الفريق أول السعيد شنقريحة يؤكد: يجب التيقظ والاحتراس و تنفيذ المهام بدقة وصرامة    ممثلا لرئيس الجمهورية: العرباوي يشارك في قمة المؤسسة الدولية للتنمية بكينيا    وزارة التربية تضبط ترتيبات العملية: تعليمات بتسجيل التلاميذ الجدد في المدارس القريبة من الإقامة    بعد الإعلان عن خفْض الفوائد البنكية على قروض الاستثمار: قرارات الحكومة تريح المستثمرين    سونلغاز تفتح أزيد من 550 منصب شغل بولايات الجنوب    لموقفها الداعم لحق الفلسطينيين قولا وفعلا: هنية يعبر عن إجلاله وإكباره للجزائر    حراك الجامعات الأميركية يمتد إلى كندا وأوروبا وآسيا    بعد مسيرة تحكيمية دامت 20 سنة: بوكواسة يودع الملاعب بطريقة خاصة    3 تذاكر ضاعت في نهاية الأسبوع: الثنائي معمري يرفع عدد المتأهلين إلى دورة الأولمبياد    تهيئة عدة شوارع للقضاء على مظاهر الترييف: 110 ملايير لربط 1300 سكن بالكهرباء في الطارف    لحماية سكيكدة من الفيضانات: وزير الري يوافق على تسجيل مشروع سد بوشطاطة    وزيرة التضامن كوثر كريكو: الجزائر وفرت الآليات الكفيلة بحماية المسنين    مختصون يشرحون آليات التدخل ويقترحون حلولا    عون أشرف على العملية من مصنع "نوفونورديسك" ببوفاريك: الجزائر تشرع في تصدير الأنسولين إلى السعودية    اتحاد العاصمة لم يلعب مقابلة أمس    لأول مرة في الجزائر: «اتصالات الجزائر» ترفع سرعة تدفق الانترنت إلى 1 جيغا    اتفاق على استمرار وتوسيع التشاور مع باقي الفصائل الفلسطينية    مساهمة جزائرية كبيرة في البنك الإسلامي للتنمية    الجزائر-قطر..علاقات متميّزة وتوافق حول أمّهات القضايا    دور الجزائر سمح بتحقيق نجاحات دبلوماسية كبيرة لصالح فلسطين    يعيشون وضعية صعبة مع فرقهم: قبل توقف جوان.. 3 لاعبين يثيرون المخاوف في صفوف "الخضر"    مخلفة خسائر في الأرواح والمعدات في صفوف قوات الاحتلال: الجيش الشعبي الصحراوي يستهدف قواعد عسكرية مغربية    مواجهة كل من يسيء للمرجعية الدينية ولثورة نوفمبر    تحدّ آخر يرفعه الرئيس تبون.. وإنجاز تاريخي    القضاء على إرهابي بالناحية العسكرية الأولى بالشلف    بطولة إفريقيا لكرة الطائرة/ سيدات: فوز مشعل بجاية مام آسيك ميموزا الإيفواري    قسنطينة: دخول "قريبا" فندق سيرتا العمومي حيز الخدمة بعد إعادة تهيئته    تعزيز القدرات والمهارات لفائدة منظومة الحج والعمرة    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي: انطلاق ورشات تكوينية في مهن السينما لفائدة 70 شابا    برج بوعريريج.. 