انطلقت مؤخرا أشغال إعادة تهيئة ساحة 19 أوت 1956 بوسط المدينة القديمة لعنابة، في خطوة تهدف إلى إعادة الاعتبار لهذا الفضاء التاريخي، وتحسين الإطار المعيشي للمواطنين، ويأتي هذا المشروع ضمن رؤية تنموية شاملة تتبناها السلطات المحلية، ترمي إلى ترميم النسيج الحضري العتيق، وإعادة بعث الحياة في أبرز ساحات المدينة ذات الطابع المتوسطي العريق. باشرت المصالح التقنية التابعة لمديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء لولاية عنابة تنفيذ أشغال التهيئة على مستوى الساحة، حيث تشمل العملية إعادة تهيئة الأرضية بالكامل، تجديد شبكات الصرف الصحي، تحسين نظام الإنارة العمومية، وإعادة توزيع المساحات الخضراء، كما تتضمن الأشغال تركيب تجهيزات حضرية عصرية تتماشى مع طبيعة الفضاء المفتوح، وتحترم في ذات الوقت الطابع المعماري الأصيل للمدينة القديمة. تُعتبر ساحة 19 أوت 1956 من أبرز الفضاءات التاريخية بعنابة، حيث شهدت لعقود طويلة نشاطًا اجتماعيًا وثقافيًا متنوعًا، وكانت تشكّل نقطة التقاء مهمة للسكان والزوار، غير أن تراجع الاهتمام بها في السنوات الأخيرة، وتدهور بنيتها التحتية، جعلا من الضروري التدخل العاجل لإعادة إحيائها، وتحويلها إلى نقطة جذب عمراني وسياحي جديدة. وقد عبّر عدد من سكان المدينة القديمة عن ارتياحهم الكبير لانطلاق أشغال التهيئة، معتبرين أن الساحة كانت في أمسّ الحاجة إلى مثل هذا المشروع، خاصة بعد سنوات من الإهمال والتهميش، واعتبر بعضهم أن هذه المبادرة تمثل خطوة أولى في مسار رد الاعتبار للفضاءات الحضرية القديمة، التي تشكّل جزءًا هامًا من الهوية التاريخية لعنابة. ويهدف هذا المشروع إلى تحقيق جملة من الأهداف، من بينها تحسين نوعية حياة السكان، وتوفير فضاء عمومي يليق بمستوى تطلعاتهم، ويشكّل بيئة مناسبة للراحة والتلاقي الأسري والمجتمعي، كما يُتوقّع أن يساهم في تحفيز النشاط التجاري المحلي، نظرًا للموقع الاستراتيجي للساحة التي تتوسط العديد من المرافق الحيوية. دليلة. ب