أكدت مؤسسة الفكر العربي، ضمن تقريرها السنوي عن أبرز النشاطات الثقافية والأدبية والفكرية في العالم العربي، الذي أصدرته مؤخراً، أن إجمالي الكتب المنشورة بلغت 27809 كتاب، منها نسبة 15٪ فقط تمثل العلوم والمعارف، فيما وصل رقم الكتب المخصصة لمجالات الأدب والأديان والإنسانيات 65 ٪. وفي مقارنة أجرتها بين ما يستهلكه المواطن العربي ونظيره الانجليزي، أظهرت هذه الأخيرة أن نصيب الأول لا يتعدى 12000 كتاب لكل مواطن عربي مقابل 500 لكل انجليزي، أي بمعدل قرائي لا يتجاوز خط 4 ٪. وفيما يتعلق بالصناعات الثقافية في العالم العربي، أبرزت ذات المؤسسة، أن حظها ضئيل هو الآخر، حيث أنه لا يشكل سوى نسبة تتراوح ما بين 5 و10 ٪ من قيمة المنتجات في العالم، مشيرة إلى أن العالم العربي يصنع في حدٍ أقصاه 53 و40 ٪ من حاجته لمادة الورق، بينما يستورد ما يقارب 65 ٪ في واحدة من الصناعات الثقافية المهمة ذات الارتباط الوثيق بالأمن القومي، في حين أن للسودان فائضا من المواد الخام لصناعة الورق، وعوض أن يتم استثمار هذه الثروة، يقوم هذا البلد بدفع مبالغ مرتفعة قصد التخلص منها بوصفها نفايات! وأورد التقرير في حصيلته، أرقاماً مهمة حول الفضائيات العربية، التي بلغت مجتمعة 582 فضائية، وهو رقم في ارتفاع مستمر، ناهيك عن القنوات الفضائية المتخصصة، التي حصلت منها قنوات الأدب والثقافة نسبة متدنية لا تفوق 4.8، موازاةً مع القنوات الدينية وقنوات الأغاني، التي حققت كل منهما نسبة 19 ٪ و10 ٪ على التوالي. إلى جانب ذلك، أشار تقرير مؤسسة الفكر العربي، إلى ظاهرة المدونات العربية على شبكة الانترنت، والمقدرة بنحو 490000 مدَوّنة، أي بما لا يتخطّى 7 ٪ من مجموع المدونات على المستوى العالمي، وقد احتلت مصر لوحدها نسبة 31 ٪، متقدمة بذلك على كافة الدول العربية. وذكر التقرير أسباباً ودوافع عديدة لاستعمال الانترنت، يأتي الترفيه على رأسها بنسبة 46 ٪، مقابل 26 ٪ وهي النسبة التي تعبّر عن حاجة المواطن العربي للمعلومة. في ذات السياق، أبرز التقرير أن العالم العربي لا يملك سوى 41745 موقع إلكتروني، بناءً على إحصائية العام الماضي، بما يعادل 0.026 من إجمالي عدد المواقع العالمية، تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة مقدمة المراتب في استخدام الانترنت بنسبة 33 ٪ نظير 7 ٪ لصالح سوريا.