7 مخازن عملاقة لإنجاح موسم الحصاد    التراث.. ثابت في مكوّنات الهوية الوطنية    الصحراء الغربية: إبراز دور وسائل الإعلام في إنهاء الاستعمار خلال ندوة بالإكوادور    باتنة: إجراء عمليات زرع الكلى بحضور أطباء موريتانيين    الصهاينة يتوحّشون في الضّفة    لحوم الإبل غنية بالألياف والمعادن والفيتامينات    داس عنابة يؤكد: مرافقة قوية لمسنين دار الصفصاف لإدماجهم اجتماعيا وتدعيمهم صحيا    الكرة الطائرة/ بطولة إفريقيا للأندية/سيدات: جمعية بجاية تتغلب على ليتو تايم الكاميروني (3-2)    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 34 ألفا و454 شهيدا    الرئيس يكرّم قضاة متقاعدين    الجزائر الجديدة.. إنجازات ضخمة ومشاريع كبرى    قسنطينة: السيد ديدوش يعاين عديد المشاريع الخاصة بقطاعه    وزير التربية لجمهورية زامبيا يزور جامعة الجزائر 1    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة بالنسبة لمطار أدرار    فلسطين : العدوان الإرهابي على قطاع غزة من أبشع الحروب التي عرفها التاريخ    غرداية : اقتراح عدة معالم تاريخية لتصنيفها تراثا ثقافيا    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    مباشرة إجراءات إنجاز مشروع لإنتاج الحليب المجفف    أكتب لأعيش    شبان "المحاربين" يضيّعون اللقب    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    رياض محرز ينتقد التحكيم ويعترف بتراجع مستواه    إنجاز جداريات تزيينية بوهران    15 ماي آخر أجل لاستقبال الأفلام المرشحة    منظمة الصحة العالمية ترصد إفراطا في استخدام المضادات الحيوية بين مرضى "كوفيد-19"    حج 2024 : استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    دروس من قصة نبي الله أيوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هكذا تعرضت سفينة ''الأخوة'' للقرصنة الإسرائيلية
نشر في المستقبل يوم 16 - 02 - 2009

بعد رحلة قارب ''الكرامة '' منذ شهر ونيف باتجاه غزة لكسر الحصار، والذي كان على متنه الزميلان الصحفيان عثمان البتيري وسامي الحاج والذي تم إرجاعه بعد أن تم الاعتداء عليهم من طرف العدو الصهيوني وتهشيم الجزء الامامي منه، هذه الحادثة لم تمنع زميلتنا سلام خضر التي شدت الرحال الى غزة على متن قارب الاخوة حيث وجدت نفسها بين وابل من الرصاص العدو الإسرائيلي وإنزال جوي وتطويق بالزوارق المطاطية، فتم احتجازها هي ومن معها لمدة 11ساعة، قبل أن يطلق سراحهم في نفس اليوم. وقد اقتربت'' المستقبل'' منها وكان لنا هذا الحوار لمعرفة‮ كل‮ حيثيات‮ هذه‮ الرحلة‮ وما‮ اختلجها‮ من‮ مخاطر‮ كادت‮ تؤدي‮ بحياتها‮ مع‮ طاقم‮ الباخرة‮.‬
المستقبل‮: تحية‮ إعلامية‮ من‮ جريدة‮ ''‬المستقبل‮'' الى‮ زميلتنا‮ سلام‮ خضر‮ والحمد‮ لله‮ على‮ إطلاق‮ سراحك؟‬
سلام‮ خضر‮: أهلا‮ وسهلا‮ بكم‮ وشعور‮ متبادل‮ وأنا‮ شاكرة‮ جدا‮ لمبادرتكم‮.‬
‮ من‮ الذي‮ دعا‮ أو‮ نظم‮ باخرة‮ ''‬الاخوة‮'' لكسر‮ الحصار‮ على‮ غزة‮ الجريحة؟
نظم قارب (الاخوة) من طرف اللجنة الوطنية اللبنانية لكسر الحصار على غزة وانضمت إليها جمعية أهلية، فأخبرنا ادراة قناة الجزيرة بالدوحة عن الباخرة المتوجهة إلى غزة، فقررت إرسال فريق عمل ليغطي الحدث سواء دخلت ام لم تدخل عملا بمبدأ أينما يكون الحدث نتواجد.
