معاناة مستمرة منذ عقود.. ولا بديل غير الترحيل ناشدت 118 عائلة تقطن بحي الحمام بدائرة يسّر شرق ولاية بومرداس، والي ولاية بومرداس من أجل التدخل الفوري لانتشالهم من الوضعية التي يعيشونها وكذا خطر الموت الذي يهددهم في أي لحظة تحت أسقف مساكنهم الهشة التي هي عبارة عن معتقل يعود للحقبة الاستعمارية. وأطلق سكان حي الحمام بيسر شرق ولاية بومرداس، والذي يضم عائلة 118، صرخة استغاثة إلى والي ولاية بومرداس من أجل الالتفات إليهم، وإنقاذهم من خطر الموت الذي يحدق بهم في ظل هشاشة المساكن التي يقطنونها من فترة زمنية طويلة تعود إلى الحقبة الاستعمارية، صرخة هذه العائلات جاءت بعد معاناة طويلة مع قساوة الحياة والظروف المناخية، خاصة مع تجدد موجة البرد وتساقط كميات معتبرة من الأمطار، حيث تبيت جل العائلات القاطنة بالحي المذكور، رعبا حقيقيا خشية انهيار المساكن على رؤوسهم، ناهيك عن المعاناة التي يتجرعونها من خلال التصدعات والتشققات التي تشهدها أسقف مساكنهم.. وأكدت السيدة ق.ل أنها تضطر في العديد من المرات إلى المبيت مستيقظة تجمع في المياه المتسربة داخل مسكنها، في حالة أقل ما يقال عنها أنها مزرية، إضافة إلى الرطوبة الشديدة التي سببت لها لأبنائها الثلاثة عدة أمراض جلدية وتنفسية -تقول محدثتنا-، وتضيف (نحن نقيم داخل بناية مهددة بالانهيار يرجع تاريخ إنجازها إلى الحقبة الاستعمارية وهي عبارة عن معتقل ولم تشهد بعد هذا التاريخ أي عملية ترميم أو صيانة، ما جعل أجزاء منها تهوي بفعل عوامل الطبيعة التي تسببت في العديد من التصدعات التي لحقت البناية والتشققات التي أصبحت تتضاعف يوميا وتهدد حياتنا بالموت في أي لحظة، بعدما سقطت في الكثير من المرات أجزاء من الجدران علينا . ورغم ذلك ينتظر السكان بديلا آخر في ظل لامبالاة المسؤولين والمنتخبين المحليين، في معتقل الذي لا يصلح للحياة البشرية، كما أن معاناة هاته العائلات لاتقف عند هذا الحد بل يعاني سكان الحي من جملة من النقائص في شتى مجالات الحياة جرّاء عدم مراعاة السلطات المحلية لمختلف انشغالاتهم المتعلقة بالحياة اليومية، ومن ذلك الانعدام التام لأدنى ضروريات الحياة الكريمة جراء الغياب التام لكل أنواع الخدمات، وهو الوضع الذي جعلهم يعيشون في ظروف جد صعبة أثقلت كاهلهم اليومي، حيث أن المنطقة ظلت ولسنوات طويلة بعيدة عن اهتمام مختلف السلطات الوصية، فالإهمال والتهميش والإقصاء عوامل اشتركت في صنع الحياة اليومية لسكانها خاصة فئة الشباب، أما الفقر والبطالة والعزلة فأصبحت ثالوثا عويصا يؤرقهم يوميا، ويشهد الحي كذلك غيابا تاما لفرص العمل، حيث تعتبر البطالة الشبح الأسود الذي يلازم أبناءها، الأمر الذي جعل الشباب يصرفون النظر عن مختلف آمالهم في الحصول على منصب عمل، فيما يأمل السكان ترحيلهم إلى سكنات لائقة في القريب العاجل.