النساء الحوامل في أيدي بزنسة العيادات الخاصة

- فواتير تصل إلى 10 ملايين لإجراء عملية واحدة - جميلة: دفعت 6 ملايين مقابل ولادة قيصرية.. فأصبحت عاقرا - مختصون: هذه هي أغلب الحالات التي تستلزم العملية القيصرية تشهد عمليات الولادة القيصرية في الآونة الأخيرة ارتفاعا ملحوظا، والغريب أن سبب هذا الارتفاع راجع ل البزنسة التي تمارسها بعض عيادات التوليد الخاصة، التي أصبحت تتحجّج بوجوب إجراء هذه العملية لإنقاذ الطفل والأم وذلك في الأشهر الأولى للحمل، وهو الأمر الذي أثار تساؤل الكثيرين عن سبب ارتفاع هذه الحالات بالعيادات الخاصة دون غيرها من المستشفيات العمومية؟.
عيادات تتاجر بالولادة القيصرية لاستغلال جيوب المواطنين
وفي خضم ارتفاع حالات الولادة القيصرية بالعيادات الخاصة دون غيرها من المستشفيات العمومية، كانت لنا جولة استطلاعية مع بعض المواطنين لمعرفة وجهة نظرهم حول أسباب ارتفاع نسبة الولادات القيصرية في العيادات الخاصة، لتقول في هذا الصدد سهام من العاصمة: إن إجراء العمليات القيصرية أصبحت ذات طابع تجاري أكثر منه في صالح الأم وسلامة رضيعها حيث يلجأ أصحاب العيادات الخاصة الى إجراء العمليات القيصرية بعياداتهم لان العملية تزيد من الربح ما دام الدخل من هذه العمليات يكون أكثر من الولادة العادية ، وفي ذات السياق، قال كريم ان العيادات الخاصة أصبحت تجبر النساء الحوامل في أول أشهر الحمل بإجراء العملية القيصرية وهو الأمر الذي أثار تساؤل الكثير منا فكيف للطبيبة ان تكشف للمرأة الحامل في شهرها الثاني بأنها ستلد بعملية قيصرية؟ وفي ذات السياق، قال محمد إن العيادات الخاصة أصبحت تتحجّج بإنقاذ حياة الطفل والأم بالعملية القيصرية من اجل استغلال جيوب المواطنين وهو ما يبرز ان العيادات الخاصة أصبحت تتاجر بالولادة القيصرية. فواتير تصل إلى 10 ملايين بعد عملية ولادة واحدة بعدما كانت العمليات القيصرية الحل الأخير في الولادة المعقدة، تحولت في الآونة الأخيرة إلى الحل الأول في عمليات التوليد، وهو ما جعل هذه العمليات في ارتفاع متزايد، وهو ما كشف عنه العديد من المواطنين ممن التقت بهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية التي قادتنا الى العديد من العيادات الخاصة لكشف الإقناع عن هذه الأخيرة، ونحن بصدد دخول إحدى العيادات الخاصة، التقينا بجمال الذي قال ارتفعت حالات الولادات القيصرية مؤخرا بالعيادات الخاصة للربح الوفير واختصار الوقت ومشقة الطبيب في الانتظار، وتخلص النساء من آلام الولادة العادية وفي بعض الأحيان تكون اختيارية من المرأة وهو ما أصبح اليوم شائعا في مجتمعنا . ومن جهة أخرى، اشتكى الكثيرون من ارتفاع فواتير العمليات القيصرية بهذه العيادات ويختلف ذلك من عيادة لأخرى وهو ما أعرب عنه منير الذي التقينا به في مستشفى بني مسوس في الحقيقة، لا يمكننا إنكار ان العيادات الخاصة أصبحت تتحجّج بالولادة القيصرية لإنقاذ الأم والجنين معا وذلك لربح 10 ملايين في دقيقة واحدة دون النظر للأخطاء الاخرى المرتكبة في حقها ما قد يشكّل خطرا كبيرا على صحة الأم ، وعن أسباب ارتفاع واختلاف أسعار هذه العمليات من عيادة إلى أخرى، أكدت ممرضة بإحدى العيادات الخاصة ان ارتفاع العمليات القيصرية القصد منه بالدرجة الأولى رفع فاتورة العلاج، فالولادة بالعملية القيصرية وصلت الى أكثر من 5 ملايين، إضافة إلى دفع فواتير الإقامة بالعيادة وهو ما يرفع الفاتورة إلى 10 ملايين وذلك حسب العيادات، وأضافت أن معظم الأطباء يجرون العمليات عن قصد دون الحاجة إليها مع العلم أن معظم الأطباء دائما منشغلون مع زبائنهم بعياداتهم الخاصة وليس لديهم الوقت الكافي للانتظار.