‮ ما‮ سبب‮ مشاركتكم‮ ومن‮ اختارك‮ انت‮ على‮ وجه‮ الخصوص؟
كنا قد أخبرنا إدارة قناة الجزيرة بتوجه الباخرة، فقررت إرسال فريق عمل لتغطية الحدث سواء كنا كسرنا الحصار ودخلنا او لم ندخلو اما اختياري فكنت قد استُشرتُ فلم أتردد لحظة واحدة وأما زميلي محمد مصور الجزيرة فكان بدوره يرغب في الذهاب وكنا انطلقنا من مبدأ إعلامي‮ أينما‮ يكون‮ الحدث‮ نتواجد‮.‬
‮ لكن‮ منذ‮ أكثر‮ من‮ شهر‮ ونصف‮ كانت‮ باخرة‮ (‬الكرامة‮) قد‮ أبحرت‮ وكان‮ على‮ متنها‮ الزميلان‮ سامي‮ الحاج‮ وعثمان‮ البتيري‮ ألم‮ تعتبري‮ وتتعظي‮ من‮ تجربتهم‮ التي‮ تعرضوا‮ فيها‮ لاعتداء‮ كاد‮ يكلفهم‮ حياتهم؟
صحيح لقد تعرضوا لعملية قتل بما تحمله الكلمة من معنى، وإلا كيف نفسر اصطدام بارجة بحرية بقاربهم، وقد نجوا بأعجوبة، لكن نحن كنا من الاول ندرك حجم المضايقات بل الاعتداءات وقد عودنا الاسرائيليون على أنهم لا يفرقون بين إعلامي ومدني وناشط إنساني، كنا ندرك تماما‮ الرحلة‮ لكسر‮ الحصار‮ على‮ غزة‮ لن‮ تكون‮ نزهة‮.‬
‮ لماذا‮ اخترتم‮ ميناء‮ طرابلس‮ ومن‮ كان‮ على‮ متن‮ الباخرة‮ وما‮ حجم‮ ونوع‮ الشحنة؟
اللجنة المنظمة هي التي اختارته لأن ميناء طرابلس ميناء تجاري والباخرة كانت باخرة تجارية مخصصة للشحن ويملكها رجل أعمال فلسطيني ومكتبها في طرابلس، وكانت على متنها شحنة تقدر بحوالي 06 طنا وهي خليط من مواد غذائية ومعدات طبية ولعب للاطفال ووحدات دم البلازما، وكان بها 01 أشخاص يمثلون طاقم الباخرة من ربان وتقنيين ومهندسين وطباخ بالاضافة الى 9 اشخاص منهم نحن 4 صحفيين، أنا ومحمد عليق مصور الجزيرة والزميلة أورغريت دندش مراسلة التلفزيون اللبناني''نيو تي في''، وزميلها المصور من نفس القناة مازن ماجد، و5 ناشطين ورجال دين وهم الدكتور هاني سليمان ناشط في لجنة المبادرة واليرون الكبوشي مطران القدس المنفي والشيخ داوود مصطفى رئيس رابطة علماء فلسطين والشيخ اللبناني صلاح الدين العليلي، وانضمت إلينا ناشطة اسكتلندية في حركة غزة الحرة في ميناء لارنكا.
‮ كيف‮ كانت‮ الرحلة‮ الى‮ ميناء‮ رلانكا؟‮
الرحلة دامت حوالي 21 ساعة من شاطىء طرابلس، كان البحر هادئا والدلافين ترافقنا حتى أني اذكر ان ربان السفينة قال للزملاء انظروا انهم ملائكة البحر لنأخذهم معنا الى غزة، وقد شعرنا أن الدلافين كانت تتحسس أطفال غزة من خلال مرافقتها لنا لكسر حصار غزة وبالتاكيد‮ هي‮ أرحم‮ وأحنّ‮ من‮ ال‮''‬ف‮ 61'' والفسفور‮ الابيض‮.‬
‮ كيف‮ تعاملوا‮ معكم‮ في‮ لارنكا‮ وما‮ هي‮ الاجراءات‮ التي‮ خضعتم‮ لها؟‮
رسونا قرب ميناء لارنكا، فتقدمت الينا شرطة الموانىء القبرصية على متن قارب، تم تفتيشنا وتفتيش الباخرة والشحنة، كميتها ونوعيتها وفتشوا ربان الباخرة والطاقم المرافق له وحتى الوثائق والبيانات الشخصية التي كانت بحوزة الربان، وقبل ذلك كان قد تم ارسال قائمة الى‮ ميناء‮ لارنكا‮ تحمل‮ اسماء‮ الطاقم‮ والمسافرين‮ والمؤسسات‮ التي‮ ينتمون‮ اليها‮ وهنا‮ كما‮ اخبرتك‮ انظمت‮ الينا‮ الناشطة‮ الاسكتلندية‮ وهي‮ ناشطة‮ في‮ حركة‮ غزة‮ الحرة‮.‬
