محمد شريف قاهر: آثمة من تتحجب في شهر رمضان فقط بحلول شهر رمضان نجد الكثير من الجزائريين يتداركون أنفسهم وتخشع قلوبهم ويحاولون دوما العودة إلى الله طمعا في المغفرة والتماس التوبة النصوحة، فشابات كثيرات تراودهن فكرة ارتداء الحجاب في الشهر الفضيل حتى يكن مستورات، وبعد انقضاء شهر التوبة والمغفرة ينزعنه ويعدن إلى تبرجهن المعتاد. عتيقة مغوفل تطلب منا إنجاز الموضوع التقرب من بعض الفتيات اللواتي يقمن بمثل هذا الفعل خلال شهر رمضان، ولم يكن المسجد سوى المكان الوحيد من أجل الالتقاء بهاته الفتيات اللائي نعرفهن أنهن متبرجات مسبقا، لكننا ذهلنا لتحجبهن فترة معينة من الزمن، لذلك بالتقرب منهم والحديث إليهن قليلا أول أيام الشهر الفضيل. "رمضان شهر التوبة و الستر" أول من تحدثنا إليها كانت أسماء شابة تبلغ من العمر 22 ربيعا التقيناها بمسجد الفلاح ببولوغين، قررت أسبوعا قبل رمضان أن تتحجب، فبالنسبة لها هو شهر التوبة والسترة على حد تعبيرها، كما أنها أرادت أن ترتديه من أجل أن تتمكن من الذهاب إلى المسجد وتؤدي صلاة التراويح وصلاة التهجد خلال العشر الأواخر من الشهر الفضيل، وبعد انقضاء الشهر تنزعه وتعود إلى سابق عهدها والسبب في ذلك أنها لم تقتنع بعد في أن ترتديه دوما، فهي تفكر أن تتحجب بعد أن تنهي دراستها الجامعية وبعد أن تتزوج. تحجبت من أجل تأدية صلاة التراويح فقط أما خديجة صاحبة 35 ربيعا تعمل إطار سامي بإحدى المؤسسات العمومية فهي ترتدي الحجاب عند الذهاب لصلاة التراويح فقط، لأنها تحب كثيرا تأدية صلاة الجماعة في رمضان، فهي تمكنها من الشعور بالخشوع أكثر لذا فهي تتحجب من أجل الذهاب إلى المسجد، لكنها لا ترتديه عند الذهاب إلى عملها فهي تستحي من زملائها أن ترتديه في رمضان ثم تنزعه في شوال، فهي لحد اليوم ما تزال غير مقتنعة بارتداء الحجاب الشرعي والتحجب كما يجب لأنها تعتبر التحجب عائقا عن ممارسة حياتها بشكل عادي فهو سيعيقها عن السفر في البلدان الأجنبية وكذا الذهاب إلى البحر رفقة صديقاتها. لها في ذلك نفس حجة أسماء لم تقتنع بعد من لبس الحجاب دوما. ... وأخريات يرتدينه داخل المسجد حتى لا يجبرن عليه وهناك أخريات يعجب المرء من أمرهن يأتين إلى المسجد بلباسهن العادي، وعند الدخول إليه يلبسن الحجاب وبعد انتهاء الصلاة ينزعنه قبل الخروج من باب المسجد، تقربنا من مريم فقالت (لو يراني أخي وأنا أرتدي الحجاب وأخرج به من المنزل لتأدية التراويح ليأمرني بارتدائه دوما، وأنا لا أريد هذا خصوصا في فصل الصيف فسأذهب مع عائلتي بعد عيد الفطر المبارك إلى أحد المخيمات الصيفية والحجاب هناك سيشكل لي عائقا). أما صديقتها سمية والتي تقوم بنفس التصرف الذي تقوم به مريم فأجابت (أنا لا يحاسبوني لا أبي ولا أخي لكن لا أحب أن يراني صديقي، لأنه حتما سيطلب مني أن ألبسه وأنا لا أريد هذا لأنني ما زلت صغيرة ولا أريد أن أخسر صديقي لهذا السبب فهو حبي الأول والأخير). محمد شريف قاهر: آثمة من تتحجب شهر رمضان فقط بعد كل تصريحات التي رصدناها من بعض الشابات اللواتي التقينهن أردنا معرفة حكم الدين في الحجاب الرمضاني الذي أصبح موضة العصر، ربطت (أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالشيخ محمد شريف قاهر مسؤل الإفتاء بالمجلس الإسلامي الأعلى، والذي رد على سؤالنا موضحا أن الحجاب مفروض على المرأة فهي مأمورة بالتحجب منذ أن تصل سن البلوغ ومأجورة عليه أيضا ويجب أن يكون حجابها ساترا للجسم كله سوى الوجه والكفين، وذلك اتباعا لما جاء في الكتاب والسنة، فالمرأة غير المحجبة آثمة لأنها تظهر مفاتنها، بالإضافة إلى هذا فإن المرأة المحجبة مرغوب فيها بالمجتمع الجزائري، على عكس غير المحجبة التي تكون بمثابة حبة الحلوى غير المغطاة والتي يرفض أي شخص الدنو منها، وهو نفس الحكم بالنسبة للنساء اللائي يتحجبن شهر رمضان فقط، بحجة أنه شهر الستر واللواتي يتكشفن فهن آثمات والله وحده يعلم خائنة الأعين وما تخفيه الصدور.