريخه، ومجد ثورته، واستشهاد المليون ونصف المليون شهيد في سبيل الوطن، ثم ما عاشه خلال العشرية السوداء، بسبب الارهاب، ثم محاولة تفكيك الوحدة الوطنية بين الشعب الواحد، ثم الأزمة السياسية، والحراك، ومحاولات تدخل الاطراف الخارجية، كلها من المواقف التاريخية التي لم تكن بالوقع السلبي فقط على نفسية الفرد، وانما كانت لها انعكاساتها الايجابية، في بناء شخصية محبة للوطن، وتدافع عنه جسدا وروحا". وفي الختام أشار الى أن تعزيز تلك الثقافة تكون من خلال المحافظة على الذاكرة، وتسليط الضوء على أهم المحطات التاريخية، وذكر أبطال الثورة، من خلال دروس وندوات وإشراك الشباب والأطفال فيها، كما انها تكون بالحث في حب الوطن، وعدم ترك الاطراف المعزولة تسعى لزرع الفتن من خلال خطابات الكراهية التي قد تتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الذي يعد هو الآخر تهديدا قويا لأصحاب الشخصيات الضعيفة للطعن في مبادئها.