شهيدان فلسطينيان في قصف مجمع ناصر الطبي..وفاة 57 طفلا في غزة جراء آثار الجوع    معرض "فيلونيون" : الرصيد الحضري والمعماري الجزائري ضمن رؤية فنية إبداعية معاصرة    الطبعة ال13 للمهرجان الثقافي الدولي للخط العربي : عرض 100 لوحة خطية لأكثر من 63 مشارك    الجزائر-سلوفينيا: رئيس الجمهورية يدعو رجال الأعمال إلى تقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين    مؤتمر حول جرائم فرنسا الاستعمارية في أفريقيا:نداء للاعتراف بمجازر 8 ماي 45    تتابع ببالغ القلق والانشغال تجدد الاشتباكات المسلحة.. الجزائر تدعو كافة الليبيين الى الحوار لفض الخلافات    بعد موافقة الحكومة..وزارة التربية تشرع في معالجة ملف موظفي المصالح الاقتصادية    الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية المقررة بالجزائر:منصة حوارية لتعزيز التعاون جنوب-جنوب    عبد الحق سايحي : إعداد برنامج لإعادة هيكلة مصالح الاستعجالات الطبية والجراحية    بلمهدي يشرف على تنصيب لجنة متابعة موسم حج 1446ه/2025 م    الجزائر- سلوفينيا: السيدة بيرتس موسار تبرز الرغبة "القوية" للطرفين في تعميق علاقاتهما    سوناطراك تجدّد اتفاقية رعاية الفاف    إدراج نشاط جمع البلاستيك ضمن جهاز المقاول الذاتي    من أجل جزائر رقمية 2030    بللو يؤكّد ضرورة استشراف سبل استغلال الذكاء الاصطناعي    بلمهدي يبرز ضرورة مساهمة الجامعة أكثر    تجربة الجزائر في معالجة التطرف أكسبتها رصيداً كبيراً    زكري.. على خطى الإنتر    كل الظروف مهيأة لاستقبال الحجاج بالبقاع المقدسة    جيدو /ذوو الهمم/ بطولة العالم-2025 ( اليوم الاول): الجزائري عبد القادر بوعامر يحرز الميدالية الفضية    رياح قوية على عدة ولايات من جنوب البلاد إبتداء من يوم غد الاربعاء (نشرية خاصة)    رئيس الجمهورية يشرف مع الوزير الأول السلوفيني على التوقيع على إعلان مشترك بين البلدين وعدة اتفاقيات تعاون    وهران: مغادرة أول فوج من الحجاج إلى البقاع المقدسة    جائزة "نيلسون مانديلا" لحقوق الإنسان: اتساع رقعة المعارضين لترشيح ممثلة المغرب    وهران تحتضن مؤتمراً دولياً حول "الحلول الخضراء في صناعة النفط والغاز"    رئيس المجلس الشعبي الوطني يتحادث مع نظيرته الإندونيسية بجاكرتا    حملاوي تزور الخليفة العام للزاوية التيجانية    الطبعة ال11 للمهرجان الثقافي الوطني للموسيقى الأندلسية من 20 إلى 24 مايو    جاكرتا: الجزائر تبرز جهودها في حماية المرأة خلال مؤتمر البرلمانيات المسلمات    دوافع الطلب على النفط وسط الحروب التجارية    حوادث الطرقات: وفاة 41 شخصا وإصابة 1584 آخرين خلال أسبوع    الجزائر العاصمة: وضع حيز الخدمة المصعد الهوائي بوادي قريش بعد خضوعه لأشغال الصيانة    بوقرة : الجزائر تحقق تقدماً لافتاً في توطين الصناعة الصيدلانية وتعزيز السيادة الدوائية    نحو إعلام جزائري مبتكر وريادي … شراكة استراتيجية بين اتحاد الصحفيين الجزائريين و حاضنة التعليم العالي    حذار.. التوقعات والاحتمالات مقبرة نجاح المقبلين على البكالوريا    حجز أكثر من 3200 وحدة من المشروبات الكحولية    السجائر الإلكترونية أكثر ضررا من التبغ    دعوى لتجنيب الأطفال الأطعمة المصنعة    ترشيح ممثلة النظام المغربي القمعي لجائزة "نيلسون مانديلا"    664 مليون دينار لتعميم المرجع الوطني للعنونة    الموازنة بين مكافحة الإجرام وحماية الحقوق والحريات    مستقبل واعد للعلاقات الاقتصادية بين الجزائر وسلوفينيا    دعوة لمسيرات حاشدة بالمغرب لدعم فلسطين وإسقاط التطبيع    الجزائر استعملت حقّها السيادي ضد أجانب مشبوهين    سكيكدة تحيي الذكرى ال68 لمعركة وادي زقار    المنتخب المحلي يتعرف على منافسيه في "الشان"    غويري يعد بالتأهل للمونديال والتألق في كأس إفريقيا    مستقبل غامض ينتظر آيت نوري مع ولفرهامبتون    تحرير 500 عقد ملكية لسكنات ريفية    دراجات/ البطولة الافريقية للمضمار: الجزائرية هند بن صالح ضمن طاقم التحكيم    احتفاء بصويلح ومواكبة الرقمنة    الأغواط تفتح قلبها للسماع الصوفي    كرة القدم: وفاة الرئيس الأسبق لفريق رائد القبة موساوي جرمان عن عمر 79 عاما    هذه رسالة الرئيس للحجّاج    هل على المسلم أن يضحي كل عام أم تكفيه مرة واحدة؟    يوم تصرخ الحجارة كالنساء    أشهر الله الحُرُمٌ مستهل الخير والبركات    أخي المسلم…من صلاة الفجر نبدأ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أخشى أن نؤول إلى هذا المصير.. لأن تيار العصرنة جارف وخطير!
