نظمت مجموعة ”ناس الخير” للشباب المتطوع بالشراكة مع مخبر ‘'ماق فارم'' للمواد البيوطبية بغابة بوهارون، ولاية تيبازة مؤخرا، حملة تحسيسية حول التربية البيئية، أطلق عليها تسمية ”ما فيها والو لو تعتني بالغابة”، أشرفت عليها محافظة الغابات لتيبازة، وشارك فيها تلاميذ من ولايتي تيزي وزو وتيبازة، إلى جانب الكشافة الإسلامية الجزائرية. شهدت غابة بوهارون، يوم السبت، حملة تنظيف وجمع القمامات، شارك فيها أكثر من مئة متطوع يمثلون مجموعة من شباب ”ناس الخير”، وهم شباب ”فيسبوكيون” يجتمعون في كل مرة حول عمل خيري معين، إضافة إلى متطوعين من شركة ماق فارم التي أمضت عقد شراكة مع مجموعة ”ناس الخير” شهر ماي المنصرم، تقضي بدعم كل الأعمال الخيرية للشباب، ومنها حملة ”ما فيها والو” التي جمعت بين البيئة والطفولة وتعتني بالغابة. إلى جانب هؤلاء، كانت الكشافة الإسلامية الجزائرية حاضرة في الحملة، إلى جانب تلاميذ مدرسة دراجي اعمر لتيزي غنيف بولاية تيزي وزو. والجميع كان في الموعد، حيث وزع أكثر من 300 كيس بلاستيكي من الحجم الكبير لتنطلق حملة جمع القمامات في الغابة، في جو مفعم بالحركية والنشاط، خاصة أنه شارك في الحملة آباء وأمهات حضروا لتشجيع أطفالهم في صورة جميلة، لتواصل الأجيال حول مفهوم حضاري بحت وهو العناية بالبيئة والمحيط.في السياق، تحدثت ”المساء” إلى السيد عبد القادر علام الذي كان منهمكا في عمله رفقة حفيده ياسين بن بلعيش، ابن ال 5 سنوات، المتحدث استحسن المبادرة، خاصة أن الأطفال يشاركون فيها ”حفيدي انتظر طلوع النهار بفارغ الصبر فقط ليأتي وينجز هذا العمل الذي اعتبره إنسانيا بالدرجة الأولى، وأشير إلى أن مثل هذه المبادرات، مع تنظيف الأحياء وتنقية المقابر كانت متأصلة فينا قبيل عشريات، لكنها اندثرت بسبب الأنانية التي أصبحت تطغى على سلوك السكان، والحمد لله أعاد الشباب اليوم بعثها في انتظار تعميمها”.وبالمثل، تعتبر السيدة فطيمة بودربالة التي شاركت في جمع القمامة رفقة ولديها، أن رمي الفضلات عشوائيا لا يفسد البيئة فحسب وإنما يعكر صفو الجلسات العائلية ”الغابة مكان للراحة فلماذا لا يعمل الناس على تركها نظيفة؟ أعتقد أن نقص الحس الحضاري وغياب المسؤولية سببان في تدهور الوضع البيئي عموما، واليوم أنا هنا لمساندة أولادي على حماية بيئتهم، لعلنا نخلق جيلا أكثر وعيا ببيئته”.وقال كل من الأطفال نايلة لابابو من حي الصنوبر، ريان فاطمي ريان بن نجمة، عماد الدين عيساوي من بوسماعيل ولاية تيبازة، أعمارهم تتراوح بين 10 إلى 12 سنة، أنهم استمتعوا بحملة التنظيف التي مست غابة بوهارون، وأكد الذكور أنهم كانوا يلعبون كرة القدم عندما سمعوا بحملة التنظيف فسارعوا إلى التطوع، فيما دعت البنت كل أقرانها إلى الاهتمام بالبيئة لأنها ”بيتنا الكبير”، على حد قولها.وتعتبر غابة بوهارون المتربعة على مساحة 7 هكتارات، مكانا مفتوحا على الهواء الطلق، تضم بساطا أخضرا من أشجار الصنوبر الحلبي المهيمنة على المكان بقاماتها الشاهقة، وإلى جانبها أشجار الزيتون البري والضرو، تطل الغابة الساحلية على شواطئ تيبازة الجميلة بمحاذاة الطريق الوطني رقم11، ولموقعها هذا، فإن الغابة تجذب إليها أعدادا كبيرة من العائلات في خرجات للنزهة والاستراحة، وهو ما حذا بمحافظة الغابات لمقاطعة القليعة، حسب رئيسها السيد عبد الرحمان شيخاوي، إلى تهيئة الغابة من خلال العمل على تنصيب طاولات خشبية على المساحات المسطحة لتسهيل الاجتماعات الأسرية، وأيضا تحديد الغابة من خلال وضع (دربوز) أو إطار خشبي يحدد الغابة، تسهيلا لعملية الدخول والخروج منها وإليها. وثمن محدث ”المساء” الحملة التحسيسية لتنظيف الغابة، منوها بمجهود شباب ”ناس الخير” وشركائهم، قائلا: إن محافظة الغابات سبق لها وأن قامت بمبادرات مماثلة مع جمعيات وطنية وأخرى أجنبية، والهدف كان دائما الحفاظ على البيئية وترسيخ التربية البيئية في نفوس الأجيال. ومن ضمن النشاطات التي قامت بها محافظة الغابات للقليعة مؤخرا، حملة غرس 600 شجيرة في غابة بوهارون للحفاظ على الغطاء النباتي، كون معظم أشجار الصنوبر الحلبي ”مسنة”، وإعادة التشجير مهمة لاستخلافها، إلى جانب الحفاظ على دورة حياة الغطاء النباتي في الغابة. جدير بالإشارة إلى أن حملة ”ما فيها والو تعتني بالغابة”، هي الثالثة في أجندة ”ناس الخير” بعد حملة ”ما فيها والو تنقي حومتك” التي شهدتها مدينة درقانة في أواخر ماي المنصرم، إضافة إلى حملة ”ما فيها والو تنحي الدم” لتشجيع الشباب على التبرع بالدم، في انتظار حملة رابعة قريبا أطلق عليها ”ما فيها والو لو تغرس شجرة” المنتظر أن تكون في غابة زرالدة، حسب الناشط ”الفايسبوكي” خالد سالمي أحد أعضاء مجموعة ”ناس الخير” التي تهدف إلى لفت أنظار أعداد متزايدة من شباب الجزائر نحو أعمال الخير والتضامن، مع التأكيد على وعي الشباب بمسؤولياته تجاه مجتمعه وبلده.
