طالب العديد من الناقلين الخواص المستغلين لمختلف الخطوط الحضرية التي تربط مختلف الأحياء الحضرية بوسط المدينة، بضرورة إجراء دراسة تقنية علمية وعملية من أجل تنظيم حركة المرور بوسط المدينة، إلى جانب العمل على فك الخناق على مستوى نقاط تقاطع الطرق، بسبب تعقّد وضعية حركة وسائل النقل الحضري. ومن هذا المنطلق، لم يجد الناقلون إلا عبارة واحدة للتدليل بها على النقل ببلدية وهران التي أصبحت لا تطاق بالنظر إلى الإمكانيات المتوفرة من جهة، والتغييرات التي تشهدها معظم خطوط النقل بسبب مسار الترامواي الذي أدى إنجازه، بالتالي استغلاله، إلى إلغاء العديد من الخطوط الحضرية وتغيير مسارات حافلات وخطوط أخرى، دون التفكير في الضرر الكبير الذي يلحق المسافرين ومستغلي الخطوط الحضرية على حد سواء بصفة حتمية. ولعل هذا الوضع الجديد هو الذي ساهم بشكل كبير، يقول أحد ممثلي نقابة العمال، في خلق جو من الفوضى، واستغلاله من طرف أصحاب السيارات النفعية الذين يفرضون منطقهم على المسافرين، كمطالبتهم بدفع أسعار خيالية أحيانا، مما يجعلهم في الكثير من الأحيان يلجأون إلى الدفع على مضض، كونه مجبرا على ذلك. وحسب الأمين العام لنقابة الناقلين بولاية وهران، فإن الاعتقاد بتعقد الوضع كان بسبب العطل المدرسية الخاصة بالتلاميذ والطلبة، أو السنوية الخاصة بالعمال، إلا أن الأمر زاد حدة مع الدخول الاجتماعي، مما جعل القائمين على قطاع النقل يقتنعون بأن العطل لا دخل لها في الاكتظاظ الذي تعرفه مدينة وهران على وجه الخصوص، وإنما الأمر يتعلق بانعدام مخطط نقل يتجاوب والمعطيات الجديدة المتمثلة أساسا في ارتفاع عدد السيارات في الحظيرة، إلى جانب العديد من العوامل الأخرى الهامة، منها دخول الترامواي الخدمة العمومية، الأمر الذي أصبح يفرض إعادة النظر في الوضعية الحالية لمخطط النقل وجعله يتماشى مع المستجدات والوضعية غير المألوفة لدى الوهرانيين الذين تتميز شوارع مدينتهم بالاتساع. ولعل أكبر النقاط السوداء في مجال النقل، تتمثل في نقطة تقاطع الطرق على مستوى ساحة المقراني بوسط المدينة، غير بعيد عن دار البلدية وساحة أول نوفمبر التي أصبحت مكان التقاء العديد من الحافلات العاملة على الكثير من الخطوط الحضرية، مما جعل الناقلين والمسافرين يعبرون عن انتقادهم لهذه الوضعية السلبية في مسار التنقل نحو وسط المدينة، حتى أن العديد من الركاب يفضلون النزول وسط الطريق تفاديا للكثير من المشاكل، وهي الفرصة التي أصبح يغتنمها العديد من السائقين لإنزال الركاب وسط الطريق من أجل العودة، بالتالي تقليل مسافة الرحلة مقابل نفس المبلغ، وهو الأمر الذي أصبح يشكل مصدر إزعاج للعديد من المسافرين والركاب وحتى الناقلين. ومن هذا المنطلق، لم يجد الناقلون إلا التعبير عبر نقابتهم عن انزعاجهم من هذا الواقع الذي أصبح يعكر أجواء العمل، والمهنة التي أصبحت تتسم بالقلق، خاصة أن مديرية النقل متفهمة للوضع وتعمل مع النقابات على إيجاد مخرج مشرف للمسافر والناقل من هذه الوضعية المشينة التي لا تشرف أحدا، كما جاء ذلك على لسان المدير الولائي المشرف على القطاع، السيد طلحة خالد، من منطلق الكثرة والوفرة في عدد الحافلات المستغلة للخطوط المتجهة إلى وسط المدينة، وما تدره من أرباح على أصحابها، في الوقت الذي يشكو العديد من المسافرين في القطاعات الحضرية الأخرى مشكل انعدام النقل بين الأحياء، بسبب عدم تمكن أصحاب المركبات من جني الأموال الكافية لسد الديون المترتبة عليهم من طرف البنوك التي تطالب الجميع بالدفع مع نهاية كل شهر.