أجمع المحاضرون في ملتقى المفكر الإنساني الكبير والمناضل الدكتور فرانز فانون الذي إحتضنه المركب الثقافي العادي فليسي أمس ويستمر لغاية 09 جويلية الجاري، على أن فرانز فانون قد تحققت أراؤه وأفكاره عن الإستعمار الجديد وعودته إلى دول العالم الثالث بوسائل جديدة وأساليب مخادعة تحت شعار الديمقراطية وحقوق الإنسان ومكافحة الفقر. الملتقى حضرت إفتتاحه وزير الثقافة السيدة خليدة تومي، ووجوه سياسية وفكرية، نشط الجلسة العلمية الأولى له السيد عمر لرجان حيث بدأت بمداخلة السيد سمير أمين من جمهورية مصر العربية التي تناول فيها أفكار ونضالات فرانز فانون في آسيا وإفريقيا، مستعرضاً في البداية مراحل حياته من أمريكيا إلى الجزائر كطبيب نفاسني سنة 1950، ثم مكانته الفكرية والنضالية ومسيرته في جبهة التحرير الوطني كطبيب وصحفي ومفكر. كما تميزت المداخلة الثانية التي ألقاها الأستاذ عيجاز أحمد من الهند، والتي تحمل عنوان فرانز فانون الفيلسوف الثوري بالحديث عن تجربة الهند وتشريعات فانون للإمبريالية وكذا كتابات فانون وفكره بإعتبار فانون أول كاتب من الناحية الفلسفية للفكر الثوري لبلدان العالم الثالث. ويضيف المحاضر أن فانون لم يكن حراً ليكتب بكل التفاصيل عمّا شاهده في إفريقيا والتناقضات التحررية في الجزائر التي حاول وصفها بشكل إنذار للخطر، فكل مقاولات فانون سواء التي كتبها عن الإستعمار أو البرجوازيه سيما في كتاباته الأخيرة والتي شرّح فيها كيف يتطور النظام البرجوازي الوطني، كما تطرق فانون - يضيف - المحاضر الي قضية التعذيب في الجزائر أما الأستاذ حسان شريعتي "إيران" فأكد في مداخلته أنه يجب أن نتحاور فيما بيننا، وهذا هو الدرس الأول الذي أعطاه فرانز فانون وهو الثقة بالنفس. وتكلم المحاضر عنه شخصه بإعتبار والده كان طالبا في باريس وكان مدعما للثورة الجزائرية حيث كان يملك صالوناً للحلاقة وفي هذا الصالون إلتقى مناضلي جبهة التحرير الوطني حيث توطدت صداقته مع الثوار حيث قرأ لفرحات عباس "ليل الإستعمار" ثم مؤلفات فرانز فانون وراسل فانون. ولديه بعض الرسائل هي في حوزة السيدة زهرة ظريف. وأكد المحاضر أن والده كان يقرأ لفرانز فانون. كما أكد حسان شريعتي أنه ينبغي علينا لم الشمل من أجل حياة أفضل وأن نخلق مفهومية جديدة لما يحدث، هذه الفكرة التي دعا إليها فانون هو أن يعترف بنا الآخر على أننا آخر. وقد تميزت محاضرات هذا اليوم من الملتقى الدولي حول روح فرانز فانون بما أصبح حقيقة مما توقعه من الإستعمار الجديد.