جميلة: دفعت 6 ملايين مقابل ولادة قيصرية.. فأصبحت عاقرا
ونحن في جولتنا الاستطلاعية، تحدثنا إلى الكثيرات ممن لجأن إلى العيادات الخاصة من اجل الولادة ومعظمهن أجرين عمليات قيصرية بمبالغ مالية باهظة، كما أكدته لنا جميلة التي توجهت في حملها الأول إلى عيادة خاصة بالعاصمة بسبب الخوف من آلام الولادة وأكدت على أنها دفعت 6 ملايين مقابل الولادة بعملية قيصرية بعد ان أعلمتنا المختصة التي كنت أتابع حملي عندها أنني مجبرة على القيام بهذه العملية وإلا سأخسر صغيري، لكن في الحقيقة كان الأمر أكثر من ذلك لأنني الآن أصبحت غير قادرة على الإنجاب بسبب خطأ تسبّب فيه الأطباء أثناء العملية، فرغم الشكاوى المقدمة للعدالة، إلا ان العيادة لا تزال تعمل الى غاية اليوم وأنا خسرت حياتي بسبب ولادة قيصرية كان مقابلها 6 ملايين ، ومن جهته، أعرب محمد، زوج جميلة عن مدى استيائه من العيادات الخاصة لأن زوجته ذهبت لتلد، فأصبحت عاقرا بسبب خطأ طبي في العملية القيصرية.
..وأخريات يلحن عليها.. لتزامن ولادتهن بتواريخ هامة ورغم الأخطاء التي واجهتها الكثيرات بسبب الولادة القيصرية، هناك العديد من النساء ممن اخترن هذه العملية لتزامن ولادتهن وتاريخ هام في حياتهن وهو ما أعربت عنه إحدى الممرضات التي قالت رغم ان وقت الولادة مرهون باكتمال الأشهر التسع وفي حالات يكون في الشهر السابع او الثامن نظرا للظروف الصحية التي تعاني منها الحامل، إلا ان عدد من النساء يفرضن على الطبيب موعد الولادة ليتزامن مع تواريخ مهمة في حياتهن . وهو الامر الذي أكدته المختصة م. كميلية ، طبيبة خاصة بالنساء والتوليد حيث قالت لنا ان إحدى مريضاتها طلبت منها ان تجري لها عملية قيصرية في تاريخ معين لأنها تريد ان تنجب ابنتها في نفس اليوم والشهر الذي ولدت فيه وهو ما أدى الى استغراب الطبيبة لطلبها وقالت لها أدفع ما تطلبين شرط ان تلبي لي هذا الامر ، رغم ان تاريخ ولادتها الطبيعية لم يحن بعد وهو حال مريم التي التقينا بها في إحدى العيادات وهي شابة في العشرينات من العمر، ستنجب ابنها الأول خلال شهر أفريل، لكنها طلبت من طبيبتها ان تعجل في ولادتها يوم 21 مارس حتى يتزامن مع أول أيام الربيع تفاؤلا بهذا الفصل، وعند سؤالنا لمريم عن سبب ذلك، قالت ان جدتها تقول ان من يولد في فصل الربيع سيعيش حياة ملؤها السعادة والهناء والفرح كما هو عليه فصل الربيع.