‮ كيف‮ كانت‮ الرحلة‮ الى‮ غزة؟‮
بعد ان استكملنا الاجراءات في ميناء لارنكا يوم 4209002 ابحرنا باتجاه غزة لكن بالمقابل بدأت المضايقات الاسرائيلية بعد أن اخترقوا موجة الباخرة التي كنا على متنها وكانوا يتصلون على اللاسلكي وأخذوا يتوعدون ويهددون، ويقولون ''إن غزة محاصرة ومن غير المسموح كسر هذا الحصار، ونحن نعرف أنكم متوجهون لغزة وقد أعذر من أنذر. نحن سنفعل وليس فقط نتكلم''، وكان يرد عليهم الربان بأن باخرة ذات مهمة إنسانية وعلى متنها رجال دين وصحفيون، لكنهم واصلوا تهديداتهم خاصة في الليل، وفي يوم الخميس صباحا 529002 وبحدود العاشرة صباحا‮ اشتد‮ الامر‮ وبدأوا‮ بالمطاردة‮ وبإطلاق‮ النار‮ نحونا‮ وعلى‮ السفينة‮ حوالي‮ ثلاث‮ مرات،‮ لكن‮ القبطان‮ لم‮ يتوقف‮.‬
‮ كيف‮ تم‮ تطويقكم‮ وحجزكم‮ وأين؟
المطاردة والملاحقة تمت في المياه المصرية وأنا متاكدة جدا من هذا، لاني سألت القبطان فقال نحن على بعد 4 أميال عن ميناء العريش ،اما المكان الذي تم فيه احتجازنا لست متأكدة اين بالتحديد، لأن المسألة تقنية بالكامل والقبطان هو الكفيل بالاجابة عن مكان الحجز، وتم‮ ذالك‮ عن‮ طريق‮ طائرة‮ مروحية‮ حيث‮ تم‮ إنزال‮ الجنود‮ واقتراب‮ الزوارق‮ المطاطية‮ من‮ الباخرة‮ وصعد‮ كان‮ يهم‮ بالصعود‮.‬‬ثلاثة‮ جنود‮ وكان‮ الباقي‮
‮ أين‮ كنت‮ بالتحديد‮ اثناء‮ اقتحام‮ الباخرة‮ والاعتداء‮ عليكم؟
كنت بقرب قمرة القيادة وكان محمد زميلي يصور الاقتحام وكنت في تغطية مباشرة مع الجزيرة، أعد لهم الزوارق وأنقل المشهد حيث تقدم الي الجندي وأراد نتزاع هاتف الثريا مني وكنت أقاوم للظفر بأكثر وقت من الاتصال مع الجزيرة حتى انقل لهم كيف يعتدون علينا ويضربوننا حيث‮ ضربني‮ بأخمص‮ المسدس‮ ثلاث‮ مرات‮ على‮ مستوى‮ الراس‮ وانتزع‮ مني‮ الهاتف‮ ودفعني‮ ارضا‮ وكنا‮ نقول‮ لهم‮ نحن‮ صحفيون،‮ كانوا‮ يشتموننا‮ بالإنجيلزية‮ بكلمات‮ بذيئة‮ ومبتذلة‮.‬
‮ هل‮ تم‮ ضرب‮ الجميع‮ ؟
تم الاعتداء اولا على الدكتور هاني سليمان وقد ضرب ضربا مبرحا حيث جرح على مستوى الجبين وكذلك على زميلتي أوغريت دندش حيث استعملوا الركل والرفس وأخمص البنادق والمسدسات، ثم تم تكبيلنا باشرطة بلاستيكية بيضاء على مستوى المعصمين وعصبوا أعيننا، وقد كان الدكتور هاني يقبع على سطح الباخرة في الشمس وهو يعاني مرضا في القلب في حين كنا نحن ثلاثة انا واورغريت وباليزا الاسكتلندنية في غرفة والباقي في غرفة وتم مصادرة كل شيء منا اجهزة كمبيوتر المحمولة والهواتف النقالة الشخصية والكاميرات الرقمية وكاميرات الجزيرة. تم تجريدنا‮ من‮ كل‮ شىء‮ حتى‮ من‮ ذواكر‮ الهاتف‮ والكاميرات‮ الرقمية‮.‬
‮ كيف‮ تم‮ التحقيق‮ معكم‮ وهل‮ كان‮ تعسفيا؟
