اهتمت العديد من الأسر في الآونة الأخيرة بالحضور الإجباري للسلاحف كحيوانات زاحفة ببيوتها، ويستأنس البعض بها برغبة من الأطفال أو جعلها كأنيس للوحدة مثلها مثل القطط لكن البعض مال إلى الأمور الخرافية، وكان جلب السلحفاة بدعوى أمور متعددة يصنفها بعض العلماء في خانة الشرك بالله والعياذ بالله، منها فك النحس ودفع عين الحاسدين والحاقدين، ومن الأمهات من استعملتها لتعجيل مشي الأبناء وغيرها من الدواعي الخرافية، وحتى من الناس من استعملها في أمور السحر والشعودة والعياذ بالله. نسيمة خباجة وعرفت تجارة الزواحف وبالأخص السلاحف رواجا بالأسواق الشعبية وصار التجار يجعلونها كمصدر للاسترزاق مادام أن الطلب أضحى متزايدا عليها في الآونة الأخيرة في ظل الظروف الجتماعية المتراكمة وشكاوى الكل من العين والحسد والسحر وغيرها، بل حتى هؤلاء الباعة صاروا يوصون الزبائن بشرائها لدفع الأعين الشريرة عن البيت وهناك من كانت له أهداف أخرى. استحمام الرضع مع السلحفاة يعجل مشيهم فبعض الأمهات الجزائريات خصوصا بمناطق الغرب على غرار ولاية وهران يؤمن ب(خرافة) مفادها أنّ وضع أبنائهنّ الرّضّع، الذين هم في مرحلة الحبو داخل وعاء ماء إلى جانب سلحفاة، أو وضع أرجلهم على قوقعتها، يمكّنهم من المشي في وقت مبكّر. تروي خيرة بوسعيد، البالغة من العمر 61 سنة، والمقيمة بمدينة وهران قصتها مع السّلاحف: (أنجبتُ سبعة أبناء، ولدٌ وستُّ بنات، وكنتُ عندما يبلغون مرحلة الحبو، أقتني سلحفاة وأمسك برجلي ابنتي أو ابني وأضعهما على قوقعة السلحفاة). وتابعت خيرة: (وضع قدمي الرضيع الذي يحبو على قوقعة السلحفاة يجعله يقف عليهما ويمشي في وقت مبكر. وأنا لا أعتبر ما أقوم به خرافة، لأنّ لديّ جارات استعنّ بالسلاحف كي يمشي أبناؤهنّ في وقت مبكر، وكي لا يبقوا طويلا في مرحلة الحبو، وبالفعل تحقّق ما طمحن إليه). تقول الفكرة نفسها الزهرة بن دريس، البالغة من العمر 58 سنة، والمقيمة بمدينة وهران. فهي أوصت قبل سنوات أحد أقاربها القاطن في منطقة ريفية أن يأتي لها بسلحفاة، ووضعت حفيدها داخل الوعاء معها: (لجأت إلى هذه الطريقة التي يراها كثيرون غريبة كي يمشي حفيدي الرضيع في وقت مبكر. هناك أمهات يلجأن إلى طريقة أخرى بأن يضعن سلحفاة داخل وعاء ماء، ثم يحمّمن الرضع بهذا الماء). سحر وشعوذة... كغايات أخرى إذا كانت هؤلاء النسوة يؤمنّ بدور السلاحف في مشي أبنائهن، فإنّ أخريات في المدينة نفسها يرين أنّها تطرد النحس من البيوت، وتحلّ البركة عليها. من بينهن فوزية بن ختو (51 عاماً)، التي برّرت وضعها سلحفاة في منزلها قائلة: (كي أحمي عائلتي من عيون الحسّاد). وأضافت: (السلاحف ليست طاردة للنحس من البيوت وحسب، بل هناك نسوة يستخدمنها في أمور السّحر والشعوذة، من خلال ذبحها وقراءة تعاويذ على دمائها). أما السيدة علجية من العاصمة فقالت إنها تحضر سلحفاة ببيتها وعن الغاية قالت إنها أنيستها في وحدتها بعد وفاة زوجها وزواج كل أبنائها فهي تهتم بها وتؤنسها كثيرا وهي تزحف بالبيت، كما تهتم بها وتطعمها، وعن الغايات الأخرى ردت الله يلطف. وأكدت أنها سمعت باستعمالها في أمور السحر والشعوذة. يرى أستاذ علم الاجتماع في جامعة مستغانم الطيب إبراهيم، أنّ هذه مجرّد (خرافات، نجد مثيلا لها في المجتمعات الإنسانية على اختلافها. ولا يزال كثير من البشر يؤمنون بالأساطير، ويفسّر كثيرون منهم الظواهر الطبيعية بناء على تمثّلات ميثولوجية (خرافية)، تناقض المسلّمات العلمية). وختم: (كلّ هذه التفسيرات الغريبة غذّاها انحدار المستوى العلمي للأفراد الذين يؤمنون بالخرافات). وبالفعل فإن تلك الخرافات لا أساس لها من الصحة بحيث لا يمكن حصر مختلف تلك الغايات في حيوان زاحف خلقه الله تعالى فطرد الشرور وحتى إبعاد الحسد من دون أن ننسى مشية الأطفال، هي كلها أمور تبقى بيد الله سبحانه وتعالى.