سعت المرأة دوما إلى إبراز خصوصياتها وأنوثتها وراحت تبحث عن كل ما يميّزها ويزيدها جمالا وأناقة فلجأت إلى أدوات الزينة ومنها صبغات الشعر التي باتت تعرف رواجا كبيرا، فما سر هذا الإقبال؟ تعدّدت الآراء حول إقبال المرأة وهوسها بصبغات الشعر، فسألنا مجموعة من النساء، حيث أجابت بعضهن أنهن يردن دائما تجديد طلتهن وهذا ما يزيد من ثقتهن بأنفسهن. وتقول إحداهن إنها لا تحبذ لون شعرها الطبيعي الذي يشعرها بالاكتئاب لذا تلجأ إلى صبغات الشعر. وفي المقال ترى سيدة أخرى أنها مضطرة لذلك لأنها تعاني من الشيب، وبالتالي تعتمد على الصبغات لتغطيته، غير أن سيدة أخرى تكشف أنها لم تكن مهمتة بالأمر لكن عندما انتشر استخدامها في وسط السنوة راحت تقلدهن لمواكبة موضة العصر. ولم يقتصر الأمر فقط على السيدات، فحتى الفتيات سواء الجامعيات أو العاملات أو الماكثات بالبيت يقبلن على الصبغات بدرجة جد ملفتة ومنهن ''أميرة'' وهي طالبة جامعية والتي تقول إنها تضع هذه الصبغات حتى تصبح جذابة ومميزة عن الآخريات أما صديقتها ''حنان'' فهي معجبة بالصبغات التي تضعها الفنانات اللبنانيات في الإشهار والمسلسلات وبالتالي تقلدهن. وبين هذا وذاك نجد الحلاقات منشغلات بأهم العلامات والألوان العصرية التي تتلاءم مع مختلف البشرات والمواسم، سألت ''المساء'' حلاقة تملك قاعة حلاقة ببوداو فأوضحت أن النساء يقبلن بكثرة على صبغات الشعر في فصل الصيف باعبتاره فصل الأعراس والأفراح، منبهة إلى أن الطلب يكثر على الألوان الفاتحة والشقراء تجنبا لضرر أشعة الشمس الحارقة، أما الأسود والبني الغامق وغيرها من الألوان الداكنة فهي مطلوبة في فصل الشتاء حتى لا يفقد الشعر حيويته. وللعلم، فإن هذه الصبغات كانت موجودة منذ القديم متمثلة في الحناء التي كانت تخلط بالماء، إلاّ أنها تطورت مع الوقت لتأخذ ألوانا مختلفة. وللإشارة، فإن الخبراء ينصحون النساء بعدم الإكثار منها لأن الإفراط في استعمالها يؤدي مع مرور الزمن إلى تساقط الشعر وفقدانه لنظارته الطبيعية ولمعانه. ويؤكد المختصون أن لها تأثيرا سلبيا على الجنين والمرأة الحامل والمرضع، إذ ينصح بعدم استعمال الصبغات أثناء الحمل بسبب احتمال الحساسية للصبغة، والتي قد تكون شديدة وتحتاج للعلاج بأدوية وهذا ما يشكّل خطرا على الحامل والجنين. كما يوضح الخبراء أن الاستعمال المتكرر للصبغة الدائمة أو تحديدها في مدة تقل عن الأربعة أسابيع، أو تغيير لون الشعر إلى لون بعيد جدا عن لون الشعر الأصلي يؤدي إلى تلف لحاء البشرة وضعف مقاومتها للعوامل الخارجية. وللعلم، فإن الصبغة مكونة من مواد ضارة تسبب النوع الأول من الحساسية كمادة البارا فتيل دايمين وأمونيوم بيرسلفيت التي تظهر في شكل تورم للوجه وحول العينين وفقدان الوعي أحيانا، كما تثير نوبة حادة عند مرضى الربو، لذا يحذر أصحاب الاختصاص من الصبغات غير الموضحة مكوناتها على العلبة.