عندما رست السفينة على ميناء ''اشدود'' صعد بعد ذلك محققون وكانوا بلباس مدني في حين كان كل الجنود على ظهر السفينة بالبزة العسكرية وكان عددهم 53 جنديا، وما ان دخل للغرفة التي كنا محتجزين فيها قال لي المحقق انت صحفية الجزيرة وقال انا اعرفك واتابعك. تم التحقيق معي 01دقائق وكنت مكبلة ومعصوبة العينين، ورفضت الادلاء باي اجابة ورفضت الفحص الطبي وكانت الاسئلة تدور حول البينات الشخصية، حيث قلت له كل ما تريده موجود على جواز سفري، فقال رد فعلك كان متوقعا، وانا الوحيدة التي حقق معي مرتين حيث استغرق التحقيق في‮ المرة‮ الثانية‮ 04‬دقيقة‮.‬
‮ لماذا‮ استدعيت‮ للمرة‮ الثانية‮ وكيف‮ كانت‮ حيثيات‮ هذه‮ الجولة‮ الثانية‮ من‮ التحقيق؟
تم استدعائي لانني في التحقيق الاول لم اجب على اي سؤال، وهنا تم سؤالي عن كل شيىء والمحقق الثاني ليس هو من حقق في الاول وكان يتكلم العربية بطلاقة حيث سالني عن جدي واين درست واين عملت ومتى سمعتم في ''الجزيرة'' بالرحلة، اي جامعة درست واي تخصص وهل أنت حاملة‮ لشهادة‮ ماجستير،‮ وسألني‮ عن‮ مناطق‮ في‮ لبنان‮ التي‮ اجتاحوها‮ في‮ 2891‬،‮ فقلت‮ له‮ اجيبك‮ شرط‮ أن‮ تجيبني‮ عن‮ أسألتي،‮ قال‮ إن‮ استطعت‮.‬
‮ من‮ اين‮ لك‮ برباطة‮ الجأش‮ وقد‮ كان‮ مصيرك‮ بين‮ ايديهم؟‮
لسنا ابطالا ولسنا مقاومة، هذه ردة فعل غريزية وممكن الطريقة التي احتجزونا بها وما صاحبها من ضرب وشتم كانت وراء ذلك، وممكن لاني صحفية حيث أجبته عن الاسئلة التي وجها إليّ ثم وجهت له اسئلتي فسالته: ما اسمك قال ابراهيم، لأي جهاز تنتمي قال إلى الامن الوطني الاسرائيلي‮ واظنه‮ من‮ شاباك،‮ لكنه‮ امتنع‮ عن‮ ذكر‮ لقبه‮ وعن‮ المكان‮ الذي‮ نحن‮ متواجدون‮ فيه‮.‬
‮ كم‮ دام‮ احتجازكم‮ وكيف‮ تم‮ الافراج‮ عنكم؟‮
الاحتجاز دام من حوالي 11 صباحا حتى01 ليلا، طلب مني الامضاء على ورقة كانت مكتوبة بالعبرية، قلت ما هذه قال هذه شهادة طبية ترفع عنا المسؤولية فرفضت الامضاء والتوقيع، قال نريد أن نأخذ لك صورة قلت له اخذتم لي مليون صورة، قال صورة بعد المليون لا تقدم ولا تؤخر،‮ قلت‮ له‮ ما‮ مكتوب‮ على‮ هذه‮ الورقة‮ التي‮ اتصور‮ معها،‮ قال‮ لن‮ أجيبك‮ إلا‮ بعد‮ أخذ‮ صورة،‮ اخذ‮ الصورة‮ وقال‮ الورقة‮ مكتوب‮ عليها‮ ''‬إفراج‮''‬
‮ اين‮ كانت‮ الوجهة‮ بعد‮ الافراج؟
منذ أن تم احتجازنا وما صاحبه من مراحل التحقيق الى الدقيقة التي افرج علينا، كل هذا تم على ظهر سفينة، حيث تم اخذنا الى مركبتين حديديتين مخصصتين لنقل السجناء، وسيارتي اسعاف وسيارة من دورية شرطة، اما المركبة التي وضعونا فيها مقسمة ثلاثة أقسام يحتوي القسم الاول على سائق والجندي المرافق له والقسم الثاني كان فيه دكتور هاني سليمان والطباخ ابو حسن والشيخ العليلي، والقسم الثالث كنت انا وزميلتي اورغريت وكانت هذه الاقسام الثلاثة مفصولة بسياج حديدي وحينها ادركنا أننا كنا متوجهين الى ناقورة.
‮ ماذا‮ شاهدت‮ اذن‮ من‮ أرض‮ فلسطين‮ وكيف‮ تقيمين‮ هذه‮ التجربة؟
بدءا، سعيدة جدا أني حظيت بالمشي ولو لخطوات على ارض فلسطين وشممت رائحة القدس ورأيت اضواء فلسطين من خلال شباك بارتفاع 01سم لكنها كانت اوسع واجمل نافذة طللت من خلالها على اجمل واطيب مكان. انها فلسطين التي اتمنى ان اعود اليها باي طريقة واتمنى ان اعود الى‮ فلسطين‮ حرة‮ لا‮ مكبلة‮ (‬اغرورقت‮ عيناها‮) .‬
‮ من‮ كان‮ في‮ استقبالك‮ وهل‮ تم‮ تكريمك؟‮
اول من التقيت بها هي بشرة عبد الصمد وهي ليست مجرد زميلة هي اقرب الناس اليّ وتجمعني بها علاقة جد خاصة، ووالدتي استقبلتني في بيروت لخصوصية ناقورة العسكرية، وتلقيت التهاني من كل السلم الاداري لقناة الجزيرة وانهالت علي الاتصالات من كل زملائي الصحفيين ومن كل‮ الدول،‮ واما‮ هنا‮ في‮ لبنان‮ فتلقيت‮ التهاني‮ من‮ كل‮ الشرائح‮ والفعاليات‮ وتمت‮ دعوتنا‮ من‮ قبل‮ رئيس‮ الجمهورية‮ ميشال‮ سليمان‮ واستقبلنا‮ برفقة‮ وزير‮ الاعلام‮ السابق‮ والمنظمات‮ الفلسطينية‮ .‬
‮ ماذا‮ عن‮ زملائك‮ الصحفيين‮ الجزائريين‮ في‮ ''‬الجزيرة‮''‬؟
‮ كلهم‮ اتصلوا‮ واقدر‮ لهم‮ هذا‮ كثيرا‮. لم‮ يقصروا‮ معي‮ واتصل‮ بي‮ من‮ الجزائر‮ الصحفي‮ صهيب‮ شريط‮ وكذلك‮ اخرين‮ من‮ الجزائر‮ ومن‮ الاسرة‮ الاعلامية‮ لا‮ تحضرني‮ اسماؤهم‮ فقط‮.‬
‮ ما‮ تعليقك‮ وتقييمك‮ للارمادة‮ من‮ الصحفيين‮ الجزائرين‮ في‮ قناة‮ الجزيرة؛‮ خديجة‮ بن‮ قنة‮ وفيروز‮ زياني‮ وعبد‮ القادر‮ عياض؟
- (قاطعتني) انا لا اسمح لنفسي اطلاقا ان اقيم عمالقة مثل هؤلاء ولا أجرؤ على أن أقيم أداءهم، فكلهم رائعون وعلى مستوى عال ورفيع من المهنية والاداء. انا اقتدي بالسيدة خديجة بن قنة والسيدة فيروز زياني لما يتمتعن به من هدوء وسكينة واتزان وانسانية واحترام كبير وتواضع عظيم، ناهيك عن الاحترافية والمصداقية التي تتمتعان بها الى اقصى حدود، وكذلك عبد القادر عياض وعبد الحق صداح ونور الدين بوزيان ومحمد حنيبش، كلهم رائعون والجزائر لا بد أن تفتخر برجالها وسيداتها سواء كانوا من الاسرة الاعلامية او غيرها.
‮ ‮ ماذا‮ تعرفين‮ عن‮ الجزائر؟
أووووووووووو.. الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد، اعرفها وانا طفلة. حدثتني عنها جدتي ووالدتي ثم قرأت عن ثورتها المجيدة في المناهج الدراسية اللبنانية وقرأت وسمعت عنها كثيرا، وتساءلات عنها كثير أيضا، وأعرف كيف دك الجيش الفرنسي قرى ومدنا وبلدات واستشهد كل من فيها، واعرف رموزها بن بلة وبومدين وفخامة الرئيس بوتفليقة، ولم اكن احلم اني التقي جميلة بوحيرد التي كنت أقرأ عنها في تاريخ الجزائر. فقد التقيتها منذ أسبوعين عندما جاءت الى جنوب لبنان، واصدقك القول أني أجريت معها حوارا، وعندما كنت أقدم لها الميكرفون‮ كان‮ يرتج‮ ويدي‮ ترتجف؛‮ ولقاؤها‮ بحد‮ ذاته‮ هو‮ هبة‮ وكرم‮ من‮ الله‮ لانها‮ ظهرت‮ مع‮ جمال‮ عبد‮ الناصر‮ ومنها‮ لم‮ تظهر،‮ واندهشت‮ جدا‮ كيف‮ وهي‮ في‮ عمر‮ 47 سنة،‮ بهذه‮ المعالم‮ والتفاصيل‮ الثورية‮.‬
‮ هل‮ يمكننا‮ معرفة‮ تفاصيل‮ زيارتك‮ إلى‮ الجزائر؟
زرت الجزائر في ديسمبر 1002 في تغطية لقناة لبنانية'' آم تي في''. كان هناك مؤتمر اقتصادي لتمويل المشاريع الاقتصادية المتوسطة والصغيرة، تم استقبالنا في قاعة التشريفات بمطار الجزائر، كانوا جد كرماء. بقيت في الجزائر 4 ايام وهي على فكرة تشبه كثيرا بيروت سواء من‮ حيث‮ طراز‮ العمران‮ الفرنسي‮ او‮ من‮ حيث‮ مناخها‮ واطلالتها‮ على‮ شاطىء‮ البحر‮ الابيض‮ المتوسط‮.‬
‮ في‮ 1002 كانت‮ الجزائر‮ بدأت‮ تنعم‮ بالمصالحة‮ واخذت‮ تستعيد‮ عافيتها‮ كيف‮ كنت‮ تعايشين‮ احداث‮ الجزائر‮ المؤلمة‮ في‮ العشرية‮ السوداء‮ قبل‮ زيارتك‮ إلى‮ الجزائر؟
‮ تابعت‮ اخبار‮ الجزائر‮ على‮ وكالات‮ رويتز‮ والقنوات‮ المحلية،‮ وتألمت‮ لفظاعة‮ الجرائم‮ وتلك‮ الصور‮ المؤلمة‮ مازلت‮ اتذكرها‮ واختزنها‮ في‮ ذهني،‮ وهي‮ صور‮ ومشاهد‮ جد‮ قاسية‮.‬
‮ لكن‮ ما‮ قراءتك‮ لاستبيان‮ ''‬الجزيرة‮ نت‮'' الذي‮ جاء‮ بهذه‮ الصيغة‮ (‬هل‮ تؤيد‮ استمرار‮ الاعمال‮ الاجرامية‮ في‮ الجزائر‮)‬؟
هذا السؤال لا استطيع الجواب عليه لأسباب عدة من بينها ان الاستبيان فُهم خطأ-على ما اعتقد- بالنظر لما ما كان يحدث في الجزائر ولشعبها الاعزل من همجية الارهاب، وأظن طرح السؤال لم يفهم، ووقع اللبس لأن في ''الجزيرة'' او غير الجزيرة لا أحد يريد أن يرى الجزائر‮ الا‮ وهي‮ مستقلة‮ وحرة‮ وذات‮ سيادة‮.
‮ على‮ هامش‮ هذا‮ المؤتمر‮ الاقتصادي‮ كيف‮ كانت‮ جولتك‮ في‮ الجزائر‮ وما‮ الذي‮ مازال‮ يذكرك‮ بها؟
زرت مقام الشهيد ولفت انتباهي مدى اعتزاز واحتفاظ وعناية الجزائريين بثورتهم المجيدة، وزرت باب الواد لرؤية ما خلفته الفيضانات، واذكر كيف تسللنا من فندق الهيلتون الذي كنا نقيم فيه واستأجرنا سيارة لنتجول في العاصمة، لانهم كانوا يحذروننا من الخروج خوف حدوث اي‮ مكروه‮ لنا،‮ كنت‮ اتردد‮ على‮ مطعم‮ بالقرب‮ من‮ البرلمان‮ الجزائري‮ ونال‮ إعجابي‮ جدا‮ طبق‮ الكسكس‮ وكذلك‮ الخبز‮ الجزائري‮.‬
