شرط ضروري يهمله المرضى الالتزام بمواعيد الدواء يقلل تكاليف الرعاية الصحية يلعب احترام وقت أخذ الدواء دورا هاما في حماية صحة المريض إلا أن أغلب المرضى لا يهتمون بذلك الشرط ويهملون مواقيت تناول دوائهم مما يؤدي إلى عواقب وخيمة على الصحة. وقد أظهرت نتائج دراسة حديثة أن تشجيع المرضى على الالتزام بمواعيد تناول الدواء لن يساعدهم على تحسين حالتهم الصحية فحسب، ولكنه قد يُسهم كذلك في وضع حد لارتفاع تكاليف الرعاية الصحية. وأظهرت الدراسة أن أكثر من نصف المرضى لا يحسنوا اتباع النظام الدوائي الموصوف لهم من الأطباء. مضاعفات خطيرة على الصحة ويقول الخبراء إن عدم التزام المرضى بالنظام الدوائي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على صحتهم، فعدم تناول كل الجرعات المقررة من المضاد الحيوي يمكن أن يؤدي إلى تنشيط المرض وعودته. ويرى الدكتور أحمد الحكيم كبير المستشارين بشركة سينفا الإسبانية للصناعات الدوائية في هذا الصدد أن خطر السكتة القلبية كذلك يزداد عند من يعانون أمراض القلب إذا لم يلتزموا بتناول الدواء، وأن الأشخاص الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم قد يصابون بالسكتة الدماغية إذا لم يتناولوا الدواء وفق النظام المحدد. ومع أن إهمال اتباع النظام الدوائي يمكن أن يقود إلى مضاعفات خطرة للمرضى قد تصل إلى حدّ الوفاة، فإن العلاجات الإضافية التي قد تستوجبها تلك المضاعفات ترفع التكاليف الطبية وتلقي مزيداً من الضغوط على موارد اقتصادية قيّمة. وكانت دراسة أخرى نشرتها مجلة (هيلث أفيرز) المختصة بالشؤون الصحية والطبية وجدت أن قطاع الرعاية الصحية في الولاياتالمتحدة يمكن أن يوفّر نفقات تصل إلى 3,8 مليار دولار في السنة إذا تحسّن الالتزام بالدواء بين مرضى السكري وحدهم، وذلك جرّاء خفض عدد الحالات التي تحتاج للإدخال إلى المستشفيات وزيارة أقسام الطوارئ. وتنتشر الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهي ناجمة عن عوامل مثل زيادة متوسط السكان ونمط الحياة ونمط الحياة الروتيني قليل الحركة ومعدلات السمنة المرتفعة، وفقاً لتقرير الرعاية الصحية العالمية لعام 2014 الصادر عن شركة الاستشارات العالمية (ديلويت). احترام مواعيد الدواء أمر ضروري وشدّد الدكتور الحكيم على أهمية التزام المرضى الدقيق بمواعيد تناول الأدوية الموصوفة لهم من الأطباء من أجل تحسين حالتهم الصحية، مشيراً إلى أن هذا الأمر يساعد أيضاً على الحدّ من النفقات المرتفعة في مجال الرعاية الصحية بالمنطقة، والمصاحبة لارتفاع أعداد المصابين بأمراض مزمنة، وقال: (لن يقف أثر التزام المرضى بالنظام الدوائي عند خفض التكاليف فحسب، وإنما سيمتد ليسهم في إنقاذ حياة مرضى آخرين، فإذا تجنّب مريض واحد زيارة قسم الطوارئ من خلال التزامه بتناول الدواء، فإنه سيوفر سريراً وجرّاحاً لمريض آخر بحاجة إلى العلاج).