تنظم جامعة الدكتور يحي فارس بولاية المدية، الملتقى الوطني الأول حول "تجليات القراءة الصوفية" يومي ال25 و26 من شهر فيفري المقبل. يأتي الملتقى بهدف وضع حد لحيرة متابعي الطريقة، والمتعلقة أساسا بجدية النص اللغوي في الإبانة عن الرؤية الصوفية أمام صعوبة ضبطها بأي عامل عقلي لغوي، إلى جانب مشروعية الكتابة عند الصوفية، إذا ما اهتممنا ب"إمكانية اعتبارها خيانة للتجربة الصوفية التي ستظل في سياقها أكبر بكثير من أن تحصر في نطاق نظرية عقلية، أوفي سياقات تعبيرية"، خاصة وأنها لغة اصطلاح، لا تعارف وتفاعل وتواصل بين الناس، يعكس مضمونها تجربة لا يحياها إلا الخاصة. وأدى البحث حول جدية النص الصوفي في الإبانة عن الرؤية الصوفية، ومشروعية الكتابة عند المتصوفة إلى الوقوف على محدودية القراءة والإحاطة بالتجربة الصوفية، سياقا معرفيا كبيرا برز إلى مسرح الممارسة العلمية ينطلق من اعتقاد مفاده أن ظاهرة التصوف في المجتمع الإسلامي، والمجتمع الإنساني لم تنتج لتأويل النص الديني فقط، بل تعد طريقة بشرية لمعرفة بعض الأشياء الخفية، أوللإجابة عن حيرة ساورت البشرية تتعلق بالوجود، ومفهوم الله، ومن هذا المنطلق حددت محاور الملتقى التي تضيء مواضيع عديدة وتطرح تساؤلات على شاكلة "هل طبيعة الخطاب الصوفي تستقطب القراءة الصوفية، أم أن النزعة الفلسفية اللاهوتية هي التي تحرك مضمار القراءة، وإذا كان الخطاب الصوفي يستقطب القراءة الصوفية، فما الذي يجعلها متميزة عن أي قراءة أخرى، وما الأسئلة التي تطرحها القراءة الصوفية لهذا الخطاب"، إلى جانب البحث في النزعة الفلسفية ومدى تحريكها لمضمار القراءة الصوفية، وتحديد الأسس اللغوية والعقلية التي تنبني عليها هذه النزعة، وكيفية تقديمها الفضاء الذي يشتغل فيه المؤوّل.. وهي أسئلة تسعى لجنة الملتقى العلمية المكونة من الدكاترة مبارك تركي، الحواس مسعودي، بن بريكة محمد، بوزيد بومدين، ياسين بن عبيد، عيادي سعيد، فاتح علاق، حميدي خميسي، رشيد سعادة، مفتاح بن عروس، آمنة بلعلى، برئاسة الدكتور محمد بن حجر، ونائبه مفتاح بخوش إلى إيجاد أجوبة شافية لها.