نظمت نهاية الأسبوع الماضي،كلية اللغة والأدب العربي والفنونبالتعاون مع خلية ضمان الجودة بجامعة باتنة 1 ، ملتقى افتراضي دوليعلى مدار يومين الموسوم ب " التراث اللغوي العربي و المناهج اللسانية الحديثة بين الأصالة و التجديد"، وكان ذلك بحضور العديد من إطارات ومسؤولي الجامعة على غرار مدير الجامعة الحاج لخضر الدكتور "عبد السلام ضيف "الذي أشرف على إعطاء إشارة انطلاق هذا الملتقى وعميد الكلية المعنية أ.د لخضر بلخير،والدكتور" مرداسي الجودي" رئيس الملتقى،البروفيسور "زهور شتوح" رئيسة اللجنة العلمية،والبروفيسورطارق ثابت خاص باللجنة التنظيمية،شارك في هذا اللقاء الكثير من الدكاترة والمهتمين بهذا المجال من الجزائر ومختلف الدول العربية كالسعودية مصر ولبنان،عبر تقنية التواصل المرئي عن بعد. باستخدام تقنية الزوم،جاءت المداخلات من خارج الوطن كالتالي "الدكتور الجمعي بولعراس" جامعة الملك سعود – الرياض– بعنوان "أصول المنهج اللساني العربي في نظرية الأمثلة التوليدية المظاهر الصرفية التركيبية" (الإعراب والبناء أنموذجا)،نموذج عام لكيفية بناء القواعد ومبادئها الأساسية وأساسيات التحليل، تلتها مداخلة الدكتور "عمر حسين حسب الرسول عثمان محمد" من جامعة السودان مداخلة بعنوان "علم اللسانيات وصلته بالتراث اللغوي العربي"يأتي هذا البحث في إطار إلقاء الضوء على علم اللسانيات ودوره الرائد في التعليم و المعرفة الإنسانية والعلوم التي تنشأ منه المساهمة في تطور الوعي الذاتي،جامعة اليرموك بالأردن مداخلة تدرس النحو التعليمي في ضوء آراء القدماء "للدكتور حامد الله الخلايلة"،الدكتور درية فرحات من الجامعة اللبنانية مداخلة "قيمة جهود العرب القدامى في النظريات اللسانية الحديثة" الجاحظ ونظرية التواصل عند جاكسبون أنموذجا ، الدكتور "ثروت محمد مرسي " من مختبر القاهرة للعرفنيات واللسانيات والتداوليات بمصر . أما من جامعات الجزائر، فكانت هناك مداخلات وبحوث كثيرة تجاوزت 20 مداخلة، كلها تصب في مواضيع ذات صلة بالتراث اللغوي العربي واللسانيات ،نذكر البعض منها مداخلة للدكتورة سليمة بلعزويمن جامعة باتنة 1 بعنوان " لسانيات اللغة العربية بين مواضع التأصيل و آفاق التحديث قراءة في مصنفات نهاد الموسى "، الدكتور عاشور بن لطرش "المدرسة العليا للأساتذة قسنطينة" "التوليديون العرب و التراث اللغوي العربي مازن الوعر أنموذجا "،عبدالكريم جيدور من ورقلة و أ.د عبد القادر سلامي جامعة تلمسان ،و أ/د رضا بابا أحمد جامعة معسكر ،ومحمد يزيد عن جامعة باتنة بمداخلة رائعة معنونة بالفكر النحوي العربي القديم في ضوء المقاربات اللسانية التوليدية المعاصرة مقارنة الفاسيالفهري أنموذجا ،وجاء في حديثه ان الفكر اللغوي العربي القديم يتميز بأنه نظام فريد من نوعه، و الانخراط في مشروع فكري عربي حديث وإعطاءه المكانة بجدارة بعيدا عن أي إسقاطات. وفي ذات السياق وجب الإشارة الى نظرية الاحتجاج اللغوي في كتاب" الاقتراح في أصول النحو" لجلال الدين السيوطي بين النزعة المعمارية و النزعة العلمية المداخلة للدكتور عبد الحق محطلة جامعة جيجل ومداخلة ط.د بثينة سعاد و الدكتور أحمد تاوليلين من جامعة باتنة و بسكرة على التوالي، ومداخلة الدكتور محمد نجيب مغني صنديد من جامعة عين تموشنت و الدكتور بن فناشة جامعة بومرداس، و الدكتور سليمان بن سمعون و ط.د حسن الزهراء من جامعة غرداية بمداخلة(بين وصفية اللسانيات ومعيارية النحو عند تمام حسان)، ومن الأغواط كانت وظيفية النحو العربي في التراث اللغوي العربي عبد القادر الجرجاني نموذجا للدكتور أبو بكر بوقرين . للعلم فإن هذا الملتقى تم بجلسة أخرى موازية، ومن محاوره الخمس بين وصفية اللسانيات ومعيارية النحو العربي، ومواضيع التلاقي و التناظر بين التراث اللغوي العربي و اللسانيات الحديثة، و اللسانيات البنيوية الوصفية التراث اللغوي العربي، و اللسانيات التوليدية التحويلية و التراث اللغوي العربي، و الاستفادة من معطيات اللسانيات الحديثة لتسيير النحو التعليمي للغة العربية. وفي كلمة للأستاذة البروفسيور رئيسة اللجنة العلمية "زهور شتوح" بخصوص هذه التظاهرة العلمية قالت"سعينا في هذا الملتقى الى توضيح موقف نظريات اللسانيات الحديثة للتراث اللغوي ،وتحليل جل ماقدمه اللغويون العرب من جهود واستثمار هذه المفاهيم في الدراسات الحديثة وسد الفجوة بين التراث اللغوي والمعاصر" . وفي نفس السياق أعرب الصحفي وطالب الدكتوراه في الأدب العربي "صالح سعودي " عن سعادته لتنظيم هكذا تظاهرات واصفا إياها بالقيمة حيث قال "هذا الملتقى الدولي ساهم في إثراء العديد من القضايا السجالية العلمية المعرفية في خصوص اللسانيات والتراث العربي،وهذا أمر يخدم البحث العلمي في حد ذاته وخصوصا طلبة مرحلة الدكتوراه".