أغلب العمليات المسجلة تكون في الحمل الأول الجزائر تتجاوز النسبة التي حددتها منظمة الصحة العالمية والمقدرة ب 15 من المائة رئيسة النقابة المستقلة للقابلات: «القيصريات أصبحت تتم تحت الطلب بسبب تخويف الحوامل من الموت» كشفت التحقيقات الأولية التي قامت بها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، حول الولادات، أن ولادة من أصل 3 تتم عن طريق الجراحة القيصرية، أو ما يعادل 400 ألف ولادة. وحسب المعلومات المتوفرة لدى «النهار»، فإن التحقيقات التي باشرتها مصالح وزارة الصحة، كشفت ارتفاعا رهيبا في عدد الولادات القيصرية، بنسبة لا تتوافق مع توصيات منظمة الصحة العالمية، والمحددة بين 5 و15 من المائة، في حين تجاوزت النسبة في العيادات الخاصة أكثر من 50 من المائة. وحسب المصادر ذاتها، أظهرت التحقيقات أن الولادات القيصرية أصبحت تتم عن طريق الطلب من قبل الحوامل رغم خطورتها، بسبب جهلهن بمخاطرها الصحية الكثيرة، فضلا عن تخلي الأطباء عن دورهم التوعوي وعدم اطلاع المعنيات بالمضاعفات المحتملة، وفي مقدمتها النزيف الحاد والتهاب بطانة الرحم والمشيمة الملتصقة، مشيرين إلى تواطؤ بعض العاملين بالقطاع العام مع الخواص، لتحقيق أكبر قدر من الربح على حساب المرضى، حيث وصلت تكلفة الجراحة القيصرية إلى 10 ملايين سنتيم. وعلى الصعيد ذاته، كشفت التحقيقات أن ولادة من أصل 3 تتم عن طريق الجراحة القيصرية، أو ما يعادل 400 ألف ولادة، من أصل 1 مليون و200 ألف ولادة تسجل سنويا، مؤكدين أنه من بين الأسباب التي تقف وراء اختيار المختصين للجراحة بدلا من الولادة الطبيعية، هي الخوف من التعقيدات والمضاعفات التي تلي الوضع الطبيعي، وكذا ربح الوقت والمال. من جهتها، أكدت عقيلة قروش، رئيسة النقابة المستقلة للقابلات، أن الارتفاع المخيف في الولادات القيصيرية، راجع بالدرجة الأولى إلى التكفل السيء بالحوامل والمتابعة خلال فترة الحمل، مشيرة إلى أن التعامل من قبل الأطباء مع الحوامل أصبح على أساس أنه مرض وليس حالة تجديد النسل، حيث بلغت نسبتها في الجزائر 36 من المئة، وأغلبها تكون في الحمل الأول. وأضافت قروش في اتصال مع «النهار»، أن الموضة الجديدة أصبحت تتمثل في تخويف الحوامل من الولادة الطبيعية، وضرورة اللجوء إلى الجراحة القيصرية، التي تكون آخر الحلول خاصة للواتي يعانين من أمراض مزمنة. وبالإضافة إلى ذلك، أشارت قروش، إلى أن متابعة الحوامل تقتصر على إجراء الأشعة فقط، وعند وصول موعد الولادة يتم تخويفهن من الموت، والتعقيدات الخطيرة خلال الولادة الطبيعية، والنتيجة هي أن الحامل نفسها هي من تطلب الخضوع للقيصرية، حيث أصبحت هذه الجراحات تخضع لمبدأ تجاري بحث، وهو تحقيق أكبر قدر من الأرباح، بالمقابل تجد الحامل نفسها معرضة للنزيف الحاد، وخطر الفتق، وتأخر الرضاعة الطبيعية، وتعقيدات كبيرة لا عد ولا حصر لها.