تماشياً مع التحولات الرقمية المتسارعة، يعوّل العديد من الفاعلين في القطاع السياحي بالجزائر على توظيف التكنولوجيات الحديثة لاستقطاب السياح والترويج للخدمات السياحية، من خلال استحداث منصات رقمية مبتكرة تعنى أيضاً بالتعريف بالمواقع السياحية والموروث الثقافي الوطني. وفي هذا السياق، أكد عدد من العارضين في الصالون الدولي للسياحة والأسفار، الذي افتُتحت فعالياته أمس السبت، أن هذه المبادرات لا تقتصر على دعم السياحة فحسب، بل تُجسد أيضاً نموذجاً اقتصادياً قائماً على ريادة الأعمال الرقمية والابتكار في تقديم المحتوى والخدمة. ومن أبرز المبادرات في هذا المجال، وكالة "فنك بوكينغ"، التي أطلقت أول منصة إلكترونية جزائرية متخصصة في حجز الفنادق وتذاكر الطيران وخدمات النقل، معتمدة على الدفع الإلكتروني. وأوضحت مديرة الوكالة، رانيا فتحي، أن المنصة "فنك" توفر أكثر من مليون فندق، و950 شركة طيران، و25 ألف خدمة نقل، بالإضافة إلى 75 ألف وجهة سفر حول العالم، ما يعزز من سهولة وتنويع الخيارات أمام الزبائن. من جهتها، تعرض منصة "صاكودو" محتوى رقمياً يجمع بين الترويج للسياحة والثقافة الجزائرية، وتطمح إلى الحفاظ على الموروث المادي واللامادي، كما أشار مديرها التجاري، إبراهيم أحمد مولاي. وتشمل خدمات المنصة مجالات الإيواء، والنشاطات السياحية، والتواصل التفاعلي مع الجمهور عبر مختلف وسائط التواصل الاجتماعي، مقدمة محتواها بثماني لغات. كما شهد الصالون إطلاق منصة جديدة تحمل اسم "ديزاد تريب"، المتخصصة في الحجوزات السياحية داخل وخارج الجزائر، وتوفر خدمات إلكترونية تشمل الفنادق، النقل، والخرجات السياحية، بحسب ما أفاد به ممثل وكالة "العاصمية" سمير بورزق. وفي هذا الإطار، أكدت المديرة العامة للديوان الوطني للسياحة، صليحة ناصر باي، أن جهود الرقمنة تأتي تماشياً مع توجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، من أجل تسهيل الإجراءات الإدارية وتحفيز الاستثمار السياحي، مشيرة إلى أن المؤسسات التابعة لوزارة السياحة والصناعة التقليدية أصبحت منخرطة فعلياً في التحول الرقمي، من خلال إطلاق منصات متخصصة، على غرار منصة "إدارتي". تجسد هذه المبادرات التكنولوجية نقلة نوعية في مجال الترويج السياحي، وتفتح آفاقاً واعدة أمام الجزائر لتعزيز مكانتها كوجهة سياحية رقمية حديثة ومتكاملة.