جاءت نصوص القرآن والسنة تنهي المسلم عن الإقامة في بلاد الكفار إلا لضرورة أو مصلحة شرعية، والسفر إلى بلاد الكفار محرم إلا عند الضرورة كالعلاج والتجارة، والتعلم للتخصصات النافعة التي لا يمكن الحصول عليها إلا بالسفر إليهم فيجوز بقدر الحاجة، وإذا انتهت الحاجة وجب الرجوع إلى بلاد المسلمين، ويشترط كذلك لجواز هذا السفر أن يكون مظهرا لدينه معتزا بإسلامه، مبتعدا عن مواطن الشر، حذرا من دسائس الأعداء ومكائدهم، وكذلك يجوز السفر أو يجب إلى بلادهم إذا كان لأجل نشر الدعوة إلى الله ونشر الإسلام، والإقامة في بلادهم وعدم الانتقال منها إلى بلد المسلمين لأجل الفرار بالدين، لأن الهجرة بهذا المعنى ولهذا الغرض واجبة على المسلم، لأن إقامته في بلاد الكفر تدل على موالاة الكافرين، ومن هنا حرم الله إقامة المسلم بين الكفار إذا كان يقدر على الهجرة، قال تعالى: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا)، فلم يعذر الله في الإقامة في بلاد الكفار إلا المستضعفين الذين لا يستطيعون الهجرة، وكذلك من كان في إقامته مصلحة دينية، كالدعوة إلى الله ونشر الإسلام في بلادهم، أما التشبه بالكفار فالضابط في هذا التشبه المحرم هو: «مماثلة الكافرين بشتى أصنافهم، في عقائدهم أو عباداتهم أو عاداتهم أو في أنماط السلوك التي هي من خصائصهم»، فيحرم التشبه بغير المسلمين في عقائدهم وعباداتهم وما هو من شعائر دينهم، مثل لبس الصليب أو الاحتفال بالأعياد الدينية، ويحرم التشبه بغير المسلمين فيما هو من خصائص عاداتهم، كلباس الرهبان والأحبار وغير ذلك مما يشبهه، والنصيحة للمسلمين الذين اضطروا أو ابتلوا بالإقامة في البلاد الغربية أن يقدموا صورة ناصعة عن الإسلام ويحرصوا على تحقيق الهدف الأسمى وهو إنقاذ الناس من الكفر وعلاج قلوبهم من الشك والشبهة.