يُنتظر أن يصوّب عبد القادر عمراني مدرب مولودية وهران، اهتمامه من الآن فصاعدا، لبلوغ الهدف الثاني، الذي جاء من أجله إلى الفريق، بعدما نجح في تحقيق الأول ولو بمشقة، وذلك بالإبقاء على المولودية في المحترف الأول. وتَرسَّم ذلك عقب الفوز المثير والمستحق للنادي الحمراوي بملعبه "أحمد زبانة " أمام ضيفته مولودية البيّض، وبنتيجة (3- 2)، وهو لقاء برسم الجولة 28 للبطولة. بموجب العقد الذي أبرمه مع إدارة مولودية وهران والذي يستمر إلى غاية شهر جوان 2026، فإن عمراني مطالَب بتحضير الفريق للموسم القادم. وكما جرت العادة في أي فريق دربه من قبل واستنادا للبطاقة البيضاء التي يحوز عليها، فإن البداية ستكون بتحديد قائمة المسرحين التي تضم 10 لاعبين، منهم من حددت هوياتهم حتى قبل لقاء البيّض. كما يُعنى عمراني بقائمة اللاعبين المستقدمين. والمؤكد أنه يملك فكرة عن العناصر التي يود جلبها إلى المولودية في الموسم القادم، وكذلك تحديد موعد انطلاق التدريبات، وضبط برنامج التحضيرات الموسمية، لكن كل ذلك يبقى مجرد تخطيط على الورق فقط. وتفعيله جديا يبقى مرتبطا بجلوس المدرب عمراني مع مسؤوليه في مجلس الإدارة، وكذلك بشركة "هيبروك " المالكة للمولودية على طاولة واحدة، ليعرف نواياهم بخصوص الموسم القادم، وتوضيح كل شيء قبل الذهاب إلى قضاء العطلة الصيفية، لأن أي تباين في الرؤى قد يؤدي بالتقني التلمساني، إلى فسخ عقده، مع العلم أن مسؤولي المولودية لم يظهر لهم أثر منذ جولات. وما يؤكد عزم عمراني على توضيح الأمور مع مسؤوليه قبل أي خطوة مستقبلية منه، التصريح الذي أدلى به عقب نهاية المقابلة الأخيرة أمام مولودية البيّض، والذي حمل مضمونه عدم رضا بحال المولودية، التي أصبحت تعاني في كل موسم، وافتقادها لإدارة قوية قادرة على تخليصها من معاناتها، والعودة بها إلى مكانتها الطبيعية، والتنافس على الألقاب لا على البقاء. وقال عمراني :«غير معقول أن مولودية وهران بعراقتها وتاريخها الحافل، تبقى تعاني كل موسم من أجل البقاء، في وقت أن المولودية والمدينة تمتلكان إمكانيات كبيرة دون استغلال واستثمار، وهذا أمر لا أفهمه" . وأضاف: " أعرف هذا النادي منذ أكثر من 25 سنة. لكن، للأسف، نفس القصة تتكرر! ومن الجانب الرياضي لم يتغير أي شيء ". وأنهى عمراني تصريحه بكلمات قوية؛ قال : " إذا أردت أن تتحصل على فريق قوي فيجب أن تتوفر على إدارة قوية أيضا" . وهذا القول أثار ولايزال جدلا واسعا في الشارع الحمراوي، خصوصا عند الإدارة الحالية، التي لم يعجب بعضَ أعضائها ما قاله عمراني، وشعروا بأنهم هم المقصودون به رغم أن التقني التلمساني أشار بعد تصريحه، إلى أنه لم يكن في نيّته إطلاقا، إعطاء دروس لأيٍّ كان، ومحاولات رئيس مجلس الإدارة شكيب غوماري، تطييب خواطر المسؤولين الغاضبين.