عائلة بأكملها تعاونت على قتله وإحراق جثّته بسبب سيّارة هكذا تورّط مُلاّك مصنع في قتل عامل لديهم في العاصمة عالجت أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء بومرداس قضية قتل بشعة راح ضحيتها شابّ عشريني من منطقة الناصرية، حيث تعرّض للقتل وتشويه جثّته حرقا من طرف 14 متّهما تمّت متابعتهم بتهم إخفاء وتشويه جثّة، تكوين جماعة أشرار، القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد، الاختطاف وحجز شخص بغير إذن من السلطة ضد (ب.ي)، إخفاء، تشويه جثّة والمشاركة في القتل والترصّد والمشاركة في الحجز. ل. حمزة شهدت محكمة الجنايات ببومرداس أمس حالة طوارئ حين عُرضت قضية فريدة من نوعها من حيث البشاعة في التنفيذ والتخطيط لضحية لم يتجاوز 23 من عمره، وقعت بولاية الجزائر، حيث تمّ إصدار عقوبة السجن المؤبّد في حقّ المتّهم الرئيسي، في حين تراوحت العقوبة بين 20 سنة سجنا وسنة حبسا نافذا ضد باقي المتّهمين حسب درجة خطورة الفعل المرتكب. - اختفاء السيّارة بداية القضية وقائع القضية تعود إلى ليلة القدر من شهر رمضان 2012، لمّا اصطحب واحد من أصحاب المصنع عاملا لديه وهو ضحية الحال إلى المركز التجاري لباب الزوّار للقاء أحد معارفه، وعند وصولهم اقترح الضحية على ربّ العمل أن يركن سيّارته من نوع نوع (تيفوان) خارج الحظيرة التي كانت مكتظّة، وعند خروجهم فوجئوا باختفاء السيّارة ومنه وجّه الاتّهام للضحية الذي أصرّ على الإنكار. - استدرجوه إلى مدينة تيزي وزو بعد أيّام وبحجّة أن مصالح الأمن لم تفلح في استنطاقه دبّر صاحب المصنع برفقة أشقائه الأربعة المتّهمين في قضية الحال وابني عمومتهم وبعض معارفهم من تجّار المهلوسات خطّة لاختطاف العامل صاحب ال 23 سنة، الذي كان مقرّبا منهم بحكم علاقة العمل والجوار، ومنه تمّ استدراجه إلى مدينة تيزي وزو، حيث اتّصل به (ب. مراد) المكنّى (النيفرو) وأخبره بأنه لا داعي لأن يستقلّ الحافلة للعودة إلى العاصمة وعليه لانتظار في المحطة البرّية لتيزي وزو حتى يقلّه هو و(الكلونديستان)، وبعدها توجّهوا إلى إحدى الحانات أين قدّم (النيفرو) الكحول والمهلوسات للضحية. - قطعوا رأسه وأحرقوا الجثّة في طريق العودة توقّف الجميع لتناول العشاء في منطقة الناصرية، وهو ما أكّده صاحب المطعم الذي لاحظ أن الضحية لم يكن في وعيه، فيما فرّ (الكلونديستان) لاشتباهه في أن هناك جريمة تُدبّر وحضر بدله المتّهمون الآخرون الذين أقلّوا الضحية إلى مصنعهم الكائن بتسالة المرجة، ثمّ كبّلوه تحت مراقبة الحارس الذي لم يبلّغ عن وجود شخص مختطف، إلى جانب عنصرين من الأمن السرّي صديقي المتّهم اللذين خانا بدورهما مهنتهما ولم يمنعا حدوث الجريمة، ثمّ قتلوه ونقلوه إلى منطقة تابلاط بالمدية، أين قاموا بدفن الجثّة في إحدى الغابات. لكن ومع انتشار خبر اختفاء الضحية عاد الجناة إلى مكان دفن الجثّة وقاموا باستخراجها وقطعوا رأسها الذي اكتشفه فيما بعد مواطن وأحرقوا باقي الأجزاء بعد أن نبشت الخنازير الجثّة. - أصرّوا على الإنكار على إثر التحقيقات المكثّفة التي قامت بها مصالح الأمن تمّ التوصّل إلى تحديد هوية المتّهمين من خلال تصريحات إخوة الضحية والمكالمات الهاتفية المسجّلة بين المتّهمين وتحديد موقعهم. لكن وخلال جلسة المحاكمة أصرّ كلّ واحد من المتّهمين على إنكار التهم الموجّهة إليه والإلقاء بروابطها على الآخر، في حين واجهتهم النيابة العامّة بالوقائع المتسلسلة والدلائل المستقاة من التحقيقات المكثّفة التي قام بها عناصر الأمن وكذلك شهادة الشهود في القضية، ومن أجل ذلك طالبت بتطبيق عقوبات مشدّدة في حقّ جميع المتّهمين.