تأسّف الرئيس السابق لنصر حسين داي الحاج مراد لحلو لوجود النّصرية في الدرجة الثانية، وقد حمّل مسؤولية سقوط الفريق للمكتب المسيّر بسبب السياسة الخاطئة التي كانت منتهجة من طرفه· لكن وحسب لحلو فإن الرئيس الحالي تفطّن إلى تلك الأخطاء باعتماده هذا الموسم على سياسة التشبيب وعلى أبناء الفريق· لحلو قال إن الرئيس فنفود مانع لا يريد إدخال فريق النّصرية إلى عالم الاحتراف وإلاّ كيف نفسّر رفضه الاقتراح المقدّم من طرف رجال أعمال لشراء أسهم النّادي؟ لكن حلمه بالعودة لرئاسة النّصرية لايزال قائما· ترى أين هو الحاج لحلو؟ ذلكم هو أوّل سؤال طرحناه على المعني بالأمر فردّ قائلا: أتواجد في الجزائر· - بداية، ما صحّة انسحابك من المكتب المسيّر لفريق نادي الرغاية؟ -- لم يسبق لي وأن كنت عضوا في المكتب المسيّر لفريق نادي الرغاية أو فريق آخر، كلّ ما في الأمر أن هذا الفريق وعلى غرار فريق جمعية الشلف وحين طلب منّي رئيس كلّ فريق مساعدته ماليا على شكل قرض مالي وافقت، وقد سبق لي وأن ساعدت أكثر من فريق في وقت مضى، نخصّ بالذّكر فريق مولودية الجزائر· - إذن ما قيل بشأنك من أنك كنت ضمن الطاقم المسيّر لنادي الرغاية لا أساس له من الصحّة؟ -- أكيد لا أساس له من الصحّة، فهناك فريق واحد كانت لي نيّة العمل فيه، لكن أسبابا يطول الحديث عنها حالت دون ذلك· - مَن هو هذا الفريق؟ -- اتحاد الحرّاش، لكن اختلاف وجهات النّظر بيني وبين إدارة النّادي حال دون تجسيد المشروع الذي كنت أنوي تطبيقه في فريق اتحاد الحرّاش· - وماذا عن فريق النّصرية؟ -- فريق النّصرية شيء آخر، فكما يعلم الجميع هذا الفريق سبق لي وأن ترأسته لسنوات عدّة، وعملت كلّ ما في وسعي لجعله أحد أقوى النّوادي الجزائرية وقد وفّقت في بداية الأمر، لكن حين دبّ الشقاق داخل الفريق استحال عليّ تطبيق البرنامج المسطّر، وهذه هي حالة النّوادي الجزائرية· - ألم يراودك الحنين للعودة من جديد لرئاسة النّصرية؟ -- كما تعلمون في مطلع الموسم المنصرم ترشّحت لرئاسة الفريق، لكن ولأسباب لا داعي لذكرها وجدت نفسي خارج الفريق· - وهذا الموسم؟ -- تقدّمت باقتراح إلى رئيس الفريق لتحويل النّصرية وفق القوانين الجديدة الخاصّة بالاحتراف بتحويله إلى شركة ذات أسهم، وهذا بشراء أسهم في النّادي، وكان يمكن أن يستفيد الفريق من مبلغ 10 ملايير سنتيم على الأقلّ، لكن للأسف الاقتراح لم يلق الاستحسان من طرف الرئيس مانع· - كيف كان جواب الرئيس مانع؟ -- تصوّر أنه قال لي: اترك لي فترة لدراسة الموضوع وسأردّ عليك، أنا على يقين من أن المقترح الذي قدّمته للرئيس مانع سيجعل فريق النّصرية واحدا من أقوى الأندية على المستوى الوطني كون المشروع يحمل في طيّاته لبنة خير تعيد للنّصرية هيبتها المفقودة· - في نظرك لماذا لم يلق المشروع الاستحسان من ذرف الرئيس مانع؟ -- من الأحسن أن يطرح هذا السؤال على المعني بالأمر، كلّ ما أريد قوله هو أن ما أسعى إليه هو خدمة لفريق النّصرية، فلا أريد أن يبقى هذا الفريق حبيس القسم الوطني الثاني، إذ حرام فريق مثل النّصرية يشهد له الجميع ويشهد له التاريخ بما قدّمه للكرة الجزائرية ينشط في القسم الوطني الثاني· فالطريقة التي كانت منتهجة من طرف الإدارة المسيّرة هي التي أسقطت النّصرية إلى الدرجة الثانية، لذا أقول وأكرّر أن سوء التسيير هو سبب بلايا النّصرية· - هل يحزّ في نفسك أن ترى النّصرية في الدرجة الثانية؟ -- أحيانا لا أصدّق أن فريق النّصرية ينشط حاليا في القسم الوطني الثاني، فبعد أن كان قبل ثلاثة مواسم من الآن أحد المعادلات الصّعبة في بطولة القسم الوطني الأوّل، وبعد أن أعدت للفريق هيبته، الجميع يتذكّرون المكانة التي تبوّأها منذ سنوات ببلوغه الأدوار المتقدّمة من كأس العرب للأندية، وكاس الاتحاد الإفريقي، كما لعب الأدوار الطلائعية في كأس الجزائر وحتى على لقب البطولة الوطنية، لكن وبسرعة البرق انهار كلّ شيء، فكان من البديهي أن يسقط الفريق إلى الدرجة الثانية بسبب سوء التسيير· - بصفتك رئيسا سابقا للنّصرية، ما هو تفسيرك لفريق الرّابطة الوطنية تأهيل ملعب زيوي لاحتضان اللّقاءات الرّسمية للفريق؟ -- سؤال في محلّه، لو كان لفريق النّصرية مسيّرون بأتمّ معنى الكلمة لما وجد الفريق نفسه الآن بدون ملعب· - إذن لو كنت اليوم رئيسا لفريق النّصرية لما طرح هذا الإشكال؟ -- أكيد، وقد حدث لي نفس الإشكال حين كنت رئيسا للفريق قبل أربع سنوات من الآن، فبعد قرار لجنة تأجيل الملاعب رفض تأهيل ملعب زيوي بحجّة ضيق مدرّجاته، تحدّيت هذا القرار وقرّرت أن لا نستقبل إلاّ فوق ملعب زيوي، وطلبت من الرابطة حينها أن تقدّم لي توضيحا لسبب عدم تأهيلها ملعب زيوي، حينها قمت بمقارنة حجّة الرابطة بالعديد من الملاعب وقمت بتقديمها لذات اللّجنة، فأرغمت ذات اللّجنة على التراجع عن قرار الرّفض وقامت بتأهيل ملعب زيوي وخضنا فوقه جميع المباريات الرّسمية· ولم يسبق وأن شهد ملعب زيوي أيّ أحداث مأساوية، لكن بالرغم من ذلك ها هي الرابطة ترفض تأهيل هذا الملعب وتضع فريق النّصرية في موقف حرج· - على ذكر الاحتراف، ما هي نظرتك إليه؟ - جميل جدّا أن نتحدّث عن الاحتراف وجميل جدّا أن نطبّقه في الجزائر، لكن للاحتراف قواعد وأسس علمية، فهو ليس مجرّد كلمة نطبّقها وفق أهواء أشخاص معنيين ودون استشارة المعنيين بالأمر، أي رؤساء النّوادي والتقنيين والفنّيين، فكان يجب استشارة الكل وكلّ واحد يدلي برأيه· فلو قمنا بتشخيص واقع الكرة الجزائرية وواقع النّوادي نجد أنفسنا بعيدين كلّ البعد عن المعنى الحقيقي للاحتراف، فهل يعقل على سبيل المثال أن يأتي رجلان ويفرضا منطقهما على النّوادي الجزائرية، ويشرّعان وفق أهوائهما وما يخدم مصالحهما الخاصّة. - تقصد رئيس الفاف ورئيس الرّابطة الوطنية··? -- لا أريد أن أذكر الأسماء· -- يفهم من كلامك أنك تساند أندية القسم الوطني الثاني للهوّاة الذين قرّروا عدم دخول بطولة هذا الموسم··· -- هؤلاء على حقّ، وإعلانهم مقاطعة الموسم الكروي الجديد تمّ وفق معطيات· فمثلا، قرار تقسيم أندية القسم الوطني الثاني إلى قسمين قسم احترافي وآخر للهوّاة تمّ تطبيقه من طرف رجلين فقط ولم تتمّ المصادفة عليه من طرف أعضاء الجمعية العامّة للاتحادية· فالجميع يعلمون أن القرار الذي تمّت المصادقة عليه كان يتمثّل في تقسيم أندية القسم الوطني الثاني إلى ثلاثة أفواج، ويصعد من كلّ فوج في نهاية الموسم الحالي فريق واحد إلى القسم الأوّل، لكن الذي حدث بعد ذلك أنه تمّ خرق هذا القرار وإسناد قرار أحادي بإنشاء قسم وطني ثاني احترافي من فوج واحد، وقسم وطني ثاني للهوّاة بفوجين· فمن البديهي أن بثير هذا التقسيم استياء النّوادي التي لم يتمّ إدراجها في القسم الاحترافي وحتى الأندية الصاعدة من بطولة ما بين الجهات، حيث وجدت نفسها ترواح مكانها وهي التي صرفت الملايير من أجل تحقيق الصعود إلى القسم الوطني الثاني· - والحلّ؟ -- الحلّ في يد روراوة· - هل تنوي الترشّح لرئاسة الرّابطة الاحترافية؟ -- هناك أمور تطبخ في الخفاء من أجل بسط هيمنة روراوة على جميع الهيئات الكروية، فما إسناده تسيير البطولة الاحترافية للرّابطة الوطنية إلاّ تكريس لهيمنته وجعل القادم لرئاسة هذه الرّابطة يعمل تحت أهواء روراوة وجماعته، فلا أظنّ أن هناك شخص ما خارج دائرة روراوة قد يترأس الرّابطة الاحترافية في ظلّ وجوده على رأس الفاف· - ماذا تقول في الختام؟ -- أنا دوما في خدمة الكرة الجزائرية، وأموالي تحت تصرّف النّوادي الجزائرية، وبالمناسبة أقول اتركوا بن شيخة يعمل فلديه الإمكانات التي ستعيد قطار المنتخب إلى سكّته الصحيحة·