لماذا وضعت الموزعات الآلية للنقود؟ هذا السؤال قد يبدو غريبا لدى البعض وعاديا لدى البعض الآخر، من منطلق أن وظيفة هذه الأجهزة واضحة ولا تستدعي هذا التساؤل. لكن، عندما يتضح بأن معظم هذه الموزعات وضعت لتزيين الزوايا فقط أو واجهات البنوك لا غير،، فأولا هذه الموزعات الآلية لا تشتغل أيام العطل والأعياد، أو هكذا أراد لها المشرفون عليها، بينما وضعت أصلا لهذا الغرض، أي التخفيف على المواطن وتوفير سيولة مالية له عندما تكون المؤسسات المالية البنكية والبريدية منها في عطلة. للأسف، لم تعد هذه الموزعات تقوم بهذا الدور في بلادنا عكس ما هو معمول به في العالم أجمع، وكم هي الردود التي يتلقاها الزبون عندما يدخل بطاقته في الجهاز،،، ”شكرا على الزيارة”، ”لقد تجاوزت السقف” أو غيرها من المبررات والأعذار غير المقبولة، لأنه بمجرد أن تفتح المؤسسات البنكية والبريدية أبوابها بداية الأسبوع، تعود الأمور إلى طبيعتها!؟ شيء مؤسف ومضحك في نفس الوقت، لأننا نحاول تحفيز المواطن على استخدام البطاقة في الدفع بينما هو غارق في مشاكل السحب، بحيث أصبحت البطاقة البريدية والبنكية مصدر إزعاج ووجع رأس أكثر منها وسيلة عصرية. ثم إن ظاهرة انقطاع ”الريزو” أصبحت القاعدة وليس الاستثناء، لتدفع بالزبائن إلى العودة إلى الطرق البدائية التي هي على الأقل مضمونة رغم المعاناة أمام طوابير الشبابيك. فهل مسؤولو المؤسسات المالية على علم بما يعانيه الزبائن؟ أم أنهم يتباهون بارتفاع عدد هذه الموزعات التي تطورت كما لكن من ناحية الخدمة والنوعية لم تتحرك قيد أنملة؟