الكاتبة الشّابة "فريال عجايلية " ل"اسلام": "فريال عجايلية"، 18 سنة.. طالبة بيولوجيا سنة أولى من سوق أهراس.. كاتبة وصانعة محتوى على الأنستغرام ومحفزة على وجه الخصوص، تلك المتألقة في عالم الفعل الإبداعي والثقافي، تجعلنا في عملها الأدبي الجدير بالقراءة والنقد، موجز حياة، منفتحًين على الحياة الإنسانية، في تناول واع للقضايا المجتمعية الراهنة، لتقدم لنا زادا يعدُّ من أهم أدوات المعرفة؛ موجَّها إلى الوجدان والعقل، في اتساع للقضايا التي تعالجها في رشاقة مبهرة عبر نصوصها بكل ما فيها من تناقضات النفوس الإنسانية من ضعف وقوة ورغبة ورهبة واجتراء وتمهل.. حاورها: أ . لخضر . بن يوسف "فريال عجايلية"، وهي تطرق باب العلاقة أسلوبا وأفكارا وطريقة في سلاسة مستخدمة أداتها السردية في لغة مشوقة وتنقلاتها بغير ما تشعر أنك تنتقل معها في مسار جديد، باحتراف الكاتبة المتمكنة من مساراتها الفنية . كيف كانت بدايتك في عالم الكتابة، وهل خضت معارك الكتابة الفاشلة ؟ في البداية لم تكن الكتابة شغفا أو هواية منذ الصغر حتى أنها لم تكن تأخذ حيزا من حياتي.. حتى عمر الثالثة عشرة، حيث بدأت أدون بعض الأحرف بطريقة عشوائية …وفي عمر السادسة عشرة تقريبا أنشأت حسابا على موقع التواصل الاجتماعي انستغرام وهناك بدأت أنشر ما أكتبه لتكون هناك بدايتي في عالم الكتابة علنا، أعتبر المعارك جزءا من طريق النجاح واختبارا لمن أراد الوصول إلى هدفه.. وحقيقة واجهت ذلك في فترة خاصمت فيها الأحرف بطريقة عجيبة، حيث كنت أناظر الصفحات البيضاء لساعات وأنسحب دون تدوين حرف واحد رغم تضارب الأفكار في رأسي وكثرتها، وذلك أكبر فشل كنت قد واجهته في طريقي هذا، فقد شعرت حينها بخذلاني الكبير لنفسي، فأنا أتأرجح بين نفسي والأنا، وقد يُعتبر أمرا عجيبا على عقل من سيقرأ هذا، ولكن أنا عبارة عن روح وجسد واحد بشخصيتين الأولى تواجه المعارك وتظن بأن ذاك فشلها، والأخرى تحفزها قائلة: " فريال لم تخلق للفشل أبدا" ، وهذا ما جعلني صامدة حدّ الساعة، بل وأستمر في النجاح يوما بعد يوم فقط لأنني أؤمن كثيرا بالعبارة القائلة "كن لنفسك كل شيء" كذلك كنت أنا. هل واجهتِ صعوبات في بداية مشوارك في الكتابة؛ سواءً من الأسرة أو المجتمع؟ كما سبق وذكرت الصعوبات بالنسبة لي ما هي إلا اختبار نمر به ونحن في طريقنا نحو النجاح .. ولكن لم أواجه نوعا من العرقلة من قبل المجتمع، بل استقبل كل من قرأ أحرفي بطريقة رائعة، فكلماتي كانت تحفيزية وتنبع من القلب نحو القراء من عمري خاصة، فأنا دائما ما أطرح مواضيع يمر بها الجميع حتى أنني أكتب تحت شعار "أكتب مجتمعي وحياتك" وذاك الترحيب الذي تلقيته تجاه أحرفي جعلني أستمر وانعكس تحفيزي وتشجيعي لهم على الأنا أيضا .. حتى أنني لقبت بالآنسة ابتسامة، لأن أحرفي تزرع ابتسامة على وجه العبوس منهم والفاشل وما إلى غير ذلك . أما بالنسبة للعائلة فلم يكن أحد منهم يعلم بهذا حتى يوم قبول عملي من طرف دار نشر المثقف للنشر والتوزيع، حيث لن أفوت فرصة تقديم شكر لهم .. واكتملت سعادتي بسعادة عائلتي وترحيبهم بإنجازي، خاصة والداي وفخرهما بي، فهما أكثر من أسعى لجعلهم سعداء. ما الذي جعل الكتابة لديك تتحول من مجرد هواية إلى كتاب ورقي وبداية لمجال احترافي جديد؟ الحقيقة أنني لم أكن أبدا الفرد الذي يحلم بالحصول على وظيفة عادية وإكمال حياته بين المكتب والمنزل حتى تقاعده .. وهذا ما جعلني أقدم على مغامرة كهذه .. كذلك أنني أؤمن بنفسي وأعلم بأن أحرفي ستكون سببا في نجاح الكثيرين كان أكبر دافع نحو اتخاذ قرار إصدار الكتاب. هل تكتبين لأنك تريدين ارسال رسالة من خلال كتاباتك، أم هي طاقة تخرج منك على هيئة كلمات؟ قد تكون كلماتي رسالة تحفيزية ولكن يغلب على ذلك طابع الطاقة الداخلية، فأنا لا يمكنني الكتابة متى أردت، بل أمر بأحيان أرغب فيها رغبة شديدة بالكتابة في موضوع معين عن غيره، في حين أتوقف عن ذلك مرات أخرى بطريقة أظن فيها وكأنني لست فريال التي تكتب، وتكتب دون توقف .. نعود في سياق الكتاب مرة أخرى.. كتاب "موجز حياة" هل أجهدك، أم كنت مرتبة أفكاره قبل أن تشرعين في البدء في تسطيره؟ لم تكن الأفكار مرتبة ولكن لم تكن متعبة أيضا.. فأنا كنت قد حددت فكرته العامة ثم شرعت في اختيار المواضيع بدقة، حيث كنت أعتمد الموضوع بعد سماع الكثيرين يمرّون بنفس الأمر فأكتبه بطريقتي الخاصة .. واستمر ذلك بين الأمر والآخر حتى تم بحمد الله إتمام الكتاب . "موجز حياة"، أول اصدار لك، كيف أتت فكرة هذا الكتاب، التي تمسّ جانباً في حياتنا، ويرصد لحياة الإنسان وعقباتها؟ فجأة أتت فكرة الكتاب وأنا بعمر الثالثة عشرة، ذلك العمر الذي بدأت أدون فيه بعض الأحرف لا أكثر .. ليكون العنوان "موجز حياة " هو أول ما تم اختياره .. بقت الفكرة حلما لا هدفا .. وابتعدت نوعا ما عن الأحرف فيما بعد، ولكن يمكن القول بأن شيئا ما داخلي كان يخبرني بأنني يجب أن أعود لها .. وذلك ما حدث بالفعل..حتى تاريخ الفاتح من أوت سنة ألفين وثمانية عشرة ذلك اليوم الذي اخترت فيه صورة غلافي وبدأت أجمع أحرفي في طريقي نحو ما أصبح هدفا وهو موجز حياة . ما المرجعيات الفكرية والأدبية التي تشكل خلفية إنتاجك والموضوعات الأثيرة على قلبك؟ لم أعتمد أية مرجعيات، حقا كان أول إصدار لي كاملا لي .. أسلوبا، أفكارا وطريقة، فأنا لم أكن كثيرة القراءة هذا ما جعلني أعتمد على ما استطعت اكتشافه في نفسي من قدرات كتابية لا أكثر . تعتبر أهم الموضوعات التي تجذبني مواضيع ذات صلة بقصص الناجحين والأشخاص ذوي الشخصيات القوية المثابرة عصاميي التكوين .. أولئك الذين صنعوا لأنفسهم كل شيء من اللاشيء .. ما هي القضية المركزية التي تؤرقك وتدور حولها نصوصك السردية؟ أكثر ما دارت حوله نصوصي هو فكرة أن النجاح من عمق الفشل ممكن وبأن الفشل هو ميلاد القوة، كذلك على الإنسان أن يكون لحوحا فيما أراد وفي الدعاء أيضا، حتى يصل مبتغاه ولا شيئا مستحيلا ما دام حلالا .. إلا أن نصوص الكتاب كانت ترمز لهذا بطريقة غير مباشرة فأنا أحكي عدة قصص فشل ولكنها في الكتاب، ما يعني أن الكتاب نجاح رغم أنه يحمل قصص فشل وذاك هو المغزى . هل كنت تهدفين إلى تقديم شيء ما من خلال كتابك؟ طبعا .. طبعا قد كان لي هدف من هذا وهو ما سبق وتكلمت عنه أنني أردت رفع معنويات كل فاشل ظنها نهايتها، وتحفيزه ودفعه نحو الأمام، ولكن لن أكون تلك التي لا تقدم لنفسها شيئا فأنا أعتبر ذلك حماقة .. لهذا كان أول ما بدأت العمل من أجله هو أن أجعل من فريال عجايلية شخصية ذات مكانة وذات إنجاز يبقى حتى بعد زوالها، وأن لا أكون عالة على مجتمعي بل فردا فعّالا . ما هي مشاريعك المستقبلية؟ لا يمكن أن أخبركم ما قد أنوي فعله، فأنا لا أزال أتأرجح بين فكرة تغيير تخصّصي الجامعي كوني دخلت عالم الكتابة، فقد أختار تخصصا قريبا من هذا وأكثر ما أميل له هو الصِحافة.. أما بالنسبة لعلاقتي مع الأحرف فأنا أريد ابنا ثانيا لي، وأرغب بأن يكون رواية إن شاء الله . كلمة أخيرة للقراء وللجريدة كل الحب لمن سيهتم بحواري هذا وسيقرأه .. كذلك كل الشكر للقائمين على الجريدة، خاصة الصحفي لخضر بن يوسف .. ككلمة أخيرة أريد القول لكل من ستقع عينه على هذا :"أنت شخص مميز يمكنك أن تكون أينما أردت، وأن تصل مبتغاك حتى لو كان أبعد عنك من الشمس، فقط آمن بقدراتك وثق بنفسك ثقة عمياء، أنت الوحيد صاحب القرار " .