أقر المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش في تصريح للصحيفة البوسنية ”دالي أفاز”، أن مهمته ستكون صعبة عندما يحين الوقت لاختيار القائمة الرسمية لتعداد ”الخضر” الذي سيشارك في مونديال البرازيل 2014، بعدما كشفت المباراة الودية ضد سلوفينيا عن معطيات جديدة، يتعين على التقني البوسني إيلاءها ألف حساب. وتتمثل هذه المعطيات في بروز بعض اللاعبين وتقديمهم مردودا ملفتا للنظر على مستوى كل المناصب التي شكلت في السابق حيرة كبيرة لحليلوزيتش؛ إذ كثيرا ما اشتكى هذا الأخير من نقص فعاليتها، على غرار ما كان حاصلا في الخط الخلفي، لا سيما على مستوى رواقيه الأيمن والأيسر اللذين احتلهما في مباراة يوم الأربعاء الفارط عيسى ماندي وفوزي غولام على التوالي؛ إذ لم يخفَ على أحد أن هذين العنصرين قاما بدورهما على أكمل وجه؛ الأول رغم أن تلك المباراة شكلت أول اختبار له مع الخضر، ظهر في منصبه كأحد العناصر التي يمكن لحليلوزيتش الاعتماد عليها في المستقبل، بعدما نجح في مهمة التغطية الجيدة لمنطقته، واحترامه للمنطق التكتيكي الذي فرض عليه الالتزام بمراقبة الجناح الأيسر للخصم دون المغامرة كثيرا نحو الهجوم. ويمكن القول إن التقني البوسني لم يخطئ عندما استدعى هذا العنصر الذي ينشط ضمن فريق رامس الفرنسي، في حين أن غولام أكد من جديد أنه سيظل المدافع الأيسر بدون منازع، بعدما أظهر قوة وبراعة أحسن من تلك التي كانت تميز لاعب نادي ليفورنو جمال مصباح، الذي كان أساسيا في هذه الجهة من الدفاع، ويدرك، بدون شك، أنه دخل فعلا في تنافس كبير مع لاعب سانتيتيان من أجل الهيمنة على هذه الجهة من الدفاع، بينما شكلت عودة رفيق حليش إلى منصبه الأصلي إحدى النقاط الإيجابية في صفوف الخضر، حيث ظهر لاعب أكاديميكا في كامل قواه البدنية، وساعدته تجربته على التأقلم بسرعة في وسط الدفاع؛ سواء مع مجيد بوقرة أو مع الياسين بن طيبة كادامورو، هذا الأخير لم يكن أقل مردودا من زملائه بعد غياب طويل عن التشكيلة الوطنية، حيث أظهر عزيمة كبيرة فوق أرضية الميدان، ونجح في إبعاد الكرات الخطيرة بالرغم من أن المدرب الوطني أدرجه هذه المرة في منصب غير متعود عليه، وظهر لاعب نادي مايوركا كعنصر يجيد مختلف الأدوار في الدفاع. ولا شك أن كادامورو سعى جاهدا من خلال مردوده الإيجابي، إلى استرجاع مكانته في التشكيلة الوطنية التي غاب عنها لفترة طويلة بسبب الإصابات والصعوبات التي واجهته خلال فترة التحويلات، بينما شكّل نبيل بن طالب أكبر مفاجأة في وسط الميدان بفضل قوّته البدنية ونضجه التكتيكي الذي أظهره كلاعب بارع في استرجاع الكرات، واستعمالها بسرعة في بعث الهجمات. وبات من الواضح أن لاعب توتنهام سيكون تهديدا مباشرا في هذا الدور للثنائي عدلان قديورة (نادي كريستال بالاس) ومهدي لحسن (نادي خيتافي)، لا سيما أن هذين اللاعبين يعانيان من نقص المنافسة الذي أوقعهما تحت تهديد الإقصاء