انتفض صباح، أمس سكان حي 340 مسكن، ومواطنو عدد من الأحياء المجاورة الأخرى في أعقاب بدء إعدام مساحة خضراء تقع وسط نسيج عمراني بحي الصديقية، من طرف مصالح مديرية النقل لوهران، لغرض تحويلها إلى محطة دائمة لتوقف الحافلات، وذلك بعد أن تمّ الشروع في تسوية الأرضية المتربعة على مساحة 3 آلاف متر مربع والمُصنفة، بحسب المخطط المعماري كمساحة خضراء. وقد قام المنتفضون بالتجمع قدام الطريق الفاصل ما بين الحي السكني المعروف بعمارات "طلاين" وحي 340 مسكن احتجاجا على أساليب التعسف في انتهاك الأراضي وتحويلها إلى غير طبيعتها تحت غطاء التهيئة العمرانية. مهددين، بمواصلة الاحتجاج والخروج إلى الشارع في حال ما إذا صمّمت الجهات الداعمة إلى تجسيد المشروع على أرض الواقع، مواصلة الأشغال. وبحسب ما جاء على لسان مُمثلين عن لجنة الحي المذكور، الذين اعتبروا أنّ من وراء ما يحدث أطراف وشخصيات همُها الوحيد هو ضمان استمرارية نشاط خطين للنقل الحضري والمتمثلين في خط "ب" و"31"، موجهين أصابع الاتهام لمصالح مديريتي النقل وسونلغاز التي وإلى حد الساعة أبدت تواطئاُ مفضوحاً مع بارونات ومافيا النقل بوهران. واستدل هؤلاء في معرض حديثهم ليومية "الوطني"، بمعطيات وبراهين بديهية ، قالوا بشأنها إنها لا تستدعي حتى التفكير في تحويل مساحة خضراء تقع قرب الإقامة الرسمية لوالي وهران ولضيوف الباهية الرسميين إلى محطة لتوقف الحافلات. حيث أنّ أكبر المخاطر المُمكن حدوثها وفق دراسة باشرها أحد السكان، تكمن في إمكانية انفجار حيّيْن بالكامل في غضون 5 سنوات المقبلة، على خلفية أنّ أنبوب الغاز المنطلق من أرزيو، يمُرّ تحت أرضية المشروع بقوة ضغط شدتها "20-45 بار" وهو الأنبوب الّذي يُموّن المحطة الطاقويّة لميناء وهران، حيث أنّ وزن الحافلات المعنية بالتوقف داخل الأرضية، في حال تجسيد المشروع المذكور بإمكانه أن يحدث انزلاق أرضي يصل إلى غاية أنبوب الغاز، هذا ناهيك عن أنّ، داخل الحي وعن بعد أمتار فقط من المساحة التي سيتم إعدامها يوجد ابتدائية "سبع عبد القادر" ما يعكس خطورة الوضع واحتمال وقوع حوادث مرور، على اعتبار أنّ الأرضية هي المسلك الوحيد الّذي يعبر منه الأطفال والتلاميذ. وتساءل محدثونا عن نية مستهدفي الأرضية من مافيا النقل في اختيار هذا التوقيت بالذات، خصوصا وأنّ عملية التسوية الأولى التي تمّ الشروع فيها منذ شهر، تزامنت مع موعد رحيل الطاهر سكران وعملية تسليم المهام للقادم الجديد بوضياف، ما اعتبره المحتجون تحايلا على المسؤول الأول على وهران بإيعاز من منفذي المشروع، سيّما وأنّ كل المعطيات تشير أنّ أكبر المستفيدين من عملية إعدام المساحة الخضراء من أمام مقر إقامة الباهية هم ملاّك مؤسسات النقل الحضري على مستوى خط "ب" الذي ظلت به الحافلات ولسنوات عجاف المسيطر الوحيد على زمام الأمور على مسافة سير ذهاب وإياب قدرها 24كلم، حيث إنّ أصحاب حافلات هذا الخط فرضوا منطقا يوحي بأنّ مافيا "النقل" بوهران تضع يداً من حديد على مديرية النقل وبقية الجهات المسؤولة الأخرى، على اعتبار أنّ أصحاب الحافلات "ب" لا يستلزم الأمر توقفهم بمحطة نهائية بالنظر لأعداد الحافلات الهائلة، في وقت وصل هؤلاء إلى حد التشبع و"التخمة" في تحصيل المال، هذا بالإضافة إلى حافلات خط "31" الذين قاموا بتغيير محطة توقفهم النهائية على مستوى حي "الصديقية" بدل ساحة "فاليرو"، ما يعني أنّ الجهات الداعمة إلى تجسيد مشروع المحطة على مستوى حي الصديقية "ستُشرعن" و"تُقنن" الفوضى الحاصلة على مستوى ذات الحي الذي تحوّل وبعلم من مصالح مديرية النقل إلى نقطة التقاء عشرات حافلات خطوط النقل على غرار "103" و"101". ومقابل ذلك شددّ المحتجون على مواصلة رفضهم تحويل ما تبقى من الأراضي على مستوى حي الصديقية إلى مشاريع تخدم مصالح أطراف لا يعترفون بالقوانين المنظمة لقطاع النقل بوهران، سوى تحصيل المال باستعمال القوة والفوضى.