❊ 57 ألف صهيوني هاجروا نحو المغرب بسبب طوفان الأقصى والهجمات الإيرانية ❊ انتفاضة وغضب وحالة احتقان على السياسات العمومية التي ينتهجها المخزن ❊ الشركات المغربية واجهة صهيونية للاختراق الإفريقي وتطويع النّخب السياسية أكد المحلل السياسي والمعارض المغربي بدر العيدودي، أمس، أن المخزن يصر على تحدّي إرادة الشعب المغربي، باستقباله الصهاينة الذين هاجروا من فلسطين المحتلّة رغم رفض الشارع المغربي للتطبيع، مضيفا في حوار مع "المساء" أن هناك إرادة مخزنية لتمكين الصهاينة من مجالات حسّاسة والسماح لهم باختراق دواليب الدولة، الأمر الذي يشكل خطرا على دول المنطقة، ويرى أن المخزن لن يتردد في إعلان نفسه كمنصّة ثانية للدفاع عن المصالح الاسرائيلية في المنطقة والقارة الإفريقية ككل. ❊ المساء: رغم رفض الشارع المغربي التطبيع مع الكيان الصهيوني، إلا أن المخزن مازال يتحدّى الإرادة الشعبية باستقباله عشرات الآلاف من الصهاينة، كيف تحلّل ذلك وهل لديكم رقم عن المهاجرين الصهاينة نحو المغرب بعد طوفان الأقصى وحرب إيران الأخيرة؟ ❊ العيدودي: بالفعل موقف الشعب المغربي واضح فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومناهضة التطبيع، ففي إحدى استطلاعات الرأي العربية أكد 87 بالمائة من المستطلعين المغربيين دعمهم للقضية مقابل 13 بالمائة تبين أنهم إما لا يتوفرون على موقف واضح أوهم منحازون للكيان الصهيوني. وما يريده الكيان الصهيوني بالمناسبة هو اختراق المجال الإعلامي وهندسة السياسة الإعلامية داخل المغرب بمساعدة الأجهزة الأمنية والقصر العلوي، من خلال محاولة تهيئة الرأي العام المغربي لاستقبال وتسهيل توطين الصهاينة داخل البلاد. وقبل ذلك لابد من التنبيه إلى عدة إشارات مسجلة على أعلى مستوى، من خلال الاستقبالات لأعضاء هذا الكيان بحضور محمد السادس أو لقاءات تمت بين أطراف أو وزراء على مستوى القطاعات الوزارية السيادية والقطاعات الحسّاسة على غرار الاقتصاد، فضلا عن التركيز على المجالات الأمنية والعسكرية والثقافية والتعليمية، من خلال محاولة تكريس نقاش لتعميم ومحاولة إقناع الطلبة بمسألة التطبيع مع المحتل الصهيوني، وبالتالي هناك محاولة على مستوى رأس الدولة لتنفيذ هذا المخطط، كون المخزن عمل على إدخال وضمان التوافق في مسألة تعزيز النّفوذ الصهيوني وتوطين الصهاينة في المغرب. غير أن الإشكال بالنّسبة للصهاينة يتعلق بالتطبيع على المستوى الشعبي كونها مسألة ذات أهمية، خاصة وأن صحف عبرية صرّحت بأن نسبة تنقّل الصهاينة من الأراضي الفلسطينية المحتلّة إلى المغرب قد ارتفع بشكل كبير جدا خاصة منذ اندلاع الحرب الإيرانية الصهيونية والتي كانت ضربة موجعة لهذا الكيان الذي أظهر ضعفا في منظومته الدفاعية أمام القوة الهجومية الإيرانية، ما دفع ب57 ألف صهيوني وفي هذا ظرف 12 يوما فقط من الحرب للهجرة نحو المغرب. وفي المقابل كانت الهجرة منذ طوفان الأقصى وإلى غاية اليوم واضحة بانتقال عدد من الصهاينة بمن فيهم جنود شاركوا في العدوان على غزّة إلى المغرب، حيث تظهر الفيديوهات والصور والزيارات الموثّقة صحة هذه المعلومات، حيث فضل قتلة الأطفال التنقّل إلى المغرب بحثا عن الأمن ونقل مشاريعهم الاقتصادية. ❊ مع فتح المخزن الباب واسعا أمام هؤلاء المهاجرين، لا يستبعد متابعون أن يؤثر الصهاينة على المناصب السياسية والأمنية الحسّاسة في المغرب، ألا تعتقد أن ذلك يشكّل خطرا ليس على المغرب فحسب ، بل حتى على دول الجوار؟ ❊ المراقب للعلاقات المخزنية الصهيونية يعلم جيّدا أن التطبيع جرى على أعلى مستوى مما يعكس توجّها واضحا لتمكين الصهاينة من مجالات حسّاسة والسماح لهم باختراق دواليب الدولة والتحكّم فيها، ويتفق الجميع على وجود استثمارات عمومية تؤشر عليها الإدارات العمومية المغربية ولا تمر إلا للشركات الصهيونية ما يبرر ارتفاع الاستثمارات الصهيونية بشكل كبير في البلاد، فالصفقات تمر إلا للنّخب المحظوظة داخل المغرب. وبالتالي فإن ما نتحدث عنه اليوم، هو أن المخزن يسرع في مسألة تمكين كل المؤسسات للطرف الصهيوني، فهناك لقاءات مختلفة مباشرة مع وزراء وقيادات في المؤسسة العسكرية التي تم تطويعها، ونستدل في هذا الصدد بمناورات "افريكوم 2025" التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء واعتبرت من المقررين الأمميين بمثابة خرق سافر للقانون الدولي، كونها استقبلت مجموعة عسكرية من الكيان الصهيوني على الرغم من كل الجرائم التي قامت بها في حق الفلسطينيين منذ 1948، إلى غاية اليوم، ضف إلى ذلك أنها كانت المسؤولة مباشرة عن العمليات في قطاع غزّة منذ انطلاق طوفان الأقصى، وقامت بجرائمها الفظيعة ضد الأطفال ورغم ذلك تم منحها الضوء الأخضر للقيام بعمليات عسكرية شملت الأنفاق. أما في ما يتعلق بالجامعات فإنه يتم التحكّم فيها من أجل تطويعها لقبول التطبيع على الرغم من رفض الأساتذة الشرفاء والحركات الطلابية ذلك. وفي المجال الاقتصادي أضحى الأمر متروكا بشكل صريح وواضح للطرف الصهيوني، والأمر ذاته بالنّسبة لمجال الصحة، حيث يتم اليوم إحداث جامعات خاصة للصهاينة مع السماح للنّخب السياسية والعائلات المغربية التي لا تعارض الوجود الصهيوني داخل المغرب للالتحاق بها وسيكون لذلك أثر كبير جدا لأن التحكّم في صناعة القرار سواء على المستوى السياسي أو الدبلوماسي أو العسكري أو أي مجال من المجالات يرتبط بالمنطقة المغاربية والقارة الإفريقية. فالمغرب سيعلن نفسه منصّة ثانية للكيان الصهيوني من أجل محاولة تطويع الدول الإفريقية او اختراقها على الأقل أو زعزعة استقرارها، كما يتم التخطيط له مع الجزائر المعروفة بمواقفها الثابتة، كما سيتم العمل لجعل الدبلوماسية المخزنية والمستثمر والشركات المغربية بأنها واجهة للاختراق الإفريقي وتطويع النّخب السياسية من خلال خلق شبكة علاقات مركبة لاختراق القارة. ❊ كيف تتوقعون رد فعل الشارع المغربي إزاء إصرار المخزن على منح مزايا للمهاجرين الصهاينة، خاصة وأنه سبق لعائلات مغربية أن طردت بشكل تعسّفي من منازلها لصالح اليهود الذين عادوا إلى المغرب بعد عقود من الزمن؟ ❊ في الجزء السياسي هناك غضب شعبي واضح سواء من طرف مناهضي التطبيع الذين يعتبرون بأنهم أكثر وزنا وثقلا على المستوى الميداني وليس فقط على مستوى التواصل الاجتماعي رغم محاولة المخزن الاستثمار فيه عبر أجهزته الاستخباراتية وعلى رأسها الموساد الصهيوني، قصد إعطاء صورة مغالطة عن قبول الشارع المغربي للتطبيع وتخلّيه عن القضية الفلسطينية. وعلى المستوى الداخلي فإن ما تم الإعلان عنه من قبل مجموعة من المواطنين هو موجود فعلا في الحقيقة من خلال عمليات استيلاء على أراضيهم بدون وجه حق وبدون أي إجراء قضائي، مما يعني إصرار المخزن على فرض أمر واقع بقرارات إدارية تفتقد للشرعية من خلال إعادة الأراضي لليهود الذين تم ترحيلهم سنة 1948، من أجل احتلال فلسطين والآن هناك هجرة عكسية في اتجاه المغرب من أجل السيطرة على إمكانياته وفق ذريعة أن هذه الأراضي ملك لهم، علما أنه تم التأكيد على ذلك في إحدى بنود التطبيع التي تنصّ على إعادة كل ممتلكات اليهود، فضلا عن تمكينهم من الاستثمارات والحقوق الاقتصادية في انتظار ولوجهم إلى مناصب حسّاسة تمكّنهم من اتخاذ قرارات ضد الشعب المغربي. هناك انتفاضة وغضب وحالة احتقان على السياسات العمومية التي انتهجها المخزن والتي فشلت فشلا ذريعا ولها تداعياتها اليوم، الأمر الذي سيحرك قوى شعبية سواء مؤطرة أوغير مؤطرة للقيام بانتفاضة ضد المخزن في محاولة حماية مصالحها لكن القبضة الأمنية واضحة وصريحة ولمحاولة تثبيت الكيان الصهيوني وفرض وجوده رغم أنف المغاربة.