أشرف أمس كل من رئيس جامعة الجزائر الطاهر حجار وعميد كلية الآداب واللغات الدكتور الطاهر ميلة على افتتاح الملتقى الدولي التاسع ''علم النص'' جدلية النص والسياق والذي احتضنت أشغاله قاعة ابو العيد دودو ''النفق الجامعي'' وتستمر إلى غاية 25 أفريل الجاي. اجمع المتدخلون في كلمات الافتتاح على اهمية الملتقى الذي يعد مكسبا للجامعة الجزائرية رغم الظروف الصعبة التي نشأ فيها إلا أنه استمر بفضل خلية التنظيم والاعداد له منذ 1994 في الملتقى الاول، كما ذهب الى ذلك كل من الدكتورين حجار وميلة، فذكر حجار أن الجامعة الجزائرية حققت مكاسب كبيرة. ونحن نحتفل بالذكرى الخمسين للاستقلال حيث لم يكن عدد الطلبة في بداية الاستقلال سوى 800 طالب اما اليوم فإن الجامعة بها 130 ألف طالب، وهي في المرتبة الخامسة افريقيا ومن ضمن أحسن 20 جامعة عربية. ومن جانبه دعا الدكتور عبد الرزاق عبيد نائب رئيس جامعة الجزائر لأن يكون الملتقى القادم خاصا بالنص الادبي المغاربي. بدأت اشغال الملتقى في جلسته الاولى بمداخلة الاستاذة حفصة ديقاص التي كان محور موضوعها يدور حول السياق الثقافي في التواصل النصي، موضحة أن النص يتجاوز الخطاب والقول فلا ينحصر في حدود اللغة. من جانبها تناولت الاستاذة وافية مريبعي في مداخلتها ''أجناس الخطاب وحضور الخارج في النص''، مبينة أن هناك اجناس الخطاب البسيطة والعفوية والأجناس الراقية كما ان هناك فئة اخرى وهي أجناس الخطاب المعقدة التي نجدها في الرواية والمسرح والخطاب العلمي. مداخلة الدكتور عمران قدور تمحورت حول دور السياق في انتاج الخطاب الشعري، معتبرا ان النصوص الأدبية بعد نضجها في الذهن تصير مقيدة بالسياق وان السياق يكون سياقا لغويا وسياقا غير لغوي وحلل ذلك من خلال اللغة والعلاقات الاجتماعية كما تطرق المحاضر الى دور السياق في انتاج المعنى. أما بالنسبة للخطاب الشعري فيرى الدكتور عمران قدور أنه لايعرف المتلقي ويعتبره متلقيا افتراضيا. ولهذا نجد الخطاب متحرارا من قيود السياق. أما من الناحية الفلسفية فقد اختارت الاستاذة آمنة بلعلي موضوع: ''رحلة السياق من فلسفة اللغة الى فلسفة الذهن'' لأن فلسفة العقل نشأت عن فلسفة الكلام وذلك من خلال الحالات العقلية القصدية وعلاقتها بالعلم وذلك تدخل في إطار قدرة العقل للتوجه الى الاشياء وتمثيلها باعتبار أن السياق هو الوسيط بين اللغة والمتلقي والعلاقة تندرج بين الحالات العقلية وبين أفعال الكلام. وخلصت المحاضرة الى القول أن السياق هو جزء أساسي من مكونات العقل الذي يوجه الكلام. أما الأستاذ محمد بلخير فقد تناول في مداخلته السياق من خلال النظرية المعرفية مستعرضا المراحل التاريخية التي مر بها من الاغريق الى الدراسات العربية التي يحتل فيها المكانة المرموقة وانتهى في تعريفه للسياق بأنه ينبني بالتدريج ولا يعطي جملة واحدة. أما المداخلة الاخيرة من الجلسة الصباحية فقد كانت للأستاذ مفتاح بن عروس الذي تطرق الى السياق والتأويل في نظرية الحصافة التي عرفها بأنها اتباع الامثلة التي نصل من خلالها الى حسن ظن المتلقي بالمتكلم ومن هنا تدخل مسألة الاستدلال على الحصافة والعمليات الذهنية من خلال العلاقة التوصلية المباشرة من القصد الذي يريد ان يقوله المتكلم. وللتذكير فإن الجلسة المسائية تناولت انتاجية النص وقراءته وفاعلية السياق السوسيو-ثقافي بالإضافة الي علم النفس وعلاقته بالنصوص والمعنى والتأويل. وتستمر اعمال الملتقى الدولي التاسع اليوم بتحليل الخطاب ودور السياق في فهم النص القرآني والتماثل بين السياق والنص وتتطرق الى قضية الترجمة الذاتية والبحث عن السياق.