دعا حزب صوت الشعب الجزائريين الى التحلي بالمزيد من اليقظة و الحذر لمواجهة فيروس كورونا المستجد و أكد في بيان له حول تطورات الوضع الصحي الذي تعيشه بلادنا تثمينه قرارات السلطات العمومية في تخفيف تخفيف إجراءات الحجر والترخيص بعودة بعض النشاطات التجارية وفيما يلي نص البيان : تبعا لتطورات الوضع الصحي الذي تعيشه بلادنا بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، وبناء على قرار السلطات العمومية تخفيف إجراءات الحجر والترخيص بعودة بعض النشاطات التجارية استجابة لانشغالات شريحة من المجتمع ومراعاة كذلك للظروف الاجتماعية للمواطنين، فإن حزب صوت الشعب يسجل موقفه حيال التدابير المتخذة وانعكاساتها الصحية. – وإذ يتفهم حزب صوت الشعب الدوافع التي حفزت الحكومة على رفع الأعباء الاقتصادية التي فرضتها عدوى كورونا، والتي تؤكد في النهاية وجود إرادة سياسية جادة، فإنه وبعد أسبوع من اتخاذ تدابير فكّ الخناق عن عدد من الأنشطة ذات الطابع التجاري يرى أنه قد حان الوقت لكي تتحمل لجنة اليقظة المكلفة بمتابعة ورصد تفشي الفيروس كامل مسؤولياتها المخول لها قانونا من أجل إجراء تقييم موضوعي وشامل للأوضاع لمساعدة وتوجيه السلطات العليا إلى تبني الخيارات الملائمة التي تضع صحة المواطنين فوق كل اعتبار. – يعبر حزب صوت الشعب عن انشغاله من الأرقام المعلن عنها لعدد المصابين بالعدوى منذ بداية شهر رمضان المبارك، ويسجل بكل أسف عدم التزام عامة المواطنين بشروط الوقاية ومعايير التباعد الاجتماعي رغم حملات التوعية والتحسيس، ويأمل في أن تكون سلوكات المواطن أكثر وعيا وفي مستوى الخطر الذي تمثله الجائحة. – من منطلق أن ضمان صحة وأمن المواطن من صميم مهام الدولة بمقتضى الدستور وقوانين الجمهورية السارية، يؤكد حزب صوت الشعب أن السلطات مطالبة بدورها بإعادة قراءة الوضع وتقييم الموقف بما يضمن سلامة الجميع من خلال تكييف تدابير الحجر الصحي خصوصا في المناطق الأكثر تضررا من العدوى. – يقترح حزب صوت الشعب في هذا الصدد العودة، وبأسرع وقت ممكن، إلى تبني آليات وقائية أكثر صرامة وتشددا وعدم التأخير بها لتفادي انتشار الفيروس على نطاق أوسع، من قبيل تفعيل الحجر الشامل الانتقائي، وهو ما من شأنه احتواء أية تهديدات ومخاطر قد لا تقوى منظومتنا الصحية على مواجهتها لا قدّر الله. – يتوجب في هذا الإطار على الحكومة أن تُبقي على أعلى درجات اليقظة، والاستعداد بكل حزم وجدية للتعاطي مع كل السيناريوهات الممكنة بما فيها الوضع في الحسبان احتمال استمرار الفيروس لمدة طويلة، وإرفاق ذلك بالتدابير الوقائية المناسبة التي تضمن استمرار مصالح الدولة. – لقد بات من الضروري أيضا أن يتحلى الجميع بروح المسؤولية في هذا الظرف الدقيق والمحنة الصحية غير المسبوقة التي نواجهها على غرار باقي بلدان العالم، وهي بكل تأكيد تتطلب تظافر الجهود لمساعدة الطواقم الطبية المرابطة في المستشفيات، وأضحى لزاما على عموم الجزائريين عدم استسهال الوضع والاستهانة به. – على ولاة الجمهورية أن يكونوا سندا قويا للجهود المبذولة على المستوى المركزي من خلال التحلي بالشجاعة في تقدير الموقف على المستوى المحلي بإجراءات كفيلة بحماية المواطنين حتى وإن اقتضى الأمر إعلان الحجر الشامل وفرض غلق تام للمناطق المتضررة من الجائحة مع توفير الحد الممكن من مواد تموين الأسواق ومحاربة المضاربة. – على الدولة أن تأخذ بعين الاعتبار الوضع الاجتماعي للكثير من العائلات العاجزة عن الحصول على مستلزمات الوقاية من فيروس كورونا، وتقديم يد المساعدة للفئات الهشة أينما كانت حرصا على تحقيق مبدأ الطابع الاجتماعي للدولة الذي ما فتئ رئيس الجمهورية يدافع عنه. – وبفعل الأضرار الجانبية التي تركها فيروس كورونا "كوفيد 19" على منظومة التعليم بكل أطوارها، يحيي حزب صوت الشعب قرار تعليق الدراسة حتى إشعار آخر حفاظا على صحة المتمدرسين وأسرة التعليم عموما، ويدعو بالمناسبة القطاعات الوزارية المعنية إلى تقديم حلول عملية من شأنها تهدئة النفوس وطمأنة التلاميذ وأوليائهم، خاصة أولئك المقبلين على الامتحانات الرسمية، ويرى الحزب أنه من الضروري تأجيل امتحانات البكالوريا والتعليم المتوسط والابتدائي إلى شهر سبتمبر كإجراء احترازي استثنائي يضمن على الأقل استدراك ما ضاع من وقت ودروس خلال الفترة الماضية واللاحقة بناء على طلب الشركاء الاجتماعيين. – وفي هذه الظروف يجدد حزب صوت الشعب توجيه خالص عبارات التقدير والعرفان والامتنان إلى كل الأطقم الطبية الساهرة على سلامة الجزائريين عبر ربوع الوطن، كما يخص بالثناء جهود ومساعي كل الأسلاك من أفراد الجيش الوطني الشعبي والدرك الوطني والأمن الوطني والحماية المدنية وكل المساهمين في التصدي لهذا الوباء بدون استثناء. – يترحم حزب صوت الشعب على أرواح كل المتوفين بسبب هذا الفيروس، ويتوجه بخالص عبارات المواساة والتضامن مع كل العائلات التي فقدت عزيزا لها أو تضررت من هذه الجائحة، ويسأل الله العلي القدير الشفاء العاجل لكل المصابين، وأن يعجل برفع هذا الوباء ودفع البلاء وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه.