أطفئت أضواء الطبعة السادسة للمهرجان الوطني للمسرح الجامعي نهاية الأسبوع الماضي بدار الثقافة إبن رشد بالجلفة بنكهة التكريمات والتتويجات بعد تنافس على مدار 6 أيام بين الفرق المسرحية المشاركة التي ملأت ركح المسرح صخبا وإمتاعا وإبداعا في أجواء طلابية حماسية أضفت ابتهاجا على الأداء المسرحي الذي كان على مرأى من لجنة التحكيم التي تتبعت وسجلت "النقاط" ، كان لليوم الختامي شأوته وسط حضور العقيد المتقاعد "أحمد بن الشريف" الذي كان "برنوس" المهرجان ولم تنل منه السنون واستقبل بتصفيقات حارة للرجل وللتاريخ الذي يبقى راصعا ومخلدا في الذاكرة، العقيد كان مرفوقا بحرمه التي تابعت تكريم زوجها الذي دون سجله بأحرف من نور. حضور بن الشريف صاحبه غياب والي ولاية الجلفة دون توضيح أسباب ذلك ومثله الأمين العام للولاية، بداية الحفل بتكريم خاص لضيفي الشرف الفنان محمد عجايمي الذي تزين بقشابية نايلية والفنانة المتألقة السيدة بهية راشدي التي أهديت فستانا تقليديا وسلسلة، وقدم الفكاهي توفيق مزغاش مونولوجا قصيرا ثم كرم الدكتور حمزة بن قرينة من جامعة ورقلة وهو الذي قضى ما يقارب 20 سنة بروسيا ينهل العلم وظل يشده الحنين لوطنه بمقولته المشهورة " كلما عشت هناك أكثر زادت ولعتي وحبي لوطني أكثر"، وأبدع الفنان الدكتور محمد جهيد في ارتجال مونولوج يوميات طالب جامعي تفاعل معه الحضور وأغرقهم في ضحك هستيري بتلقائية الحركة والمعاني السهلة التي لخص بها المسيرة الدراسية من الابتدائي حتى الجامعي في تشريح غير مباشر لواقع الدراسة الجامعية بسلبياتها وعراقيلها و" مساوماتها " المونولوج اختصر مسافة الزمن الدراسي بين الآمال والطموحات والوضع الجامعي المترهل، وشرح رئيس لجنة التحكيم الدكتور نور الدين عمرون أبرز التوصيات التي خرجت بها اللجنة بدءا من غرس الثقافة الحوارية وإزالة العنف ويتطلب ذلك حسبه إنشاء فرق مسرحية في كل الإقامات الجامعية والجامعات وأوصت اللجنة الفرق المسرحية بوجوب توظيف النصوص المطبوعة أو النصوص المكتوبة من مسرحيين معروفين محافظة على البناء الدرامي في العروض المسرحية وأكد الدكتور عمرون على المحافظة على وحدة المكان والنص المسرحي، وحثت التوصيات على عرض كتب تختص بالمسرح أثناء أي مهرجان وتشكيل لجنة مشاهدة شهرين قبل إجراء المهرجان، والتمست اللجنة من المسارح ذات الطابع العمومي احتضان مخرجي المسرحيات أثناء التدريبات وخصصت شهادات تنويه وتشجيع لبعض الفرق المسرحية وختمت التوصيات بمناشدة وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالاعتماد الرسمي لمحافظة المهرجان، قاعة المحاضرات لدار الثقافة تزينت بخيمة نائلية أصيلة كرمز للمنطقة أطربت فيها فرقة أحمد لمين للفن البدوي بوصلات فنية بدوية تعكس روح المنطقة ذات التقاليد الراسخة، ولم ينس السيد إسماعيل نزار مؤسس المهرجان فنانين كبيرين أقعدهما المرض منذ فترة فكرما من بوابة الطبعة السادسة للمهرجان الوطني للمسرح الجامعي وهما محمد فراح الرازي الذي يبلغ 96 سنة وهو كاتب ومخرج منذ سنة 1947 وكان رئيس ديوان وزير الشباب والرياضة الأسبق السيد عبد العزيز بوتفليقة فتذكره المهرجان بالتفاتة علها تخفف عنه آلامه رفقة الملحن المعروف الفنان شريف قرطبي الذي لحن العشرات من الأناشيد والأوبيرات الخالدة وألم به المرض في نسيان غير مألوف ، وتوج المهرجان الوطني للمسرح الجامعي في طبعته السادسة فرقة نادي المسرح الجامعي ببسكرة بجائزة أحسن عرض مسرحي والتي عرضت مسرحية "شبا" التي خطفت الأضواء واستحقت التتويج ومنحت جائزة الأداء التمثيلي في الإلقاء للطالب عثمان سيداد من معسكر وجائزة الأداء الغنائي والصوتي الجيد لإقامة سطيف وجائزة النص الواقعي لمديرية الخدمات الجامعية بتبسة وجائزة ثاني أحسن أداء تمثيلي رجالي "مناصفة" بين الطالب بن حموش طارق من بجاية والطالب لبيب عبد القادر من تلمسان أما جائزة أحسن ممثل رجالي فعادت للطالبين دوكاني محمد من الجلفة وبلقاسم جلاصي من الوادي وجائزة أحسن أداء نسوي للطالبتين العياط العالية من الجزائر وبوذراع صونيا من جيجل وجائزة أحسن توظيف موسيقى لإقامة دالي إبراهيم بالجزائر وجائزة أحسن نص لفرحاني سهام من باتنة وجائزة أحسن إخراج لعمر هايل من جيجل، وتمكنت فرقة حوريات الركح من باتنة من حصد جائزة لجنة التحكيم، الختام كان على وقع الموسيقى وركض الخيالة وطلقات البارود في احتفالية وداع الطبعة السادسة من المهرجان الوطني للمسرح الجامعي الذي أعطى نوعا من الترفيه والفرحة بين الطلاب الذين ودعوا الجلفة التي استقبلتهم بتلقائية وعلى شمس لقاء آخر في الطبعة السابعة. إنطباعات * الفنان محمد عجايمي: " وأنا أمام شريحة الطلاب وأمام التاريخ والمجاهد العقيد أحمد بن الشريف أتمنى النجاحات ونحن بين أحضان الأم الحنون الجزائر التي يبقى فضلها كبيرا على الجميع". * الفنانة بهية راشدي: " أجدد تحياتي على كل المجهودات التي بذلت وشكرا للطلبة وبالصدفة لثاني مرة أقدم الجائزة لفرقة سطيف في هذه المدينة الجميلة،والمسرح ميدان صعب لكن فيه لذة خاصة" . * الفنانة فتيحة سلطان:" لقد كان هذا اللقاء جميلا ورائعا ظهرت فيه عدة مواهب زاده الكرم الجلفاوي" . * الدكتور حمزة بن قرينة: " إني أعترف بهذا التكريم ويجعلني أعمل لهذا الوطن وبكل صدق لقد أكد لي الأخ الأكبر من فرنسا في مكالمة هاتفية منذ قليل أنك في ولاية الكرم والجود وبين أهلك الذين يشرفونك". * محمد حمام مدير الإقامة الجامعية للبنات بالجلفة-عضو التحكيم-: " لقد هيأنا كل الظروف التي وفرها المدير الولائي للخدمات الجامعية بالجلفة السيد مصطفى بونعيم الذي له الفضل في احتضان الجلفة لهذا المهرجان في أول مبادرة من نوعها تهدف إلى إنعاش الحركة الطلابية وبعث روح التنافس الشريف وتفتيق الواهب التمثيلية، ويكفينا شكر الضيوف الذين أعجبوا بما قدم لهم كعربون محبة واستمرار وتفعيل دور الديوان الوطني للخدمات الجامعية". أصداء المهرجان * رئيس المجلس الشعبي الولائي انسحب بلا رجعة: لم يمكث رئيس المجلس الشعبي الولائي بالجلفة سوى دقائق لينسحب خلسة بلا رجعة ويكون قد أحس أنه المنتخب الوحيد أو أن غياب الوالي تركه "يتعالى" عن البقاء برغم وجود العقيد المتقاعد أحمد بن الشريف، وكان انسحاب رئيس المجلس الشعبي الولائي "لا حدث" لأن الأغلبية لم يشعر لا بوجوده ولا بخروجه. * غياب صورة الرئيس والعلم الوطني: فيما نصبت خيمة نائلية بقاعة المحاضرات لم تظهر أية صورة لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وحتى العلم الوطني خلال حفل الاختتام الذي لم يكن للعرض بل للتكريم لينسى المنظمون ودار الثقافة صورة الرئيس والمبررات غير واضحة والإجابة عند المنظمين ودار الثقافة إبن رشد. * بن الشريف يغطي عن المهرجان: "كان العقيد المتقاعد أحمد بن الشريف الشجرة التي صعدها المهرجان لتاريخه ومكانته ما أعطى صفة مميزة للمهرجان ليكون الشخصية الأبرز التي حضرت وغاب الآخرون، ورافقت العقيد حرمه التي تحدثت باقتضاب ل "الأمة العربية" عن المهرجان". * عن حب النساء: تجرأ رئيس لجنة التحكيم نور الدين عمرون في القول أن عضو لجنة التحكيم مباركة "يحب النساء كثيرا" وأعادها لعضو آخر ما اعتبر خروجا عن النص وعن تقاليد الجلفة لأن الكلام لا معنى له أصلا.
