يعكف خبراء في مجال الصحة، قدموا إلى الجزائر من 24 دولة، على دراسة ملف الرعاية الصحية في بلدان شمال إفريقيا، باستعمال المنتوجات الصيدلانية الحديثة، لاسيما البيوتيكنولوجية، فضلا عن مناقشة موضوع الابتكار العلمي في مجال الصحة. وأكد الخبير في الصيدلة، أمير توافق، أن الجزائر ماضية في اكتساب الصناعة الصيدلانية البيوتكنولوجية بفضل القطب البيولوجي لسيدي عبد الله الذي سيدخل عملية الإنتاج في آفاق 2020 ليصبح خامس قطب في العالم والوحيد في إفريقيا والشرق الأوسط. وأوضح الخبير، الذي يشغل كذلك منصب نائب رئيس الجمعية الوطنية للصيدلة المكلف بالصناعة أن الأدوية البيوتكنولوجية بصفتها أدوية المستقبل، ستهساهم في ضمان علاج نوعي وجيد في وقت قصير وبالتالي إنقاذ حياة العديد من المرضى لاسيما المصابين بالأمراض الخطيرة والمزمنة مثل السرطان والسكري. وأضاف توافق في هذا السياق، أن الإشكالية المطروحة حاليا في بلدان الشمال الإفريقي، على غرار العديد من دول العالم، هي كيفية بعث هذه الصناعة المبدعة للتكفل بعدد من الأمراض كالسرطان الذي تسجل فيه الجزائر سنويا 45 ألف إصابة جديدة، بالإضافة إلى السكري الذي يرتفع عدد المصابين به بصفة مذهلة. وأوضح الخبير على هامش افتتاح مؤتمر الرعاية الصحية في شمال إفريقيا الذي يتواصل اليوم بفندق الاوراسي، أن التحدي الذي سيطرح في الجزائر خلال السنوات المقبلة، هو حتمية توفير هذا الدواء البيوتكنولوجي ليصبح في متناول جميع المرضى دون استثناء، وإلا فالأمر يعني البقاء في تبعية دائمة للخارج ومواصلة الاستيراد من جهة وارتفاع الفاتورة بشكل رهيب من جهة أخرى، وهو ما قد لا تتحمله إمكانيات الدولة مستقبلا. وأكد المتحدث في هذا الصدد أن الصناعة الصيدلانية الوطنية جد فعالة إلا أن ما يطرح الآن من تحد هو كيف يمكن الاندماج في عالم التكنولوجيا والبحث والتحولات الحاصلة في العالم؟ مشيرا إلى ضرورة التنسيق بين بلدان الشمال الإفريقي لاسيما المغرب وتونس من خلال استحداث فرق تعمل على ابتكار منتجاتنا الخاصة. من جهته، دعا البروفيسو حمادي العيادي من المركز البيوتكنولوجي بمدينة صفاقس التونسية الذي عرض التجربة التونسية في مجال البحث والابتكار المتعلق بالبيوتكنولوجية، إلى ضرورة فتح المجال أمام الشباب من حاملي الدكتوراه ومختلف الشهادات في التخصص وتشجيعهم على إنشاء مؤسساتهم التكنولوجية، فضلا عن إنشاء مراكز لنقل التكنولوجيا بين بلدان شمال إفريقيا وعلى الخصوص وضع مخطط استثماري عمومي لتطوير الصناعات البيوتكنولوجية لتمكينها من التموقع جهويا وعالميا. كما دعا، من جهته، أحد المشاركين من المغرب بلدان المغرب العربي إلى ضرورة الاعتراف فيما بينها بالشهادات وكذا بذل المزيد من المجهودات لتوحيد القرار على أعلى مستوى في مجال البحث والابتكار وتوفير الإمكانيات لبعث الصناعة الصيدلانية البيوتكنولوجية، التي تعد أدوية المستقبل، قصد ضمان العلاج الناجع والفعال للمرضى وبالتالي التخلص من التبعية الخارجية. وينظم على هامش المؤتمر معرض خاص بالمواد الأولية التكنولوجية تشارك فيه 60 مؤسسة من 24 دولة، 55 منها تشارك لأول مرة في تظاهرة الجزائر.