من المشاركة في المونديال في حالة ما إذا بقيا في كرسي الاحتياط مع أنديتهما. كما برز أمام سلوفينيا وسط ميدان أنتر ميلانو سفير تايدر، الذي أبان عن إمكانات كبيرة في اللعب بفضل امتلاكه لاستعداد بدني جيد، سمح له بإسكات منتقديه الذين قلّلوا من دوره في صفوف الفريق الوطني وذهبوا إلى حد القول إن حليلوزيتش لم يصبح يعير اهتماما كبيرا لهذا العنصر مثلما رددوا بشأن لاعب النادي الإفريقي عبد المؤمن جابو، الذي كان بالنسبة لكل من شاهد اللقاء ضد سلوفينيا، أحد الجوانب الإيجابية في صفوف التشكيلة الأساسية؛ باعتباره كان وراء هدفي الخضر، فضلا عن الخطورة المستديمة التي شكلها على الدفاع السلوفيني كلما توغل بالكرة داخل منطقة العمليات. وقد لاحظ الجميع ارتياح حليلوزيتش لمردود جابو من خلال الحركة التي قام بها تجاه هذا الأخير عند استخلافه من طرف مهدي لحسن. وفي نظر المحللين، فإن بوسع جابو التحول إلى منسق اللعب في الهجوم في حالة ما إذا أمده التقني البوسني بالثقة اللازمة، التي ستحرره وستجعله يلعب بكل إمكاناته الفنية والبدنية. كما لم يغفل الجميع المردود الطيب الذي قدمه المهاجم سوداني؛ إذ أن لاعب دينامو زغرب فضلا عن فتحه لباب التسجيل، كان نشطا أمام مدافعي الفريق المنافس، الذين وجدوا صعوبة كبيرة لمراقبته إلى درجة أنهم استعملوا ضده الخشونة لشل تحركاته، في حين قل هذه المرة مردود إسلام سليماني، الذي ظهر معزولا في مقدمة الهجوم لعدم تلقّيه كرات كثيرة. ومما لا شك فيه، أن مباراة يوم الأربعاء الفارط أكدت أن تعداد الفريق الوطني أصبح غنيا بالفرديات ولا يمكن للمدرب وحيد حليلوزيتش أن يتحجج في المستقبل بوجود نقائص في المناصب بقدر ما يتعين عليه الآن التركيز على خلق الانسجام بين الخطوط الثلاثة، وإيجاد الميكانيزمات التي تسمح للفريق الوطني بإظهار قوّته الحقيقية في المونديال القادم، لا سيما أن كل من تتبع اللقاء ضد سلوفينيا أصبح متأكدا من قدرة الخضر على إحداث المفاجأة، مثلما جاء على لسان ملك كرة القدم البرازيلي بيلي. ومما قاله أيضا حليلوزيتش للصحيفة البوسنية ”دالي أفاز”، إن كثيرا من الصعوبات ستواجهه في الشهرين القادمين لاختيار اللاعبين الذين يستحقون البقاء ضمن تعداد الخضر. وأوضح: ”صحيح أننا فزنا أمام سلوفيينا، وهذا أمر جيد، لكني أظن أنني سأواجه صعوبات لانتقاء التشكيلة الأساسية، لا سيما أن الوقت يداهمنا، ونحن نفتقر إلى مباريات ودية خلال شهر ماي، لكني سأجد نفسي مضطرا لاستغلال التربص القادم في هذا الشهر لمحاولة الحفاظ على اللياقة البدنية للاعبين”. ولا شك أن المباراة الودية القادمة التي يلعبها الخضر ضد رومانيا يوم 4 جوان، ستضع وحيد حليلوزيتش في الصورة بخصوص استعدادات كل لاعبيه، لا سيما أنه تأكد أن المنتخب الجزائري سيواجه منافسا رومانيا، أبان عن قوة كبيرة في لقائه الودي الذي جمعه الأربعاء الفارط؛ حيث فرض التعادل على منتخب الأرجنتين.