نشر في النهار الجديد يوم 19 - 02 - 2018

يعيش مجتمعنا اليوم مأزقا واضحا لم يكن مألوفا حتى فترة متأخرة من ثمانينات القرن الماضي، إذ تسبب ذلك في فجوة واسعة بين جيل السلف وجيل الخلف، فقد كان التواصلُ الحي قائما بين الأجيال في كل المجالات، فهناك اللقاء المباشر في المناسبات العامة وغيرها، حيث كان دفء العلاقة بين كبار السن والشباب حارا، سواء تمّ بصيغة حوار، أم نقد، أم توجيه، أم تصحيح، ولذلك لم يكن جيل الشباب يشعر بأيّ عزلة أو فجوة بينه وبين سلفه.
وما إن غزت ثقافة العولمة بفضائها المفتوح في كل المجالات ساحتنا الاجتماعية، لتخلخل الكثير من قيم مجتمعنا، حتى بدأت ظاهرة الانفصام بين الأجيال تبرز بشكل واضح إلى الوجود، وتتسع الفجوة بينهما باستمرار، ولأن تيار العصرنة جارف، حيث إن عوامل التحصين ضعيفة، فقد انتزعت عوامل المسّ بثقافة الموروث المجتمعي خصوصا رموزها، بالإضافة إلى ما لازمها من حالة الانبهار الصارخ بالثقافة الوافدة، الأمر الذي قضى بدوره على الذوق المجتمعي العام والشبابي منه بشكل خاص، ليجد نفسه خارج إطار معطيات حركة المجتمع، فبدأ يعيش واقعا مشوشا وضياعا مقرفا يتسم بفجوة سحيقة.
ولا شك أن ظهور وسائل عصرية منافسة للأسرة والمجتمع تأخذ دورها الحاسم في التأثير، مثل الفضائيات والأنترنت، وقد نجحت في زرع قيّم مغايرة وغريبة عن مجتمعاتنا، فأدى ذلك إلى تضارب في الفكر بين الجيل الذي تربى على القيم الحسنة والتقاليد النبيلة الموروثة، والجيل الحالي الذي تربى على قيّم دخيلة لا صلة لها بالموروث والأصالة، وهكذا انهارت تقاليد التربية التراثية نتيجة لعوامل كثيرة، ولعل من بينها انشغال الوالدين بالسعي وراء العمل، في زحمة حياة عصرية صاخبة تتطلب العمل المتواصل لتأمين لقمة العيش، ونشوء طموحات شبابية عصرية جديدة، تغذّيها وتشعل أوتارها وسائل التواصل الرقمية التي اخترقت كل الحدود، الأمر الذي ساهم في تعميق هذه الفجوة واتساع رقعتها.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الفجوة أو القطيعة إذا صحّ التعبير -، قد ظهرت بأنماط سلوكية شاذة، حيث أخذ الجيل الجديد في جانب منها يظهر للناس بملابس لا تمتّ بصلة إلى ما اعتاد المجتمع أن يلبسه في الحياة اليومية، فبدأ يلبس سراويل متدلية أو ممزقة أو ضيِّقة، ويرتدي قمصانا ضيّقة بألوان صارخة، وقبعات تغطي الرأس، بعد أن شرع بقص الشعر، وحلقه قزعا وتسريحه بطرق غريبة، واعتاد وضع سلاسل غليظة حول المعصم أو العنق، ناهيك عن المشي بحركات متمايلة، واستخدام طريقة كلام خاصة، في تقليد مقرف للنموذج الآخر، الذي تلهمه إياه تلك الوسائل الجديدة في التربية والتنشئة العصرية.
لذلك بات الأمر يتطلب من الجميع، آباءً ومجتمعا ومدرسة ومفكرين ودعاة، الانتباه الجاد إلى خطورة هذه الهوّة، والعمل على ردم الفجوة بأساليب عصرية تُحاكي تطور العصر، وتستجيب في نفس الوقت إلى تطلعات الجيل الجديد بالانتفاع من معطيات الحداثة، من دون تفريط في متطلبات الأصالة، وبالشكل الذي يضمن الحفاظ على الهوية، ويؤدي إلى ترسيخ القيم الأصيلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.