بقاط: الولادة القيصرية تتوجب في الحالات الاستثنائية فقط
وفي ظل الارتفاع الذي تشهده عمليات الولادة القيصرية التي أصبحت العديد من النساء الحوامل في الجزائر تتجه إليها رغم التكاليف الباهضة التي تفرضها العيادات الخاصة لإجراء مثل هذه العمليات وذلك رغم المضاعفات التي تحدث للمرأة بعدها، أوضح رئيس المجلس الوطني لعمادة الأطباء الجزائريين، بقاط بركاني، أنه يتوجب على الطبيب ان يلجأ الى عملية الولادة القيصرية في الحالات الاستثنائية خوفا من موت الجنين أو الأم مثلا.
هذه هي أغلب الحالات التي تستلزم العملية القيصرية
ومن جهتها، تقول مسعودة فرح، أخصائية في التوليد وطب النساء، ان العملية القيصرية تكون في حالات الضرورة القصوى مثل تعسّر الولادة بسبب كبر حجم الجنين وضيق حوض الأم او حدوث نزيف دموي صاعق يهدّد حياة المرأة خلال الولادة بسبب تمزق المشيمة او أطراف المشيمة. كما في حالة تسمم الحمل، ارتفاع ضغط الدم الى درجات عالية تشكّل خطراً على صحة الأم الحامل وفي حالات نادرة تكون في تخطي عمر الجنين أربعين أسبوعاً وعدم بدء الولادة. وعندما يهدّد حياة الجنين خطرا مما يستدعي ولادته قبل ان يموت في بطن أمه الحامل. بالإضافة الى تعب المرأة وتوقفها عن الاشتراك الفعّال في عملية الولادة حيث تقول الدكتورة ان الولادة القيصرية عملية صعبة قد تشكّل مضاعفات على صحة المرأة وتظن الكثيرات أنها حل للتخلص من الآلام التي تكون أثناء الولادة غير واعيات بمدى خطورتها حيث ترافقها مثل غيرها من العمليات نسبة معينة من التعقيدات، بالإضافة الى مضاعفات التخدير وهو ما يستدعي وجوب معاودة العملية القيصرية في الولادة اللاحقة خوفاً من تمزقات رحمية لا يحمد عقباها.
مختصون يؤكدون: العيادات الخاصة هدفها الربح فقط
وفي ذات الصدد، تضيف إحدى المختصات بمستشفى بني مسوس، أنه يتقرر اللجوء إلى العملية القيصرية، حسب المتحدثة، في حال ما إذا كانت هناك صعوبة في الولادة وارتفاع ضغط الدم أو نزيف دموي، وكذا في حال وضعية الجنين وتضيف أن هناك نساء يقررن الإنجاب عن طريق العملية منذ البداية إذا كان مثلا حجم المولود كبيرا، ومن حيث إيجابيات العملية القيصرية، إنقاذ الأم أو المولود وقد تحدث مضاعفات أثناء العملية القيصرية كحدوث نزيف للأم أو تتأخر من النهوض بعد التخدير وقد تتسبّب الكثير من الأخطاء الطبية ايضا في هذه العملية في العقم وهي حالات واردة. اما عن سبب ارتفاع حالات الولادة القيصرية بالعيادات الخاصة دون غيرها من المستشفيات العمومية، تضيف المختصة قائلة ان هدف هذه العيادات هو الربح فقط العملية تزيد من الربح ما دام الدخل من هذه العمليات يكون أكثر من الولادة العادية، وأضافت أن أكثر الأطباء ليس لديهم الوقت لمتابعة المرضى فيكتفي الطبيب من التأكّد من اكتمال نمو الجنين، وأشارت إلى أن المرأة الحامل للتوأم، دون نقاش، تلد قيصريا في العيادات الخاصة.