الجزائر‮ مقبلة‮ بعد‮ أسابيع‮ على‮ استحقاق‮ انتخابي‮ هام‮ متمثل‮ في‮ الانتخابات‮ الرئاسية،‮ كيف‮ ترين‮ ذلك‮ ؟
اتمنى العودة الى الجزائر مرة ثانية لتغطية الأحداث بها ،و الجزائر ليست الأخبار الأمنية و التفجيرات الإرهابية فقط، وهنا اخبرك أنه في سنة 7991 عندما كنت طالبة في السنة الثانية، كنت قد قدمت بحثا يتناول الانتخابات الجزائرية وتغطيتها اعلاميا، وانجزته بالاعتماد‮ على‮ ارشيف‮ الصحف‮ الجزائرية‮ في‮ إطار‮ دراسة‮ مقارنة‮. وأذكر‮ جيدا‮ أني‮ أخذت‮ تقدير‮ جيد‮ جدا‮ على‮ هذا‮ البحث‮.‬
‮ كونك‮ إعلامية‮ متخصصة‮ في‮ المجال‮ الاقتصادي‮ وكنت‮ قد‮ زرت‮ الجزائر‮ في‮ مناسبة‮ اقتصادية‮ ماذا‮ تعرفين‮ عن‮ الاقتصاد‮ الجزائري؟‮
عندما زرت الجزائر وبعد كل الذين تكلمت إليهم من النخبة أو العامة وجدت نفسي امام بلد غني بموارده الطبيعية التي يستحق الشعب الجزائري ان ينعم بها، وهي موارد طبيعية لا بد ان تستغل وان يتم الاستثمار في العنصر والكادر البشري، ولا اميل الى انجراف دول باكملها الى الاستثمار العقاري والسياحي مثل ما يجري في لبنان حاليا، والجزائر وحتى باقي الدول العربية محتاجة لاستثمار في القطاع البشري يصب في خانة خلق فرص عمل من أجل النهوض بكل القطاعات حتى لا يكون الاستثمار ريعيا، وهنا اخبرك أن رئيس القسم الاقتصادي في قناة الجزيرة‮ حازم‮ غندير‮ جزائري‮ وهو‮ مديري‮ وأعطاني‮ فكرة‮ عميقة‮ وواضحة‮ عن‮ قوة‮ وضخامة‮ الموارد‮ الطبيعية‮ الجزائرية‮.‬
‮ ما‮ سر‮ غياب‮ المواضيع‮ الجزائرية‮ على‮ مستوى‮ الاعلام‮ اللبناني‮ هل‮ هذا‮ جفاء‮ ام‮ قطيعة؟
ليس جفاء ولا قطيعة، ولكن السبب أوعزه الى انغلاق الاعلام اللبناني على القضايا المحلية وخاصة منذ ثلاث سنوات وما صحابها من أحداث كبيرة، والسبب الثاني ممكن الاعلام في لبنان ليس له السيولة المالية الضخمة حتى يواكب كل ما يحدث في المغرب العربي والجزائر بالتحديد، وممكن أيضا لأن الجزائر ليست دولة من دول الجوار او الاقليمية التي لها تأثير مباشر على مستوى الداخل اللبناني، لكن وجودكم هنا هو فأل خير، وأنا أدعو الصحفيين الجزائريين أن يهتموا كذلك بالشأن اللبناني وبملفاته الداخلية، واتمنى ان يتعزز التبادل الثقافي والعلمي‮ حتى‮ يتيح‮ أكثر‮ مجالا‮ للتواصل‮ ولا‮ سيما‮ الاعلامي‮.‬
‮ قبل‮ أن‮ اختم‮ لقائي‮ معك‮ هل‮ من‮ أشياء‮ أردت‮ أن‮ تدلي‮ بها‮ عبر‮ جريدتنا؟
‮ اعتذر‮ لغزة‮ لانها‮ تحت‮ الحصار‮ ولم‮ اصل‮ اليها،‮ وأشكر‮ فلسطين‮ لأني‮ رأيت‮ فلسطين‮ واعتذر‮ جدا‮ من‮ غزة‮ لاني‮ كنت‮ أريد‮ نقل‮ الخبر‮ فصرت‮ أنا‮ الخبر‮ -‬للاسف‮ طبعا‮-
‮ كلمتك‮ للجزائر‮ وقراء‮ جريدة‮ ''‬المستقبل‮''‬؟
أنا جد فخورة بتواجدكم هنا معنا وبيننا ومقابلتكم الصحفية فخر لي وممتنة لمبادرتكم للقائي وأتمنى لجريدتكم المزيد من النجاح والتألق، كما أتمنى أن ازور الجزائر مرة ثانية سواء في مهمة صحفية او غيرها، ووعد سأزور جريدتكم وتحياتي، وشكري الكبير والكثير لشعبي‮ وبلدي‮ الثاني‮ الجزائر‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.