مرت 50 سنة على استقلال الجزائر وبقيت عدة قبور دون أسماء، تلك هي وضعية قبر شهيدين من ولاية بجاية دفنا بمدينة بني دوالة (ولاية تيزي وزو)، وبعد طول السنين لم تيأس عائلة اذرار من موزاية بلدية بوخليفة (ولاية بجاية) من البحث عن القبر الذي دفن فيه ابنها الشهيد اذرار حسين المدعو "الموستاش" إلى أن وجدت ليس فقط المكان الذي سقط فيه شهيدا وإنما قبره كذلك. فرحة امتزجت بالحزن تلك هي الوضعية التي كانت عليها عائلة اذرار، أمس، لما تنقل إلى قرية اغيل عروس إخوة الشهيد علي، اسماعيل وسعيد وأبناؤهم وأحفادهم ومن بينهم الزميل مراسل يومية المجاهد "اذرار بلقسام" حفيد اذرار علي البالغ من العمر 87 سنة الأخ الأكبر للشهيد حسين، حيث تم إخبارهم بمكان سقوط أخيهم، والفضل في ذلك يعود إلى أحد المجاهدين من رفقاء دربه المدعو شابي حسين البالغ من العمر 80 سنة، الذي ينحدر من قرية درقينة. وتنفست عائلة اذرار أخيرا الصعداء بعد أن وجدت قبر ابنها، ابن الجزائر وهو يرتاح إلى جانب إخوانه الشهداء ال 29 الذين سقطوا وستظل أسماؤهم منقوشة في سجل التاريخ بأحرف من ذهب. بدأت القضية لما تعرف كل من المجاهد شابي حسين وأحد أفراد عائلة اذرار، حيث أخبره بأنه كان يعرف إبان الثورة شهيدا يدعى اذرار حسين الملقب ب«الموستاش" والذي سقط في ميدان الشرف في معركة مع الجيش الفرنسي بتاريخ 21 ماي 1958 بقرية اغيل عروس رفقة الشهيد زايدي أعمر وذلك مباشرة بعد عودته من مهمة إدخال السلاح من تونس، حيث كان المجاهد شابي حسين قائد قطاع بني دوالة قد شارك بدوره في المعركة التي استخدمت فيها القوات الفرنسية طائرات مروحية للقضاء على المقاومة الصامدة للمجاهدين ببني دوالة والتي أسفرت عن سقوط 13 شهيدا وإصابة 26 آخرين. المجاهد شابي ورغم تقدمه في السن لا يزال يحفظ في ذاكراته أسماء كل قرى مدينة بني دوالة وغيرها من المناطق التي شهدت معارك محتدمة بين الجيش الفرنسي والمجاهدين إبان الثورة المظفرة، حيث يتذكر بالتحديد المكان الذي سقط فيه الشهيد اذرار حسين وغيره من الشهداء، حيث سرد لعائلة اذرار والحضور وقائع المعركة التي قادها 30 مجاهدا من ولايات الوطن، لا سيما بجاية، سطيف وتيزي وزو بقرية اقني عروس كأنه الأمس، حيث تذكر أدق التفاصيل عندما كان المجاهدون محاصرين من كل الجهات بينما أطلقت النساء العنان للزغاريد لتشجيع المجاهدين على مواجهة العدو وعدم الاستسلام من أجل انتزاع الحرية المسلوبة وإخراجه من البلاد.