عادات عريقة وطقوس متوارثة أسر جزائرية تحيي ليلة المولد النبوي الشريف تحيي سهرة اليوم كثير من الأسر الجزائرية ليلة المولد النبوي الشريف بعادات عريقة تتمسك بها منذ أمد بعيد على غرار إشعال الشموع والعنبر وتخضيب الأيدي بالحناء وتحضير الأكلات التقليدية وسط الأهل والأقارب في أجواء ممتعة في ليلة ليست كسائر الليالي إحياء لذكرى مولد خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. نسيمة خباجة تحلّ علينا مناسبة المولد النبوي الشريف كمناسبة دينية تحتفي بها الجزائر على غرار الدول العربية والإسلامية وتميّزها مظاهر للفرحة والابتهاج بذكرى ميلاد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بحيث تُقام حلقات للذكر والتذكير بالخصال الحميدة لنور البشرية وأسوة المسلمين. حركية واسعة عبر الأسواق تشهد الأسواق الشعبية عبر مختلف ولايات الوطن حركية واسعة عشية المولد النبوي الشريف إذ اصطفت مستلزمات الاحتفال به على غرار المواد الغذائية والدجاج وفطائر المسمن والرشتة وغيرها وكان الإقبال عليها كبيرا من طرف المواطنين الذين اقتربنا من بعضهم لرصد التحضيرات للمولد النبوي الشريف. تقول السيدة نصيرة إنها وفدت إلى السوق لاقتناء مختلف مستلزمات المولد النبوي وعن الطبق الذي سوف تحضّره قالت إنها سوف تحضر الشخشوخة تلبية لرغبة أبنائها وزوجها بحيث اقتنت الفطائر إلى جانب الدجاج والكوسة لتحضير المرق فهي أكلة عريقة تلائم المناسبات الدينية. السيدة يمينة في العقد السادس قالت إن الاجواء مميزة وهي في خضم اقتناء مختلف المستلزمات خاصة أنها سوف تستقبل أبناءها وأحفادها في البيت العائلي الكبير لقضاء المناسبة معا ومعايشتها وسط الأهل لتقوية الروابط الأسرية وأضافت أنها اقتنت كل مستلزمات العشاء بحيث سوف تُحضّر الرشتة بالدجاج إلى جانب اقتناء الدقيق والعسل لتحضير الطمينة باعتبار أنها الحاضرة الأولى في المولد تيمّنا بالفأل الحسن دون أن تنسى التراز وهو يعتلي عرش السهرة مع أقداح الشاي والسيقار والمقروط لتكون الأجواء العائلية مفعمة بالحب والتآلف. الألعاب النارية.. خطر وإقبال تحوّلت الألعاب النارية إلى عُرف ملزم يقترن بالمولد النبوي الشريف يتمسّك به الكثيرون إذ يعتبرونها جزءا من الاحتفال الذي لا يقبل النقاش على الرغم من المخاطر والانعكاسات السلبية للعادة لاسيما مع سوء استخدامها من طرف الأطفال والمراهقين في ظل غفلة الأولياء. لاحظنا الإقبال الكبير على طاولات الألعاب النارية عشية المولد ما تعكسه الزحمة والطوابير أمامها لاقتناء الشموع والعنبر والمفرقعات وغيرها من الألعاب النارية وما سجّلناه هو ارتفاع الثمن الذي لم يلغ نية الشراء وشغف الأطفال بأخطر أنواعها. في طاولة لبيع الألعاب النارية بسوق ميسوني بالجزائر العاصمة سجّلنا أسعارا مرتفعة فالبوق عُرض ب 1800 دينار وسعره مرشح للارتفاع إلى حد 2500 دينار الفيميجان ب 2000 دينار الزندة وهي نوع من المفرقعات متوسطة المفعول ب 600 دينار للعلبة الواحدة المفرقعة مضاعفة المفعول المعروفة ب الدوبل بومب ب 150 دينار للواحدة الشيطانة كنوع من المفرقعات الخطيرة الاستعمال عُرضت ب 150 دينار للحبة الواحدة و700 دينار للعلبة الشموع يبدأ سعرها من 10 إلى 300 دينار إذ تتباين الأسعار بين البسيطة والراقية النوالات بسعر 200 دينار لعلبة تحوي 10 منها . وكانت الأسعار متباينة وتتفاوت من طاولة إلى أخرى إلا أنها شهدت إقبالا وكان الأطفال فئة حاضرة أمام الطاولات بحيث يُلحّون على أوليائهم بهدف اقتنائها بعد أن صارت شرطا ملزما لا جدال فيه. وهو ما عبر عنه السيد عصام إذ قال إن حبّ التقليد بين الأطفال دفعهم إلى اقتناء تلك الألعاب فعلى الرغم من خطورتها فإنها باتت عرفا ملزما في المولد النبوي فهو شخصيا اقتنى بعض المفرقعات البسيطة المفعول إلى جانب النوالات والشموع والعنبر بحيث لا معنى للمولد دون حضور الشموع والعنبر لخلق أجواء خاصة بالبيت لكن سوف يكون إشعال الشموع ومختلف الألعاب تحت رقابته ورقابة زوجته لتجنب حدوث أي طارئ لا قدّر الله فالحيطة والحذر مطلوبان جدا في مثل هذه المناسبات. وكانت وزارة الصحة ومصالح الحماية المدنية قد ذكّرتا عبر بيانات صادرة عشية المولد بمخاطر استعمال الألعاب النارية وانعكاساتها السلبية على الأشخاص والممتلكات بحيث أوصتا بضرورة الحيطة والحذر لاجتياز المناسبة بكل أمان ودون تسجيل حوادث احتراق او إصابات خطيرة . أجواء روحية وحلقات للذكر من الجانب الآخر تشهد مناسبة المولد النبوي إقامة احتفالات دينية وندوات فكرية وحلقات للذكر عبر المساجد والنوادي الثقافية والزوايا للتذكير بسيرة نبينا الكريم وتُسجّل تلك الفعاليات الاحتفالية حضورا لافتا للجمهور للتوقف والتأمل في ذكرى مولد خير الأنام وخصاله الحميدة والطيبة باعتباره أسوة للمسلمين كما سطّرت وزارة الشؤون الدينية برنامج احتفالات دينية بالمسجد الأعظم خاصة بشهر ربيع الأنوار تزامنا مع ذكرى المولد النبوي الشريف يتضمن ندوات علمية ودروسا مسجدية وأنشطة ثقافية حسب ما أورده بيان لعمادة جامع الجزائر ويتضمن هذا البرنامج الذي سيجري تحت شعار كان خلقه القرآن تنظيم ندوات علمية ودروس مسجدية على مدار شهر ربيع الأول وذلك قبل ربع ساعة من وقت صلاة العشاء حيث ستتمحور مواضيع هذه الدروس حول السيرة النبوية العطرة علاوة على تنشيط دورات علمية من قبل نخبة من الأئمة والباحثين والأساتذة وفي ذات السياق سطر المركز الثقافي لجامع الجزائر برنامجا يشمل ورشات للخط العربي ومعارض للفن الإسلامي وأخرى للمنمنمات كما من المقرر إقامة احتفال بجامع الجزائر في هذه الليلة إحياء المولد النبوي الشريف.