عاد ملف أمن الحاويات في الموانئ الجافة التابعة إداريا للموانئ الكبرى والمستحدثة في إطار برنامج تخفيف الضغط المينائي إلى الواجهة خصوصا وأن حركة التجارة الخارجية أخذت خطا تصاعديا في السنوات الأخيرة بالنظر إلى تزايد عدد المستوردين ووكلاء العبور بشكل مطرد الأمر الذي يستدعي التكثيف من الإجراءات الأمنية لحماية الحاويات عبر كامل مراحل توجيهها إلى الموانئ الجافة سيما وانه سجلت في الآونة الأخيرة العديد من عمليات السرقة. وحسب العديد من المستوردين الذين إلتقتهم" الأمة العربية" في ميناء العاصمة فإن السلطات مطالبة للتدخل أكثر من أي وقت مضى لحماية الحاويات خصوصا خلال المراحل الأخيرة عند شحنها في الموانئ باتجاه الموانئ الجافة التابعة إداريا للمؤسسات المينائية في المدن الكبرى وقد صرحوا أنه تم في المدة الأخيرة تسجيل العديد من الاختراقات والسرقات، تعرضت إليها العديد من الحاويات في ظل التراخي الأمني. ومعلوم أن مؤسسة الميناء توكل لها مهمة حماية الحاويات خلال كل مراحل حلقة الشحن مباشرة بعد تفريغ البواخر إلى غاية وصولها إلى الموانئ الجافة ولا تسقط مسؤوليتها إلا عند المرحلة الأخيرة بعد استيفاء إجراءات الجمركة وخروج الحاويات من الموانئ الجافة. وحسب المعلومات التي استقيناها في ميناء الجزائر فإن عمليات الاختراق تسجل في العادة في أرصفة الحاويات التي تزيد مدة مكوثها في الموانئ الجافة من 6 أشهر إلى سنتين أوتلك التي تستغرق مدة جمركتها أوقاتا أطول بالنظر إلى حساسية المواد المستوردة. ومعلوم أن إدارة الموانئ استحدثت قبل 6 سنوات موانئ الجافة لتخفيض الضغط على الموانئ الكبرى بالنظر إلى ازدياد حركة التجارة الخارجية ( الاستيراد بالدرجة الأولى ) بشكل مطرد خلال العشرية الأخيرة ولعل الميناء الجاف بالروبية ( الحميز ) والثاني بمنطقة بودواو على الطريق السريع رقم 5 هي من أكبر الموانئ الجافة التابعة إداريا إلى مؤسسة ميناء الجزائر إضافة إلى عدد من الموانئ الجافة التابعة لمؤسسة ميناء بجاية وومؤسسة ميناء وهران ويشدد المستوردون على ضرورة أن تتحمل المؤسسات التي أوكلت لها مهام حماية امن الحاويات مسؤولياتها كاملة. وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة ميناء الجزائر تحول في غالب الحالات الحاويات التي تضل في الميناء بعد شحنها مدة تزيد عن 6 أشهر إلى الموانئ الجافة وقد سجلنا حسب تصريحات العديد من المتعاملين في الميناء وجود حاويات ما تزال راكنة في الموانئ الجافة منذ أزيد من 5 سنوات حيث لم يتقدم أصحابها لجمركة سلعهم وفي هذه الحالات عموما تلجأ إدارة الميناء ومصالح الجمارك الجزائرية إلى إعلان مناقصات أومزايدات علنية لبيعها تعلن عبر الصحافة الوطنية.