يظل يدافع عن قناعته برغم ما يمكن أن ينجر عنها من تبعات في نظام يصفه بالفساد المتوارث، ولا يتردد في تكرار اتهاماته لرجال الظل والعلن في سلطة يرى أنها تخضع لإملاءات غريبة وأنها تنضح بأصحاب الولاء والخيانة، وأن رئيسها السيد عبد العزيز بوتفليقة، بريىء مما يجرى ولكن حاشيته تتحمل المسؤولية وتعمل على تغليطه بحجب المعلومات الأساسية عنه، يشخص الفساد في الجزائر ويعدد أسبابه في هذا الحوار. إنه المنسّق العام للمنظمة الوطنية لتواصل الأجيال الدكتور عبد الحفيظ لحول . هل تؤكد ما جاء في أحد التصريحات على لسانك بأن الوزير الأول السابق عبد الحميد الإبراهيمي، جاء إلى السلطة بإملاءات غريبة؟ نعم، أوكده. على من فرضت هذه الإملاءات تحديدا؟ جاء عبد الحميد الإبراهيمي بإملاءات أمريكية بعد أن قضى فترة طويلة في الولاياتالمتحدةالأمريكية بصفته ممثلا لشركة سوناطراك، ومن جملة هذه الإملاءات أن فرنسا كانت تتدخل في شؤوننا اليومية وبفضلها عين وزيرا أول للبلاد. عفوا تتحدث عن إملاءات أمريكية أم فرنسية؟ معذرة الغرب واحد.. وعندما نقول فرنسا الاستعمارية نقول أمريكا الإمبرالية، فرنسا لا تريد أن تخرج من البحبوحة الاقتصادية، وأمريكا موجودة داخل هذه البحبوحة ملثها مثل فرنسا، ومؤسساتها موجودة في الحقول البترولية منذ زمن بعيد يعود للفترة الاستعمارية، حيث كانت هناك شراكة بينها وبين مؤسسات “إيسو” و”شال” الفرنسيتين. هذه المؤسسات لم تخرج آبدا من الجزائر حتى بعد تأمين المحروقات عام 1971، بقيت تعمل تحت مظلة أسماء مستعارة، ولا زالت لحد الساعة موجودة في الصحراء الجزائرية. وعبد الحميد الإبراهيمي كان جزءا من الإملاءات المذكورة، فعندما عين على رأس وزارة التخطيط في عهد الشاذلي، كانت المخابرات الفرنسية تسعى جاهدة لترقيته إلى مصاف الوزير الأول، لكي تستحوذ على الجانب الاقتصادي المحض في الجزائر، ولعلكم تتذكرون ما منحته فرنسا من قروض مزعومة لبناء المليون وحدة سكنية آنذاك، وطبعا الشركات الفرنسية هي التي استحوذت على مشاريع البناء، وبالنهاية ما منحته باليد اليمنى أخذته باليد الشمال عن طريق مؤسساتها التي كانت على أبواب الإفلاس وقتها