السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: الرّجاء مساعدتي في اتخاذ القرار المناسب ولك منّي جزيل الشّكر سدة نور. مشكلتي تتلخص في أنّني خطبت منذ فترة تقارب السنة، لشاب اقتنعت به وأحببته لأنّه من عائلة محترمة ومستواه المادي جيد ويحبني إلى حد الجنون، لقد عارضت والدتي هذا الزواج، لكنّي تمسكت به، ممّا جعلها تستمر في ضغطها فأوصلتني لمرحلة شعرت فيها بكرهه. وحجتها في ذلك أنّني مهندسة وهو تقني، لم أكن أفكّر في هذا الأمر في البداية، ولكنّي الآن بدأت أغار من أي صديقة أو قريبة تتزوج، وأشعر بأنّ كل الناس أحسن منّي واختيارهم أفضل، رغم أنّه يحبني كثيرا وهذا الشّيء يفتقد له الكثير. أشعر بأنّني أؤذيه، علما أنّه يستحق كل الخير ورغم كل هذا يتحملني ويقسم أنّه لن يحب سواي. سهام/ أم البواقي الرد: عزيزتي؛ شعرت من خلال رسالتك بأنّك مشتتة وهذا قد يكون أمرا طبيعيا، وقد بدا بعض التّناقض فيما ذكرت، فقد كتبت بأنّ مستواه العائلي جيد ثم عدت وقلت بأنّ مستوى عائلتك أفضل من مستواه، وكذلك مستواه التعليمي، ثم قلت بأنّ كليكما تحملان شهادة جامعية، وهنا لا أجد فارقا مقنعا فيما يتعلق بالمستويات، كما أنّ الزّواج النّاجح لا يشترط أن يكون هنالك تكافؤ إلى حد التّطابق بين الطّرفين، فوجود المحبة والتّفاهم أهم من ذلك بكثير. ما أخشاه هو أن تكوني تأثّرت بموقف والدتك فلم تعودي تري مزايا هذا الشّاب، وبصدق لا أستطيع التّكهن إن كنت تبادلينه نفس الشّعور أم لا، فقد ركزت على أنّه يحبك كثيرا ولم توضح مشاعرك الحقيقية تجاهه، وهنا أدعوك لأنّ توجهي السّؤال لنفسك: هل أنا أحبه؟ هل غيابه يعني لي الكثير؟ هل سأخسره لو انفصلنا؟ هل أشعر بألفة إلى جانبه؟ هذه التساؤلات ستكشف لك حقيقة مشاعرك نحوه، وهذا هو الأهم في الموضوع فليس اختلاف المستويات هو العائق، وهل تشعرين بأنّه ليس فتى أحلامك، على الرغم من أنّه شخص جيد؟ وهل لديك صورة مثالية لشريك آخر؟ إذا شعرت داخليا بأنّك لا تحبينه كزوج مستقبل وشريك، فلك أن تقرّري الإنفصال تداركا لحدوثه مستقبلا، أما إذا كانت حيرتك وتشتتك بسبب موقف والدتك، فحاولي أن تعزّزي تواصلك معه، ولا تنسي أنّه يحبك، ومن يحب يستطيع أن يوفر السّعادة لزوجته وأنصحك بالإبتعاد مطلقا عن المقارنات الظّاهرية بين من يتزوجن وبينك، فلكل حالة خصوصيتها، في النهاية أقول لك يا عزيزتي، بأنّ القرار أولا وأخيرا هو قرارك أنت، لكن لا تتخذينه على عجل بل فكّري بسلبياته وإيجابياته. ردت نور