أدى حريق نشب بقاعة الولادة بالعيادة الاستشفائية المتخصصة في أمراض النساء والتوليد، بحي سيدي مبروك بقسنطينة، إلى إتلاف جل العتاد الطبي بالقاعة وتعطيلها عن العمل بشكل شبه كلي. واضطر القائمون على المؤسسة الصحية إلى تحويل النساء المقبلات على الولادة إلى مصلحة التوليد وأمراض النساء بالمستشفى الجامعي عبد الحميد بن باديس، ولا يتم التعامل إلا مع الحالات الاستعجالية. وحسب مصادر من داخل العيادة، فإن الحريق نشب ليلة الأربعاء إلى الخميس، بسبب شرارة كهربائية حدثت مباشرة بعد عودة الكهرباء التي انقطعت بسبب سوء الأحوال الجوية مع تسجيل عدم اشتغال مولد الكهرباء الذي تم تغييره مند 3 أشهر فقط ووجود عمال الكهرباء في عطلة دون تعويضهم بمناوبين. وأضافت المصادر أنه لحسن الحظ لم يخلف الحادث خسائر مادية رغم وجود سيدتين داخل القاعة، تم تحويلهما على جناح السرعة إلى مصلحة أخرى مع إخماد ما أمكن إخماده من النيران من طرف العمال بواسطة أجهزة الإطفاء الموجودة بالمؤسسة قبل وصول رجال الحماية المدينة. وحسب المعلومات التي استقيناها من داخل المؤسسة، فإن الخسائر تمثلت في إتلاف 7 طاولات ولادة، سعر الواحدة منها بمعداتها يفوق ال90 مليون سنتيم، وإتلاف أجهزة التنفس الاصطناعي وبعض المعدات الالكترونية للكشف عن نبضات القلب والكشف المغناطيسي. للإشارة، فقد عرفت المؤسسة الاستشفائية خلال الأيام الفارطة بعض الاضطرابات الداخلية أدت إلى قيام 70 موظفا بالعيادة بوقفة احتجاجية أمام إدارة المؤسسة مطالبين برحيل المدير لاعتبارات أخلاقية واتهامه بالتعسف وعدم قدرته على تسيير المؤسسة وعدم التزامه بما تعهدت به الإدارة سابقا. وتعد العيادة الاستشفائية المتخصصة في أمراض النساء والتوليد بسيدي مبروك، أهم مؤسسة على مستوى الشرق الجزائري، حيث تستقبل سنويا أكثر من 10 آلاف حالة ولادة، بمعدل يفوق 30 ولادة يوميا على مدار السنة، وتسجل في ذروة العمل بين 60 و65 حالة ولادة خاصة في فصل الصيف، مما أثر سلبا على نوعية الخدمات المقدمة للنساء الحوامل اللواتي يقصدنها من داخل الولاية وخارجها على غرار قالمة، سطيف، أم البواقي، تبسة، سوق أهراس،... وفي الحالات المعقدة التي تستدعي جهدا من الطاقم الطبي فإن ذلك يوازي جهد توليد 5 إلى 6 نساء في حالة عادية.