ظهرت أمس بلديات وسط العاصمة بوجه لائق وجديد بعد اختفاء غسيل الملابس والأفرشة من شرفات العمارات، تنفيذا للتعليمة التي أصدرها عبد القادر زوخ والي الولاية وشرع في تطبيقها رئيس بلدية الجزائر الوسطى الذي قال في بلاغ نشره على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك أن "نشر الملابس على مستوى شرفات العمارات أضحى ممنوعا منعا باتا من الساعة الثامنة صباحا إلى السادسة مساء"، وهي التعليمة التي رحب بها العاصميون وأيدوها من خلال تعليقاتهم الإيجابية على الفايس بوك، وشرعوا في تنفيذها منذ يوم أمس. المتجول أمس بمختلف شوارع بلدية الجزائر الوسطى يلفت انتباهه اختفاء "غسيل الملابس والأفرشة" من شرفات البنايات وهذا تنفيذا لتعليمة رئيس البلدية عبد الحكيم بطاش الذي دعا مواطنيه إلى احترام التعليمة والانطلاق في العمل بها ابتداء من يوم أمس وخلال النهار.
نشر الغسيل يرسم لوحة فسيفسائية للعاصمة..لكنها ليست جميلة يتفق العاصميون من شارع ديدوش مراد والعربي بن مهيدي.. إلى تليملي والأبيار، وصولا إلى باب الوادي، أن نشر غسيل الملابس والأفرشة بالشرفات من أجل تجفيفها شوه حقا ديكور عاصمة البلاد. وقال قاطن بشارع العربي بن مهيدي "نشر الملابس بألوان مختلفة بشرفات العمارات يرسم لوحة فسيفسائية ..لكن ليس بطريقة جمالية طبعا". وفي السياق ذاته عبر زوار من دول مجاورة عن اندهاشهم لطريقة نشر الملابس بشرفات البنايات في العاصمة، خاصة أن هذه الظاهرة غير موجودة في بلادهم مثلما صرح به مهندس أشغال البناء قدم من دولة تركيا في عقد عمل لمدة ثلاث سنوات حيث قال "لأول مرة أزور الجزائر والعاصمة تحديدا منذ سنة ونصف تقريبا اندهشت من الفوضى المسجلة بمعظم أحياء العاصمة فيما يتعلق بنشر الغسيل والهوائيات المقعرة وغيرها..لم أكن أتصور أن هذا بالجزائر".
ثقافة نشر الملابس ذهبت مع "ناس زمان" قال عمي العربي من شارع ديدوش مراد والبالغ من العمر 84 سنة أن ثقافة نشر الملابس بالشرفات ذهبت مع "ناس زمان" مشيرا إلى الفترة الإستعمارية في الخمسينات والستينات، حيث كان العاصميون ينشرون الملابس بطريقة مرتبة وفي الفترة المسائية ليتم نزعها في ساعات النهار، مشيرا إلى أن الشرطة التي كانت تراقب الشرفات في سنوات الستينات وتعاقب كل من تسول له نفسه نشر الغسيل في غير الأوقات المحددة لها.
لا لتعليق الغسيل بالشرفات ..عنوان حملة تحسيسية بحديقة واقنوني أطلقت أول أمس بلدية الجزائر الوسطى تنفيذا لتعليمات والي الولاية حملة تحسيسية حول مساوئ ظاهرة تعليق الغسيل بشرفات واجهة العمارات، وتأثيرها السلبي على المحيط، وذلك على مستوى حديقة ملعب واقنوني حيث استقطبت في اليوم الأول العديد من المواطنين الذين تجابوا مع المبادرة مؤكدين تنفيذها من أجل إظهار الوجه اللائق للعاصمة عموما والبلدية خصوصا وإعطاء منظر مشرف للمدينة. وقال أحد المواطنين من بلدية الجزائر الوسطى والذي شارك في اليوم التحسيسي "فلنحافظ على نسيجنا العمراني الفريد وجماله فلنحافظ على نظافته ورونقه دون هوائيات، دون غسيل لنجعل من عاصمتنا عروس البحر الأبيض المتوسط وأميرة المغرب العربي".
الأميار تأخروا في تنفيذ التعليمة هذا وقد سبق لعبد القادر زوخ والي العاصمة أن أصدر تعليمة "منع نشر الملابس" بشرفات العمارات سنة 2016 وأمر رؤساء المجالس البلدية آنذاك بتنفيذها إلا أنهم تأخروا في ذلك لعديد الأسباب منها انطلاق الأشغال الكبرى لإعادة ترميم البنايات القديمة بالولاية إلى جانب نقص التحسيس بالسلبيات الناتجة عن الظاهرة. تجدر الإشارة إلى أن تعليمة الوالي زوخ تخص الشوارع الكبرى بالعاصمة في انتظار تعميمها على باقي بلديات الولاية كحسين داي التي تعرف انتشارا كبيرا للظاهرة في النهار لاسيما على مستوى شارع طرابلس الذي يعرف حركة كثيفة للزوار حتى من الخارج.